طوفان الأقصىمحليات

دلياني: مجازر عيد الفطر وإعدام المسعفين تجسيد لانحطاط عقيدة الاحتلال العسكرية وتجذر حقده الإبادي

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي أمس، في اليوم الأول من عيد الفطر، تمثل تجلياً فاضحاً لفلسفة عسكرية متجذرة تقوم على الإبادة كأداة للسيطرة الاستعمارية، وتعكس توجهاً سياسياً منظماً لاقتلاع الوجود الفلسطيني، ليس فقط من الأرض، بل من الوعي والذاكرة والهوية.

وأشار دلياني إلى أن عيد الفطر، الذي يفترض أن يكون يوماً للسكينة والرحمة والتكافل الاجتماعي، تحوّل بفعل الآلة الابادية الإسرائيلية إلى مجزرة، ذُبِح فيها 64 شهيداً وشهيدة، غالبيتهم من النساء والأطفال، في قصف مركّز استهدف التجمعات المَدَنية، في حملة تطهير بشري مكتملة الأركان.

وأضاف أن فظاعة المشهد لم تقف عند حدود مجزرة المدنيين، بل تزامنت مع جريمة أخرى لا تقل بشاعة تمثلت في انتشال جثامين 14 شهيداً مدنياً، بينهم ثمانية من طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، وخمسة من عناصر الدفاع المدني، وموظف تابع للأمم المتحدة، بعد أيام من إعدامهم ميدانياً برصاص قوات الاحتلال في حي تل السلطان برفح.

وقال القيادي الفتحاوي: “إعدام الطواقم الطبية هو جريمة متعمدة تمثل دليلاً اضافياً على التردي الأخلاقي العميق في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، حيث تحوّلت فرق الإنقاذ في أعينها إلى أهداف للقتل، في انتهاك سافر لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وتابع: “لم يكن التاريخ الإنساني في يوم من الأيام خالياً من نماذج لأنظمة إبادة سعت إلى محو الشهود والمنقذين والمسعفين، لأن وجودهم يهدد سردية القاتل ويمنع طمس الحقيقة. ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي اليوم هو امتداد مباشر لتلك الأنظمة الاستعمارية، فهي ترى في كل فلسطيني وفلسطينية هدفاً مشروعاً للقتل، وفي كل من يحاول إنقاذه/ا أو توثيق مأساته/ا خطراً وجودياً يجب تصفيته”.

واختتم دلياني بالتشديد على أن استشهاد 921 فلسطينياً وفلسطينية منذ 18 آذار/مارس، تاريخ خرق الاحتلال الإسرائيلي لما سُمّي بوقف إطلاق النار، ليس مجرد رقم في تقارير ضحايا الاحتلال، بل هو دليل دامغ على طبيعة المنظومة الإسرائيلية التي ترتكز على هندسة القتل والإبادة، وتسعى إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني عبر سحق الإنسان وهدم البنية التي تحفظ له صموده في وجه مشروع تطهير عرقي لا يزال يتغذى على صمت دولي متواطئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى