دلياني: محاولات الاحتلال ربط نضالنا الوطني بمعاداة السامية خداع فكري لقمع دعاة الحرية والعدالة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن تصاعد الخطاب السياسي الزائف لدولة الاحتلال ردًا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب الفارين من العدالة بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، إلى جانب الأحداث الأخيرة التي تسبب بها بلطجية اسرائيليون في أمستردام، يعكس محاولة ممنهجة لتزوير الحقائق وتشويه الروايات التاريخية.
وأوضح دلياني أن هذا الاستغلال للمآسي التاريخية يُستخدم بشكل صارخ لتحويل الأنظار عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاستعمار الذي ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: “أن هذه التكتيكات الخطابية الساعية لتضليل الرأي العام العالمي لا يمكن أن تطمس حقيقة الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ولا أن تقلل من مشروعية نضالنا الوطني لتحرير ارضنا من عقود الاحتلال العسكري والاضطهاد.”
وشدد دلياني على أن “محاولات دولة الاحتلال لربط مقاومة الفكر العنصري الصهيوني وكل ما ينتج عنه من جرائم بحق الإنسانية، بمعاداة السامية ليست إلا خداعًا فكريًا متعمدًا ووسيلة استراتيجية لقمع الأصوات التي تطالب بالعدالة ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها. إن المجتمع الدولي مطالب بعدم التواطؤ مع هذا التضليل الاسرائيلي”.
وأشار دلياني إلى أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك اعتداءات “بلطجية” مكابي تل أبيب في أمستردام والطريقة التي تم بها تأطير هذه الاعتداءات، تكشف بشكل واضح الخطر الكامن في استغلال دولة الاحتلال للمعاناة التاريخية لتبرير جرائم. وبيّن أن استخدام مصطلحات مثل “البوغروم” و”اصطياد اليهود” بهدف إثارة الهلع هو محاولة مكشوفة لتحويل الأنظار عن السلوكيات العنصرية والعنيفة الموثقة لتلك الجماعات البلطجية.
وأردف دلياني قائلاً: “إن المزج المتعمد بين الهوية اليهودية والأيديولوجية الصهيونية العنصرية والإبادية يصنع بيئة تُجرَّم فيها الانتقادات المشروعة لجرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني”.
وتطرّق القيادي الفتحاوي إلى الإحصائيات التي تكشف عن فظاعة جرائم الابادة الإسرائيلية، حيث استشهد منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكثر من 44,000 فلسطيني على يد جيش الاحتلال، من بينهم آلاف الأطفال. كما دُمّرت البنية التحتية في غزة نتيجة القصف المستمر، تاركةً أكثر من مليوني إنسان في ظروف إنسانية كارثية من التهجير القسري والتشريد.
واختتم دلياني بدعوة المجتمع الدولي إلى رفض استغلال الروايات التاريخية لتمرير الجرائم الحالية، والعمل على محاسبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها للقانون الدولي. مشدداً على: “إن تحقيق العدالة لفلسطين هو واجب أخلاقي وشرط أساسي لتحقيق السلام والأمن الدوليين. على العالم أن يقف إلى جانب الحق والتاريخ، فالتحرر الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من النضال العالمي من أجل حقوق الإنسان”.