دلياني: من بين الأنقاض، غزة تُعيد تعريف معنى الإرادة والصمود

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استمرت على مدار خمسة عشر شهرًا، يمثل لحظة من الانفراجة الممزوجة بالحذر، ويكشف في الوقت ذاته عن واقع غير مسبوق من الدمار الذي لا يزال يطارد اهلنا في القطاع المحاصر. وأوضح دلياني أن الحرب أودت بحياة أكثر من 47 ألف شهيد وشهيدة، وأدت إلى تهجير ما يقرب من مليوني إنسان، فيما تعرض قرابة 70% من البنية التحتية في قطاع غزة للدمار الكامل بحسب التقارير الدولية.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن عودة العائلات إلى منازلها تحمل في طياتها معاناة لا تقل قسوة عن الحرب ذاتها، حيث لم يجدوا إلا أنقاضًا من حياتهم السابقة. ولفت إلى أن مستشفى كمال عدوان، الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للأمل والرعاية في شمال القطاع، بات الآن شاهدًا على حملة تدمير البنية التحتية المدنية. وأضاف: “مشاهد العائلات التي تنبش الأنقاض بحثًا عن بقايا أحبائهم هي شهادة دامغة على اجرام دولة الاحتلال.”
وعن التهدئة، أوضح دلياني أن وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في اطار اتفاق تبادل اسرى لا يعالج العنف البنيوي الذي يفرضه الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة منذ اوائل تسعينيات القرن الماضي. وقال: “مع تدمير أكثر من 245 ألف منزل وتقدير الأمم المتحدة بأن إعادة الإعمار قد تستغرق 350 عامًا في ظل الحصار الإسرائيلي الحالي، تحوّلت حياة شعبنا إلى معركة يومية من أجل البقاء حتى بعد وقف القصف الإسرائيلي.”
ورغم حجم المأساة، شدد دلياني على أن صمود اهلنا في غزة لا يزال صخرة تتكسر عليها سياسات الاحتلال وتطلعاته الابادية والتوسعية. وأوضح: “العائلات التي تزيل الركام وتعيد بناء غُرف مؤقتة تُستر فيها وسط هذا الدمار تجسد التزامًا غير قابل للكسر بالحياة والكرامة. صمود اهلنا في غزة هو دليل حي على إرادة شعبنا الثابتة في مواجهة محاولات محو وجودنا.”
وفي الختام، أكد دلياني أن هذه اللحظة في تاريخ غزة تجسّد صراعًا من أجل البقاء، وفي نفس الوقت استعادة للإنسانية في مواجهة كل الصعاب التي يفرضها الاحتلال وآلته العسكرية. وقال: “إن العدالة تتطلب محاسبة الاحتلال عن جرائمه الإبادية، والتزامًا عالميًا بتفكيك أنظمة الاحتلال والقمع التي تُديم الاحتلال العسكري الإسرائيلي لدولة فلسطين. إن كفاح اهلنا في غزة يُجسد طليعة المعركة العالمية من أجل الحقوق والكرامة الإنسانية.”