د. أحمد الفرا: نعيش كارثة صحية حقيقية بمجمع ناصر وخطورة الوضع تتفاقم

أكد الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، أن المجمع يعيش كارثة صحية غير مسبوقة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية، محذرًا من أن الوضع يزداد خطورة كل يوم.

وأوضح د. الفرا أن مجمع ناصر استقبل اليوم عشرات الإصابات الصعبة والخطيرة نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، ما أدى إلى اكتظاظ الأقسام بالمصابين وعدم القدرة على استقبال المزيد من الحالات، وسط نقص حاد في المعدات والإمكانيات الطبية الأساسية.

وأشار إلى أن ما يُعرف بـ”المساعدات الإنسانية” التي تقوم بتوزيعها شركة أمريكية تسببت في زيادة غير مسبوقة في أعداد المصابين يوميًا، مؤكدًا أن هذه المساعدات لم تُحسّن الواقع الإنساني بل ساهمت في تعقيده.

واتهم د. الفرا الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المنظومة الطبية بشكل مباشر ومنهجي، معتبراً أن ذلك يندرج ضمن محاولات تصفية صمود الشعب الفلسطيني من خلال ضرب القطاع الصحي، الذي يُعد خط الدفاع الأخير عن حياة المواطنين في ظل الحرب والحصار.

وكشف أن أكثر من 500 مريض وجريح فارقوا الحياة نتيجة المماطلة الإسرائيلية في إصدار التحويلات الطبية ومنعهم من السفر للعلاج، وهو ما يشكل جريمة إنسانية تُضاف إلى سجل انتهاكات الاحتلال.

وختم الفرا بتأكيد أن من حق أي مواطن، وخصوصًا المرضى، السفر لتلقي العلاج وفق القوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية، لكن سلطات الاحتلال تتعمد تجاهل هذه الحقوق وتواصل انتهاكها بشكل صارخ ودون محاسبة.

هذا الواقع المأساوي يعكس حجم الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الطبي في غزة، ويستدعي تدخلاً دوليًا عاجلاً لحماية المرضى والأطقم الطبية وإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي المنهار.