ذخائر غير منفجرة في غزة: خطر دائم يجعل القطاع غير صالح للسكن
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أعلنت الحكومة الأميركية أن الذخائر غير المنفجرة تنتشر في كافة أنحاء قطاع غزة نتيجة عشرات الآلاف من الغارات الجوية الإسرائيلية، ما يجعل القطاع “غير صالح للسكن”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وتعود هذه الأزمة إلى الغارات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي، والتي تجاوز عددها 40 ألف غارة حتى أكتوبر 2024. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن واحدة من كل عشر قنابل لم تنفجر، ما يعني وجود آلاف الذخائر غير المنفجرة وسط الركام.
مخلفات قاتلة تعرقل الحياة
وسط أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، تنتشر هذه الذخائر بين المنازل والمباني المدمرة، ما يعرض حياة السكان لخطر دائم. وقال برايان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: “أكدنا مرارًا أن غزة غير صالحة للسكن، والعيش وسط الذخائر غير المنفجرة أمر غير إنساني”.
وبدأت محاولات السكان لإزالة الأنقاض بعد سريان وقف إطلاق النار في يناير، لكن المخاطر تتربص بهم، كما حدث مع سائق الجرافة علاء أبو جميزة والفتى سعيد عبد الغفور، اللذين أصيبا جراء انفجار قنبلة لم تكن مرئية.
إعاقة جهود إزالة الألغام
على الرغم من استعداد المجتمع الدولي للمساعدة في إزالة المخلفات الحربية، إلا أن منظمات إزالة الألغام تواجه صعوبات كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية على إدخال المعدات اللازمة إلى غزة. ووفقًا لوثائق اطلعت عليها “رويترز”، رفضت السلطات الإسرائيلية طلبات استيراد أكثر من 2000 قطعة من معدات إزالة الألغام بين مارس ويوليو 2024.
وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن العملية لم تبدأ فعليًا بسبب هذه القيود، التي وصفها بأنها “تحديات خطيرة يمكن تفاديها”.
تكاليف ضخمة ومدة طويلة
تشير تقديرات “مجموعة الحماية”، وهي تحالف من وكالات أممية ومنظمات غير حكومية، إلى أن إزالة هذه الذخائر قد تستغرق نحو عشر سنوات وتحتاج إلى تمويل يتجاوز 500 مليون دولار.
وقال غريغ كراوذر، مدير البرامج في المجموعة الاستشارية للألغام، إن الوضع في غزة “يشبه زلزالًا هائلًا وسطه آلاف القنابل”، في إشارة إلى التحدي التقني والإنساني الذي تواجهه عمليات إزالة الذخائر.
حياة على حافة الانفجار
تعيش آلاف العائلات في مبانٍ قد تحتوي على قنابل غير منفجرة. ومن بين القصص المروعة، يروي هاني العبادلة، وهو معلم من خان يونس، كيف عاد إلى منزله بعد وقف إطلاق النار ليكتشف أن قنبلة ضخمة استقرت في أرضية منزله دون أن تنفجر، ما دفع أفراد عائلته إلى رفض العودة.
قنابل “مارك 84” الأميركية
قال خبراء أسلحة لـ”رويترز” إن قنابل من طراز “مارك 84” الأميركية الصنع، وهي من الأشد تدميرًا، رُصدت بين الأنقاض. وتُعد هذه القنابل، التي تزن نحو 2000 رطل، قادرة على إحداث دمار واسع النطاق.
بين الأنقاض، والذخائر غير المنفجرة، والمخاوف من انفجارات مستقبلية، يواجه سكان غزة حياة محفوفة بالمخاطر اليومية، في ظل غياب خطة واضحة لإزالة هذه القنابل القاتلة التي تملأ شوارع وأحياء القطاع المحاصر.