ذكرى اشتعال انتفاضة السكاكين “انتفاضة القدس”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – غزة
يوافق اليوم الذكرى الثامنة، لاندلاع انتفاضة القدس، فيما لا يزال شعبنا الفلسطيني يخوض معركة مفتوحة مع الاحتلال، ويجود بدمه المتدفق على امتداد خارطة الوطن السليب، دفاعًا عن الأقصى ونصرة للقدس والمقدسات.
انتفاضة القدس اندلعت في الأول من أكتوبر عام 2015، ردًّا على حرق مستوطنين صهاينة لعائلة دوابشة بمحافظة نابلس، وتصاعد الانتهاكات والعدوان الصهيوني غير المسبوق على المسجد الأقصى المبارك، وإصرار الاحتلال على تهويده وتدنيسه، استفزازًا لمشاعر شعبنا الفلسطيني والمسلمين كافة.
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس، وكذلك سُميت انتفاضة السكاكين، هي موجة احتجاجات تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل منذ بداية أكتوبر 2015 حتى الآن.
تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وكذلك قيام إسرائيليين يهود بطعن فلسطينيين، وإعدامات ميدانية للفلسطينيين بحجج محاولتهم تنفيذ عمليات طعن.
تزامنت الأحداث أيضًا مع تنفيذ القوات الإسرائيلية ضربات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه صواريخ نحو الأراضي المحتلة.
بداية الشرارة
قام مستوطنون بحرق منزل عائلة الدوابشة، في 31 يوليو 2015. وهو ما أدى إلى زيادة في أعمال المقاومة الموجهة ضد الإسرائيليين. تضمن العام السابق أيضًا عددًا من الأحداث التي اتسمت بصفة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي قابلها الجانب الإسرائيلي بأعمال عنف مضادة، من بين هذه الأحداث كان إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والذي استمر شهرين، وكذلك مقتل محمد أبو خضير، الذي جاء بعد قتل ثلاثة مستوطنين في يونيو من ذلك العام. والجدير بالذكر أيضًا الحرب الإسرائيلية التي شُنت على قطاع غزة وأوقعت ما يزيد عن 2100 شهيد فلسطيني.
قام الجانب الإسرائيلي بعدد من الخطوات تجاه المسجد الأقصى في شهر سبتمبر 2015؛ ففي 9 سبتمبر، صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي قرار بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، وفي 14 سبتمبر اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيليًا، واقتحمت وحدات خاصة وعناصر المستعربين باحات المسجد، وفي 17 سبتمبر، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.
على الصعيد السياسي غابت الثقة بين طرفي الصراع مع اشتراط حكومة نتنياهو اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل، ومنذ مطلع عام 2014 كانت المفاوضات متوقفة وكانت السلطة الفلسطينية توجهت للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وانتزاع اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية في ظل رفض إسرائيلي واعتبار ذلك خطوة من جانب واحد، كما أن حكومة نتنياهو اليمينية استمرت بطرح عطاءات توسيع البناء في مستوطنات الضفة الغربية ولم تستجب لطلب وشروط السلطة من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات وهي تجميد الاستيطان وكذلك الإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية، وأن يكون هناك سقف زمني محدد لإنهاء المفاوضات، ويبدو أن هذا السبب وكذلك يأس الفلسطينيين من الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي قد لعب دوراً جوهرياً في ذلك وحسب استطلاع للرأي فإن 52% من السكان يرغبون بالمغادرة وأن 57% من الفلسطينيين يدعمون اندلاع انتفاضة مسلحة وأن 80% من الفلسطينيين مقتنعون بأن القضية الفلسطينية ليست على لائحة اهتمامات العرب.
ويذكر أن خطاب الرئيس محمود عباس بالأمم المتحدة في 30 سبتمبر 2015 أعتبر سياسياً على أنه نهاية لمرحلة أوسلو وهو المطلب الذي أجمعت عليه معظم الفصائل الفلسطينية.
انتفاضة متجددة
وعلى الرغم من مرور ثمان سنوات على انتفاضة القدس، إلا أنّ روح المقاومة والصمود التي أحيتها تلك الانتفاضة لا تزال تسكن أبناء الشعب الفلسطيني وتجري في عروقهم، فقد ترجموها واقعًا على امتداد جغرافيا الوطن وساحاته بشتى الطرق والوسائل حتى يومنا هذا. فمن معركة “سيف القدس” التي هبّ فيها الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده نصرة للقدس والمسجد الأقصى ولقّنوا فيها العدو الصهيوني دروسًا لن ينساها، تتجلى مقاومة شعبنا الفلسطيني اليوم في أبهى صورها في نابلس والخليل ورام الله وجنين أيقونة المقاومة، وميدان المواجهة الممتدة والمتواصلة.
فجنين اليوم تُلقّن الاحتلال درسًا بأنّ شعبنا لن يرفع الراية البيضاء، وأنّ الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال عن كل أرضنا هو الالتفاف حول المقاومة ومشروعها وصولًا إلى دحر الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية.
ومثّلت انتفاضة القدس ومعركة سيف القدس امتدادًا لانتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل، وأثبتتا أنّ خيار المقاومة هو أقصر الطرق وأنجعها لتحرير فلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها، وستبقى انتفاضة القدس ملهمة لمعاني البطولة والانتصار للقدس والأقصى، ومداد مواجهة وبندقية يمتشقها شعبنا البطل دفاعًا عن القدس والأقصى.