ذي إنترسيبت: مونديال قطر كشف وهم “سلام” جاريد كوشنر ومبالغاته!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – وكالات
قال روبرت ماكي في موقع “ذي إنترسيبت” إن مونديال قطر، 2022 كشف عن فشل محاولات صهر الرئيس الأمريكي السابق ومستشاره كصانع سلام عبر اتفاقيات إبراهيم.
فقد أظهر المشجعون العرب احتقارا للإسرائيليين. وقال الكاتب: “لا يُظهر من سجل إيفانكا ترامب وعائلتها على إنستغرام حول الرحلة التي استمرت ثلاثة أيام لمتابعة مباريات كأس العالم في قطر، أو سجل زوجها جارد كوشنر، إن كانا قد سمعا الهتافات والأغاني دعما للفلسطينيين التي هتف بها المشجعون العرب في معظم الملاعب خلال الجولة الأولى من المباريات”.
وأظهر الدعم الدافق الذي كان واضحا من يافطات ورايات “الحرية لفلسطين” على المنصات ومن مواقف المشجعين الذين قاطعوا مقابلات التلفزة الإسرائيلية ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وقللوا من شأن الصحافيين الإسرائيليين، أظهر بوضوح عن إساءة جارد كوشنر، التقدير، عندما أقنع مجموعة من المستبدّين العرب بتوقيع صفقات تعاون اقتصادية مع إسرائيل، ولم تحترم حقوق الفلسطينيين. وبعد ساعات من مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية، هتف المشجعون العرب في كأس العالم: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.
ففي مذكرات كوشنر عن أيامه في البيت الأبيض “كسر التاريخ” زعم أنه كان وراء “نقطة تحول حقيقية في التاريخ” عندما وافقت خمس دول ذات غالبية مسلمة على اتفاقيات سلام مع إسرائيل: الإمارات، البحرين، السودان، المغرب وكوسوفو.
وبحسب كوشنر الذي بدا أنه مكرس منذ البداية لصديق العائلة القديم، بنيامين نتنياهو، فالدول التي أقنعها بتوقيع اتفاقيات تطبيع والتي لم تكن مركزية في النزاع، لديها “إمكانية وقف كامل للنزاع العربي- الإسرائيلي القائم منذ نشوء إسرائيل”. ورغم مزاعم كوشنر المبالغ فيها، فقد كان هناك ومنذ البداية، دعم قليل في العالم العربي لأي دولة عقدت سلاما مع إسرائيل، طالما ظل الفلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال العسكري.
وتكشف بيانات مسحية من عام 2020، عندما وافق المغرب على توقيع اتفاقية سلام، مقابل اعتراف إدارة ترامب بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، أن نسبة 88% من المغاربة رفضت العلاقات والاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل. وكشفت استطلاعات نظمت بنفس العام، أن 89% من التونسيين، و88% من القطريين، وافقوا على بيان وهو أن “القضية الفلسطينية هي محط اهتمام كل العرب”. وقالت نسبة 6% فقط إن السعوديين الذين شاركوا في الاستطلاع سيدعمون الاعتراف بإسرائيل.
وغنى المشجعون المغاربة الذين هزم فريقهم المنتخب البلجيكي، دعما لفلسطين “أجمل البلدان”. وكان الدعم لمقاطعة إسرائيل واضحا مع بدء المباريات، حيث غرقت وسائل التواصل الاجتماعي بلقطات فيديو عن مشجعين من كل أنحاء العالم العربي، رفضوا السماح للصحافيين بتغطية المناسبة، وعندما طلبت قناة إسرائيلية من رجل قطري التعليق كان موقفه واضحا، وقال: “ترفض قطر التطبيع مع إسرائيل طالما ظلت محتلة لفلسطين، إنها فلسطين.. فلسطين”.
وذكرت تغريدة أن زائرا لبنانيا “صحّح لصحافي إسرائيلي معلوماته الجغرافية الفقيرة”. وشعر صحافي إسرائيلي بالدهشة عندما وجد أن مشجعين مغاربة وقّعت بلادهم اتفاقيات سلام مع تل أبيب حيث قال: “ولكننا في سلام… ومضى المشجع بعيدا عنه وهو يهتف لفلسطين”. وفي لقطة أخرى تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر مشجعا سعوديا يخبر صحافيا إسرائيليا بالإنكليزية: “هناك فقط فلسطين ولا يوجد إسرائيل”.
وقالت إليزابيث تسيركوف، الزميلة في منبر التفكير الإقليمي، وهو مركز إسرائيلي- فلسطيني مقره في القدس: “اكتشف الصحافيون الإسرائيليون مدى كره بلادهم، ورأوا في ذلك أمرا مضحكا ومفيدا”، وقالت على تويتر: “اعتقدوا أنهم لو طبعوا العلاقات مع الأنظمة الديكتاتورية العربية فهذا يعني أن العرب سينسون الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين”.
وأشارت لينا السعافين التي عملت في قناة الجزيرة، إلى شكوى الصحافي الإسرائيلي راز شيشنك، مراسل “يديعوت أحرونوت” حيث حاول الحديث مع مشجع مغربي. وعندما اقترح أن المشكلة هي بين الحكومات وليس الشعوب، قال رجل يحمل العلم الفلسطيني: “لا شيء اسمه إسرائيل، هناك فلسطين، لقد سرقتم الأرض منهم، لا شيء اسمه إسرائيل وإسرائيل غير موجودة”. وعلقت السعافين بالقول إن شيشنك “عبّر عن وهم بأن العرب سيرحبون به، فقط لأن الحكومات الأخرى طبعت العلاقات مع إسرائيل”.
وكتب الصحافي الفلسطيني داوود كُتّاب: “يقول الصحافيون الإسرائيليون إنهم فوجئوا من مستوى العداء الذي واجهوه في كأس العالم بقطر، ولكنني مستغرب أنهم مندهشون لأن ما يفعلونه يوميا في فلسطين منتشر على كل منصات التواصل الاجتماعي (باستثناء إسرائيل) ولكل فعل رد فعل”.
ولاحظ أندرو ميلز، مراسل رويترز في الدوحة، أن السلطات القطرية سمحت للمشجعين بالتعبير عن دعمهم لفلسطين، لكنها لم تسمح بإظهار الشارات المؤيدة للمثليين ومَن حاولوا التعبير عن رفضهم للنظام الإيراني.
ويعلق الكاتب أن واحدا من أغرب الأمور التي تبجّح بها كوشنر حول اتفاقيات إبراهيم، هي شمله كوسوفو، دولة غير عربية في اتفاقيات التطبيع. فهي واقعة في البلقان، ومعظم سكانها من إثنية الألبان المسلمين. ولم توقع الجمهورية اتفاقية سلام مع إسرائيل لأنها لم تكن في حالة حرب معها، ولكنها وافقت على فتح سفارة في القدس كجزء من اتفاقية اقتصادية مع صربيا، والتي وقّعها ترامب في البيت الأبيض بحضور كوشنر. ولم تذكر إسرائيل في الاتفاقية التي وقّعها رئيس وزراء كوسوفو، إلا بشكل عابر. وهي اتفاقية عابرة، لكن ترامب وصفها في مناسبة انتخابية بأنها “تحول كبير” إلى جانب اتفافيات إبراهيم بين إسرائيل والبحرين، والتي قد تساعد على منحه جائز نوبل للسلام.
وقال لأنصاره في نورث كارولاينا: “أوقفنا القتل الجماعي بين كوسوفو وصربيا”. وفي الوقت الذي لم تتأهل فيه كوسوفو لكأس العالم، إلا أن التوتر كان واضحا في قطر أثناء المباراة بين صربيا وسويسرا، ذلك أن نجمين في المنتخب السويسري هما لاجئان من كوسوفو.
وقبل المباراة، نُشرت على منصات التواصل صورة لغرفة تغيير اللاعبين، وظهرت فيها خريطة لصربيا القديمة التي تضم كوسوفو وشعار “لا استسلام”. وشهدت المباراة شعارات تهديد للألبان.
وأخيرا انتشر على منصات التواصل الاجتماعي فيديو مشجع إنكليزي وهو يهتف أمام مراسل إسرائيلي: “فري بالستاين”.