أقمار الصحافةالرئيسية

ساري منصور .. الصحفي الذي دُفن جسده وبقيت كلماته نبراسًا

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

ساري منصور .. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح

في زمنٍ صار فيه الصحفي شهيداً قبل أن يكون راويًا، وفي أرض تروي حكاياتها بالدم لا بالحبر ، عاش ساري جمال منصور ” 32 ربيعًا ” حاملًا عدسته وكلمته ، ليروي قصة شعب يرفض أن يموت.

من طفلٍ يحمل حلمًا إلى رجلٍ يحمل رسالة

ولد ساري في 26 أغسطس 1991، في مخيم البريج وسط قطاع غزة ، درس الإعلام في جامعة الأزهر، حاملًا شغف الصورة وقوة الكلمة، فكانت العدسة بدايته، ثم توسعت همته ليكون مراسلًا، يحمل القصة كاملةً، بصريًا ولفظيًا، أسس بيته الصغير مع زوجته سجى أبو الروس، ليرزق بـ “كريستل” و”دانيال”، ويجعل من اسمه نبراسًا يضيء طريقهم في الحياة.

رحلة عطاء لم تتوقف

أسس ساري وكالة “قدس نيوز” ليكون صوتًا يصدح بالحق، تنقل بين عدة وسائل إعلامية، محليًا ودوليًا، وحاز جوائز عدة عن تغطيته “مسيرات العودة”، حيث كانت عدسته شاهدة على جرائم الاحتلال قبل أن تشهد على استشهاده.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

استشهاد في لحظة صدق

في مساء 18 نوفمبر 2023، بينما كان ساري على موعد مع ضمير العالم، ينقل معاناة أهله عبر بث مباشر ليخترق حصار غزة بالصورة والكلمة، استهدفته طائرات الاحتلال في بيته. ليرتقي شهيدًا مع صديقه الصحفي حسونة اسليم، واثنين من إخوته وأبناء أخيه، في جريمة جديدة تُسجل بسواد في سجل الاحتلال.

سجى.. تحكي عن “قلبها الذي غادر”

بكلمات تختزل عمرًا من الحب والفخر، تحكي زوجته سجى أبو الروس فتقول: “ساري أفضل الرجال وأحنهم، سندي ومتكأي، ويداي الإثنتين، وقلبي”.

وتضيف: كان حسن الخَلق والخُلق، كريم معطاء لا يرد سائلاً ولا يقصر في حق أحد، جميل المبسم، بشوش الوجه (وجهٌ من وجوه الجنة ولا أزكي على الله أحد). الله يرضى عنه ويعوضه عن شبابه في جنة الفردوس إن شاء الله. فخورة فيه، وأبنائي على دربه بإذن الله.”

عائلة تفتخر بابنها “السباق للخير”

لم تكن عائلة ساري تعرف كل ما كان يخفيه من خير إلا بعد استشهاده. حيث انهالت الرسائل من الناس تروي لهم محاسنه وكرم أخلاقه، وما كان يقدمه من عمل إنساني في الخفاء.

تقول عائلته: “ساري كان سباقًا للخير وللعمل الإنساني قبل الحرب وخلالها، نحن فخورين بعمله الصحفي جداً. وكنا دائمًا معه خطوة بخطوة، وكان حلمه أن يكون مراسلًا للجزيرة. وكان حلمنا أن نراه يوماً ما يحقق حلمه، عوضه الله عن شبابه في الفردوس الأعلى إن شاء الله.”

ساري لم يمت، إنما انتقل من عالم الصورة إلى عالم الخلود.. من عالم العدسات إلى عالم القلوب، من زوايا غزة الضيقة إلى ساحة الشهادة الواسعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى