سجال بين لابيد ووزير اتصالات الاحتلال بعد مصادرة معدات “أسوشييتد برس”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
وصف زعيم المعارضة في دولة الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد٬ مصادرة معدات وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس” أكبر وكالة أنباء في العالم بأنه “عمل جنوني”، معتبرا أن هذه “ليست الجزيرة، بل وسيلة إعلام أميركية فازت بـ53 جائزة بوليتزر”.
وأشار لبيد في منشور على صفحته في منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إلى “أن الحكومة تتصرف كما لو أنها قررت أن تجعل إسرائيل منبوذة في جميع أنحاء العالم؟”.
وأضاف أن “حكومة نتنياهو أصيبت بالجنون”، حسب تعبيره.
ي المقابل، هدد وزير الاتصالات شلومو كارهي٬ زعيم المعارضة قائلا:” بالمناسبة، حتى إذا قررتَ أن تصبح مستقلا وتعمل لقناة إرهابية تعرض حياة مقاتلينا للخطر وتنقل لهم مواقع قواتنا باستخدام كاميرتك، سأضمن أن مفتشي وزارة الاتصالات سيأتون إليك”.
وأضاف:” سنواصل التحرك بشكل حاسم ضد أي شخص يحاول الإضرار بجنودنا وأمن البلاد، حتى لو لم يعجبك ذلك”.
وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أنهم يتحرون التقارير التي تتحدث عن مصادرة معدات لوكالة أسوشيتد برس في إسرائيل.
وأضاف أنهم “يتمسكون بشدة بموقفهم بخصوص ضرورة أن يكون للصحفيين القدرة والحرية على أداء عملهم.”.
وصادر مسؤولو الاحتلال كاميرا ومعدات بث تابعة لوكالة الأنباء العالمية “أسوشيتد برس”، في جنوب الأراضي المحتلة الثلاثاء، متهمين وكالة بانتهاك قانون جديد يخص الإعلام، كان قد تسبب في فرض حظر على شبكة قنوات الجزيرة.
وتعد شبكة الجزيرة الفضائية، واحدة من بين آلاف العملاء الذين يتلقون بثا مباشرا من أسوشيتدبرس، وغيرها من المؤسسات الإخبارية.
وقالت نائبة رئيس “أسوشيتد برس” لشؤون التواصل مع الشركات، لورين إيستون: “تدين أسوشيتد برس بأشد العبارات تصرفات الحكومة الإسرائيلية بقطع بثنا المباشر المستمر منذ فترة طويلة الذي يظهر مشهدا لغزة، وكذلك الاستيلاء على معدات أسوشيتد برس”.
وأضافت أن هذه الخطوة “لم تكن مبنية على محتوى البث، بل على الاستخدام التعسفي من قبل الحكومة الإسرائيلية لقانون البث الأجنبي الجديد في البلاد”.
وتابعت “نحث السلطات الإسرائيلية على إعادة معداتنا وتمكيننا من إعادة البث المباشر على الفور، حتى يتسنى لنا الاستمرار في تقديم هذا العمل الصحفي المرئي المهم بالنسبة لآلاف من وسائل الإعلام حول العالم”.
وفي وقت سابق الثلاثاء٬ وصل مسؤولون من وزارة الاتصالات الإسرائيلية إلى مقر “أسوشيتد برس” في مستوطنة سديروت، وصادروا المعدات، وسلموا مسؤولي الوكالة وثيقة موقعة من وزير الاتصالات، زاعمين أن وكالة الأنباء تنتهك قانون البث الأجنبي الجديد في إسرائيل.
وقبل وقت قصير من الاستيلاء على المعدات، كان يتم بث مشهد عام لشمال غزة. وفي تقريرها عن الواقعة قالت الوكالة أنها “تلتزم بقواعد الرقابة العسكرية الإسرائيلية، التي تحظر بث تفاصيل مثل تحركات القوات التي قد تعرض الجنود للخطر. وكان البث المباشر المعني بشكل عام يظهر تصاعد الدخان في سماء غزة”.
وجاءت المصادرة في أعقاب أمر شفهي صدر الخميس الماضي، بوقف البث المباشر، وهو ما رفضت المؤسسة الإخبارية القيام به. واستغل المسؤولون الإسرائيليون القانون الجديد لإغلاق مكاتب شبكة الجزيرة في 5 أيار/مايو الجاري، وصادروا معداتها، وحظروا بثها، وحجبوا مواقعها الإلكترونية.
ويذكر أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو٬ كان قد وصف الشبكة بأنها “إرهابية وتنشر التحريض”، حسب زعمه.
وردت الجزيرة على قرار الإغلاق، بالقول إن “شبكة الجزيرة الإعلامية، تدين وتستنكر هذا الفعل الإجرامي الإسرائيلي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات، فإنها تؤكد حقها في استمرار تقديم خدماتها إلى كل متابعيها في أنحاء العالم بما تقتضيه حاجة الجمهور لمعرفة الحقيقة، وهو ما تكفله المواثيق الدولية”.
وأضافت الشبكة أن “استمرار إسرائيل في قمع الصحافة الحرة، من أجل التستر على جرائمها وأفعالها المخالفة للقانون الدولي والإنساني عبر القتل المباشر لطواقم الصحافة والاعتقال المتكرر والاستهداف المستمر والتهديد، لم ينجح في ثني الجزيرة عن مواصلة واجبها الإعلامي، بينما قضى أكثر من 140 صحفيا فلسطينيا شهداء في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة”.