تقاريرثابت

شتاء غزة القادم.. خيام تغرق وأبرياء يرتجفون برداً وحسرة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير خاص – بسمة نصر

على الدوام كان الشتاء فصل الغزيين المحبب والأقرب إلى قلوبهم ، لكنه بعد حرب الإبادة هذه أصبح مدعاة قلق وخوف وخطر يدق أبواب خيامهم التي لا تقوى على حملهم بداخلها فكيف ستحميهم من البرد القاسي وهطول الأمطار الغزيرة ؟

يحل الشتاء على غزة ويضاف لقائمة المآسي الطويلة التي ليس أولها الموت قصفا بأطنان القنابل وليس أخرها الغرق في مياه الأمطار.

أين سنذهب وماذا سنفعل ؟

سؤال يطرحه النازحون من خيامهم المهترئة ، ولا جواب سوى المجهول الذي يركض منه ونحوه أهالي القطاع منذ ١١ شهراً يحملون آلامهم وخيامهم من مكان إلى آخر يلاحقهم الموت والجوع والحاجة.

من صيفٍ ألهب أجسادهم حراً إلى شتاءٍ سيقرص أطرافهم برداً

ما إن تنفس الغزيون الصعداء قليلاً بعد أن انخفضت درجات الحرارة التي كانت تغلي الخيام بسببها طيلة شهور الصيف الحارق، حتى تنبهت لديهم مخاوف أن يحل الشتاء بأمطاره وهم في ذات الخيمة التي غرقوا معها في الشتاء المنصرم .

ففصل الأمطار والخير الوفير والطقوس الدافئة والطبخات اللذيذة قبل الحرب صار وبالا وهماً كبيراً ومعاناة مضاعفة على أهل القطاع فلا بيت دافىء ينعمون بأمان سقفه وجدرانه ولا طعام يتلذذ صغارهم به ولا ملابس صوفية تقيهم لسعات البرد، ولا شيء سوى حبات مطر تطرق خيامهم البالية وتغرق أمتعتهم القليلة وتطفىء نارهم المشتعلة ببعض الحطب إن وجدوه .

تحذيرات بلدية خانيونس

حذرت بلدية خانيونس النازحين والسكان من خطورة التواجد في مناطق أحواض المعالجة وبرك تجميع مياه الأمطار وجميع المناطق المنخفضة التي تغرقها السيول وتجرفها عند هطول الأمطار ما يشكل خطورة على حياة وسلامة المواطنين.

وأكدت البلدية أنها تبذل كل الجهود لمواجهة المخاطر الناجمة عن المنخفضات الجوية رغم شح الموارد وفقدان الوسائل والإمكانات وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل .

مناشدات مبكرة

مع اقتراب موعد الشتاء سارع النازحون والسكان بإطلاق مناشدات كثيرة بأن يوفروا لهم بنية وخيام متينة وشوادر تخفف من معاناتهم وإن كان مطلبهم الأول والأهم هو وقف الحرب الشرسة عنهم وعودتهم لبيوتهم وإن كانت ركاما على ركام .

مناشدات أهالي القطاع المبكرة جاءت حتى لا تتكرر مشاهد الشتاء المنصرم الذي ذاقوا فيه مرارة البرد وتعاسة الغرق وبشاعة أن تقتلع الريح الخيمة وتؤدي بأهلها للبكاء في العراء .

تنقضي أيام أيلول سريعا في مخيلة الغزيين فقد بلغوا من الألم النفسي والجسدي حداً كبيراً وأجبرتهم خبرتهم في خذلان العالم لهم بأن يتجرعوا مر الهموم قبل وصول موعدها الفعلي فلا تحركات يرون بصيصها ولا ضمائر مستيقظة تلوح في الأفق ولا شيء في نظرهم قادم سوى مشهد صغارهم وهم يرتجفون برداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى