صحيفة إسرائيلية تشكك في صحة إحصائيات جيش الاحتلال بشأن عدد مصابيه
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

شبكة الخامسة للأنباء – غزة
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، ولأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عدد الجنود المصابين بين صفوفه، وكانت تلك الحصيلة المعلنة 1593 جنديا، من بينهم 255 إصابة خطيرة، 446 إصابة متوسطة و892 إصابة طفيفة.
إلا أن هذا الإحصاء أثار العديد من التساؤلات حول صحته، خاصة أن صحيفة «يديعوت آحرونوت» نشرت في اليوم السابق، السبت، تقريراً أكدت خلاله إصابة أكثر من 5000 جندي، بينهم حوالي 2000 أصبحوا معاقين.
وجاء هذا البيان من جيش الاحتلال بعد أن نشرت أيضا صحيفة «هآرتس» بأن الجيش رفض نشر بيانات عن عدد الجنود الجرحى وحالتهم.
إلا أن الصحيفة نشرت تقريراً جديداً عقب إحصاء الجيش شككت خلاله في تلك الأعداد، وقالت إنه من خلال مراجعة المستشفيات التي عولج فيها الجنود الجرحى، والذين ما زالوا يتلقون العلاج، تظهر فجوة كبيرة وغير قابلة للتفسير بين البيانات التي أعلن عنها الجيش وبين البيانات الموجودة في المستشفيات.
وأشارت هآرتس، إلى أنه على سبيل المثال، في مستشفى «برزيلاي» وحده، تفيد التقارير بأنه منذ 7 أكتوبر تم علاج 1949 جنديًا أصيبوا في الحرب هناك (من إجمالي 3117 جريحًا في الحرب تم علاجهم في المستشفى).
وتم علاج 178 جريحا في مستشفى «أسوتا» في أشدود، و148 في مستشفى «إيخيلوف»، و181 في «رمبام»، و209 في «هداسا»، و287 في «بلنسون»، و139 في «شعاري تسيدك»، بالإضافة إلى ذلك، تم علاج 1000 جندي آخرين في «سوروكا»، وحوالي 500 في مستشفى «شيبا»، بحسب هآرتس التي لفتت إلى أن تلك قائمة جزئية.
وأكدت أنه من الصعب تفسير الفجوة الكبيرة بين بيانات الجيش وبيانات المستشفيات.
ولفتت إلى أنه حتى لو استقبلت المستشفيات جنودا لا علاقة لهم بالعمليات العسكرية، أو أن هناك تسجيل مزودج لأسماء جنود تنقلوا بين المشافي، فإن الفجوة لا تزال كبيرة.
وقالت الصحيفة العبرية إن معظم المستشفيات تحتفظ بسجلات، ويديرون مركزًا طبيًا الذي يتعامل بشكل مباشر مع جرحى الحرب، وبالتالي فإن البيانات الواردة تشير إلى الجنود الذين أصيبوا في الحرب.
واستطرد تقرير «هآرتس» بأنه هناك فوارق بين إحصاء الجيش الإسرائيلي وبين بيانات وزارة الصحة، التي تعرض في صفحة محدثة على موقع الوزارة بيانات إجمالي المصابين من المدنيين والجنود.
فمنذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، تم حصر 10.584 جنديًا ومدنيًا أصيبوا في المستشفيات بإسرائيل، قتل 131 منهم أثناء علاجهم في المستشفيات، و471 في حالة خطيرة أو حرجة، و868 في حالة متوسطة، و 8.308 إصابات خفيفة.
وأكدت هآرتس أنه بحسب بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية فإن الافتراض الواضح يقضي بأن جزءًا كبيرًا من المصابين هم من الجنود، لذا توجد صعوبة في قبول الرقم الذي أعلنه الجيش بأن عدد مصابيه 1592 فقط، أي 15% فقط من الحالات.
ورصدت العديد من المقاطع المصورة عمليات نقل المصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية، ومن بينها مستشفى «إيخيلوف».
ووفقا لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فمنذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، أصيب 559 جنديا، منهم 127 بجروح خطيرة، و213 بجروح متوسطة، و219 في حالة طفيفة. وحتى اليوم يتواجد في المستشفيات 40 إصابة خطيرة، و211 إصابة متوسطة، و165 إصابة طفيفة.
وقبل نحو أسبوعين قال جيش الاحتلال لـ«هآرتس»، بناء على طلب الصحيفة، إن نحو ألف جندي أصيبوا منذ السابع من أكتوبر، وذلك بعد رفضه في البداية نشر البيانات عن عدد الجنود المصابين وحالتهم وقوله في الرد: «في الوقت الحالي، لم يتم نشر أي بيانات عن الجرحى».
وتساءلت الصحيفة عن سبب امتناع الجيش عن نشر البيانات.
وأكدت هآرتس أن السياسة التي يتبعها الجيش حاليا تختلف عن ما سبق أن انتهج في العمليات العسكرية السابقة، والتي كان يقدم فيها كل المعلومات عن الجرحى والقتلى والأنشطة المرافقة لإعادة تأهيل الجرحى.
يأتي هذا بينما يستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مستهدفا المدنيين، وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.