صفقة التبادل بالسياق الإقليمي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
كتب: محسن أبو رمضان
هناك عدة عوامل ترجح قرب انجاز صفقة تبادل اسري وهدنة في قطاع غزة.
تكمن هذه العوامل باقتراب صعود ترامب لسدة الرئاسة بالبيت الأبيض وتأكيده علي اهمية انجاز الصفقة قبل تسلمه لمهامه الي جانب وعودة بإنهاء الحروب أثناء الدعاية الانتخابية إضافة الي تصاعد المطالب الشعبية داخل المجتمع الاسرائيلي الذي يطالب بإنجاز الصفقة .
لعل واحدة من أبرز العوامل التي أعطت دفعة قوية للصفقة تكمن بحدوث تقدم واختراق بما يتعلق بالتطبيع مع العربية السعودية مقابل فتح افقا تفاوضيا يفضي الي إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويشار هنا ان السعودية كانت قد قادت تحالفا دوليا بخصوص المطالبة بإقامة دولة فلسطينية .
ان اتمام صفقة تبادل اسري وتحقيق هدنة تضمن انسحابا اسرائيليا حتي لو كان متدرجا قد يكون مفيدا بالوقت الراهن وضمن موازين القوي الحالية حيث أن ذلك أن تحقق فانة سيفشل مخطط التهجير التي نفذت دولة الاحتلال جزء منة بالشمال عبر تطبيق خطة الجنرالات قي إطار عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية.
والفائدة هنا لا تكمن بتحقيق اهداف شعبنا والتي سيستمر رغم التضحيات والصعاب بالكفاح من أجل تحقيقها كما أكد ذلك خلال مسيرته الطويلة ولكن تكمن الفائدة في إعاقة مخططات الاحتلال والتي تتجسد بمخاطر إعادة الاستيطان بالقطاع إضافة لمخاطر التهجير .
ويشار هنا ان لغة التهجير وإعادة الاستيطان بالقطاع تصاعدت اخيرا داخل المجتمع الاسرائيلي خاصة من قبل المجموعات الصهيونية اليمنية ومن اوساط من حكومة الاحتلال ابرزهم بن غفير وسموتريتش.
– ستعمل صفقة التبادل والهدنة اذا ما طبقت دون معيقات والاعيب قد يلجأ لها نتنياهو حفاظا علي ائتلافه الحكومي علي افشال مخطط الاستيطان والتقسيم الجغرافي للقطاع وإعادة السيطرة الكولونيالية والامنية علية هذا ان لم تقم حكومة الاحتلال بمزيد من المماطلة ووضع العراقيل وربما بهدف مقايضة الانسحاب من قطاع غزة بموافقة الرئيس ترامب بضم مساحات واسعة من الضفة الغربية .
واضح ان احد العوامل الهامة التي شجعت نتنياهو للمضي قدما باتجاه ابرام الصفقة يكمن بتحقيق الجائزة الكبري والمحددة بتحقيق التطبيع مع العربية السعودية.
ان وقف التدهور وافشال مخططات حكومة اليمين الفاشية في دولة الاحتلال يتطلب العمل وبصورة سريعة علي ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وفق اسس تضمن استثمار قرارات الأمم المتحدة واخرها القرار الأخير الصادر عن الجمعية العامة والذي أكد علي حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وبتصويت 172دولة .
وحتي لا نصبح أمام دويلة صفقة القرن التي أعلنها ترامب بالدورة الرئاسية السابقة وهي دويلة مقطعة الاوصال علي مساحات محدودة من الأراضي وتحت السيطرة الأمنية الاستعمارية فعلينا العمل علي تجديد الاعلان عن قيام دولة فلسطين وفق القرار 19/67بوصفها تحت الاحتلال ومن خلال أوسع اجتماع للمجلس المركزي بمشاركة الكل الوطني بما في ذلك ممثلين عن حركتي حماس والجهاد .
ان تجديد الاعلان عن دولة فلسطين ومطالبة العالم بإنهاء الاحتلال عنها سيعزز من المساعي العربية باتجاه المطالبة بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تملك الحق في تقرير المصير وسيقطع الطريق علي مؤامرات الضم والتهويد ومخاطر التهجير او محاولات إعادة إنتاج دويلة مقلصة حتي عن صفقة القرن.