صنداي تايمز: خطة إسرائيلية جديدة لتقسيم غزة وعزل شمال القطاع واستنساخ نموذج رفح
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خطة إسرائيلية جديدة لتقسيم غزة.. كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، في تقرير موسّع نُشر اليوم الأحد، عن تفاصيل خطة عسكرية إسرائيلية يجري العمل عليها ضمن المرحلة المقبلة من عملية “عربات جدعون“، وتتمثل في إعادة تقسيم قطاع غزة إلى محاور أمنية جديدة، واستكمال عزل المحافظات عن بعضها، في إطار سياسة تفريغ المناطق وإعادة السيطرة بالقوة.
ووفقًا للصحيفة، فإن الخطة تستند إلى ما تعتبره إسرائيل “نجاحًا ميدانيًا جزئيًا” في رفح جنوب القطاع، وتسعى إلى استنساخ التجربة في شمال غزة، خاصة في محافظة شمال غزة ومدينة جباليا، من خلال تفريغها من السكان وعزلها جغرافيًا عن باقي القطاع، واستكمال تدمير ما تبقى من بنيتها التحتية والمرافق الحيوية.
محاور جديدة لتقسيم القطاع
وتشير صنداي تايمز إلى أن القوات الإسرائيلية تعكف حاليًا على إعادة رسم خريطة الانتشار العسكري داخل القطاع، بتقسيمه إلى أربعة محاور رئيسية، تشمل:
محور شمال غزة: يمتد من بيت حانون حتى جباليا، ويُتوقع أن يكون أول منطقة يُعاد تطبيق “نموذج رفح” فيها، عبر التهجير الإجباري والعزل الكامل.
محور غزة المدينة: يجري الحديث عن فصلها تمامًا عن محيطها الشرقي وقطع طرق الإمداد باتجاه الجنوب.
محور دير البلح والنصيرات: ستُفرض عليه رقابة مشددة لمنع التنقل جنوبًا أو شمالًا.
محور خانيونس والوسطى: تمهيدًا لمزيد من عمليات التوغل فيه لاحقًا.
كما تتضمن الخطة منع الحركة تمامًا بين المحافظات الثلاث المتبقية (غزة – الوسطى – خانيونس) إلا عبر محاور أمنية مغلقة وتحت رقابة عسكرية صارمة، ما يعني عمليًا تفكيك الوحدة الجغرافية لقطاع غزة وتحويله إلى مناطق معزولة ومفصولة عن بعضها البعض.
هدف الخطة: تفكيك المقاومة وفرض واقع دائم
ووفق التقرير، تهدف الخطة الإسرائيلية إلى تفكيك أي شكل من أشكال الترابط السكاني أو التنظيمي بين مناطق القطاع، في محاولة لفرض واقع أمني دائم يمنع إعادة تشكيل المقاومة أو تهيئة بيئة حاضنة لها مستقبلاً.
وبحسب مصادر عسكرية نقلت عنها الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات ميدانية كبيرة في شمال غزة، لكنه يرى أن عزل المناطق تدريجيًا عبر محاور وخنادق أمنية سيمنحه تفوقًا ميدانيًا دون الحاجة إلى اجتياحات شاملة متواصلة.
تحذيرات دولية ومخاوف من كارثة إنسانية
في المقابل، حذّرت منظمات دولية من أن استنساخ تجربة رفح في شمال غزة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، خاصة في ظل انعدام البنية التحتية وتكدس السكان في مناطق ضيقة، وتدمير المشافي ومراكز الإيواء.
وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل الضغوط الدولية على إسرائيل للقبول باتفاق وقف إطلاق نار ومفاوضات تبادل أسرى، في ظل تحذيرات من أن التوسع في هذه الخطة العسكرية قد يقوّض أي مسار سياسي مقبل.