“طاووسية” نتنياهو خدمة سياسية لفلسطين..هل تستمثر؟!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب: حسن عصفور
رغم الرفض الحاد والعلني للجهاز الأمني ورأس الحربة رئيس أركان جيشها زامير في دولة الفاشية اليهودية، اقر المجلس الوزاري المصغر خطة إعادة احتلال مدينة غزة، بمبررات خمسة، نزع سلاح حماس، عودة جميع المختطفين “الأحياء والأموات على حد سواء”، نزع السلاح من قطاع غزة، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، وجود حكومة مدنية بديلة غير حماس أو السلطة الفلسطينية.
وبتدقيق سريع، فهي ليست سوى مبادئ تجارة سياسية، لا ترتبط بهدف محدد، بل تعابير “إنشائية”، لكنها تكشف أن نتنياهو ذهب بعيدا جدا في استخفافه، معتقدا أن الزمن منحه حق القيام بما يراه، ويعيد مشهد ما أصاب هتلر خلال الحرب العالمية الثانية غرورا مطلقا، بعدما حقق جيشه مكاسب أو انتصارات خاصة، حتى كان قرار الغباء المطلق بفتح جبهة الاتحاد السوفيتي، لتبدأ منها حركة الانهيار والهزيمة التاريخية في معركة ستالينغراد.
قرار حكومة نتنياهو حول إعادة احتلال غزة، فتح طوفانا من الغضب السياسي، لم يحدث طوال الـ 22 شهرا من حرب الإبادة وجرائم الحرب، وكسرت دول عدة محظورها السياسي في الرفض أو الإدانة، وكان الأبرز منها “ألمانيا”، الدولة المحكومة بـ “عقدة ذنب” وهمية تجاه اليهود، ما أثار غضب الفاشي المعاصر نتنياهو.
الملاحظة المثيرة، إن رد الفعل على قرار التجارة السياسية باحتلال مدينة غزة، كان سريعا جدا وواضحا من دولة غير عربية، التي لمست أن قرار الحكومة النتنياهوية ليس سوى مظهر جديد من مظاهر الإبادة المفتوحة، بعيدا عن “ذريعة الخديعة” بعد حادثة 7 أكتوبر 2023، وبأن الجوهري يذهب لمظاهر اقتلاعية لسكان وكيان، عبر التهجير والتطهير، بكل ما يترتب عليه من آثار غير معلومة، قد تصيبها بشكل مباشر.
الغضب الدولي – العالمي على خطوة إعادة احتلال مدينة غزة، يجب أن يكون مفتاح سياسي جوهري للرسمية الفلسطينية بالتنسيق مع دول عربية ودول غربية رافضة، لتصويب مسار الرؤية التي سادت منذ جريمة الحركة الإسلاموية “حماس” 7 أكتوبر، ومنحت العدو ما محنته، وتبيان أن حرب دولة العدو على فلسطين لا صلة لها برد فعل أو بعد “انتقامي”، كما روجت “الدعاية النتلرية البايدينية – الترامبية”، بل هي حرب على جوهر الوطنية الفلسطينية، كيانا ووجودا، وهي تنفيذ لمخطط “إسرائيل الكبرى”، جوهر موقف التحالف الحاكم في دولة الكيان.
ما قدمه نتنياهو بقرار التجارة السياسية حول احتلال مدينة غزة، خدمة مركبة بامتياز، وخارج الحسابات الممكنة، التي توفر نقطة انطلاق لم تكن بذات القيمة السياسية – الإعلامية، ما يدفع الرسمية الفلسطينية لتحديد رؤية مضادة بعناصر مضادة، وتنطلق من مبدأ، أن تؤمن هي قبل غيرها، بأنها ممثل حقيقي للشعب الفلسطيني وليس غير ذلك، وأن تخاطب أهل غزة قبل أن تخاطب العالم، وبأن تعتذر لهم عما أصابهم منها قبل غيرها، قصورا وتقصيرا وهروبا من تحمل المسؤولية، وإنهاء خطف حماس لقطاع غزة هي مسؤولية فلسطينية بالتعاون مع الأشقاء العرب، وليس مهمة عدو احلالي.
طاووسية نتنياهو السياسية التماثلية مع طاووسية هتلر هي نقطة فصل في مسار حرب طال زمنها بجرائم إبادية نادرة..محطة فاصلة لكنها تنتظر حراكا وفعلا ليس مرتعشا..!
ملاحظة: محمود درويش..عشر أحرف احتلت مكانة ضوئية سياسة فكرا أدبا شعرا مزاجا فريدا..غاب لم يغب.. ذهب لم يذهب.. محمود الذي قال كل شئ كان يجب أن يقال في حب فلسطين..الإنسان والأرض والنسمة ..الحب والعشق..الرفض والتمرد..محمود قالها قبل أن يقول وداعا: أنْزِلْني هنا.. أنا..مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ..من السِّفَرْ.. محمود تعب وذهاب ليرتاح..يا محمود كم أنت أنت ولن تكون غير أنت..