عبد الله الأشعل: المسؤولية القانونية عن إعمار غزة والتحايل الإسرائيلى
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الحملة لانهاء الحصار عن غزة شملت حتى الآن أربعة مقالات وها هو المقال الخامس فى هذه السلسلة لعلها توقظ الغافلين فى المنطقة والعالم وسوف اخصص مقالا باللغة الإنجليزية شاملاً لكل هذه الأفكار وأنشره على صفحتى لغير الناطقين بالعربية.
وقد خططت لنشر عشرة مقالات فى هذه الحملة أربعة منها تم نشرها وها هو المقال الخامس أما المقالات الخمسة الآخرى فهى
الوضع القانونى لمعابر غزة
الأمم المتحدة وحصار غزة
حكم اغتيال قيادات المقاومة فى القانون الدولى
المقاومة والاعتراف بإسرائيل
العرب من قوة عربية لغزة إلى ارهاب المقاومة
وسوف نتبع هذه المقالات بمقال آخر حول أهمية المقاومة ضد إسرائيل بالنسبة للأمن القومى المصرى.
دابت إسرائيل على العدوان على غزة ولها هدف واحد وهو القضاء على المقاومة تمهيدا لسحق الفلسطينيين مما ترتب عليه فى كل مرة هدم المبانى والمنشات ومحطات الماء والكهرباء والصرف الصحى نتيجة سلسلة طويلة من استعراض القوة الجوية والصاروخية الإسرائيلية علما بأن المقاومة لو كان عندها مضادات للطائرات والصواريخ لكان ذلك رادعا لإسرائيل ولكن إيران لا تريد أن تتورط فى تصدير هذه المعدات التى تقلب موازين القوة بين إسرائيل وغزة وطبيعى أن الغارات الإسرائيلية التى بدأت بشكل منظم ودورى فى ديسمبر 2008 حتى 19 يناير 2009 وللأسف كانت القاهرة مسرحاً لإعلان تسببى ليفنى بأن إسرائيل غيرت قواعد اللعبة وقررت الاغاره الشاملة على غزة ثم تكررت هذه الغارات عام 2012 و2014 و2021 وفى كل مرة تعلن إسرائيل أنها تدافع عن نفسها وأنها تطبق حق الدفاع الشرعى فى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ولنظرية الدفاع الشرعى الإسرائيلية تاريخ طويل ليس هنا مجال سرده وتفصيله ولكن المهم أنه فى كل مرة لم نسمع فى الأمم المتحدة أو أى دولة من أعضائها ترد المبرر الإسرائيلى إلى صحيح تفسير المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وللمرة المائة نؤكد أن إسرائيل بهذه الهجمات تمارس الإبادة الجماعية لغزة لعل سكان غزة يقبلون بالسلام الاقتصادى بدلا من السلام السياسى ولعلهم يضيقون بسبب هذه الغارات كما تزعم إسرائيل بالمقاومة وتدلل إسرائيل على ذلك بأن غاراتها مصوبة فقط إلى المقاومة فى غزة وانها تتفادى إلحاق الضرر بالمدنيين وتزعم على خلاف الحقيقة بأنها تضرب أهدافا للمقاومة علما بأن إسرائيل تعتبر غزة كلها هدفا مقاوما وقد كذبتها تقارير المنظمات الحقوقية الدولية خاصة فى غاراتها فى مايو 2021 عندما تعمدت ضرب المجمعات السكنية وكانت تفخر بذلك وهذه المجمعات لا علاقة لها بالمقاومة بل إن استهداف المقاومة لا يعطى شرعية للعدوان الإسرائيلى لأن المقاومة مشروعة فى القانون الدولى وأن الاعتداء عليها مخالفة قانونية جسيمة.
ومن صور التحايل الإسرائيلى أنها تبتز سكان غزة بالتأكيد على أن إعمار غزة بعد الخراب الذى سببته إسرائيل ليس مسؤوليتها تماما كما زعمت إسرائيل بأن عدوانها على مصر عام 1967 كان ممارسة صحيحة لحق الدفاع الشرعى الاستباقى وأن احتلالها لسيناء كان مكافاة النصر. وفى حالة غزة تزعم إسرائيل أن تدمير غزة وقتل سكانها هو نتيجة عرضية لممارستها الدفاع الشرعى ضد صواريخ المقاومة فمن المسؤول عن الدمار الذى لحق بغزة ومن المسؤول عن اعمارها بعد هذا الدمار؟
الغريب أن العالم كله بمن فى ذلك الوسيط المصرى سكت عن الحقيقة وهى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن تدمير غزة وعليها تقع مسؤولية اعمارها وتقديم التعويض المناسب للمتضررين من سكانها والطريف أن بعض الدول العربية خاصة قطر تطوعت لانقاذ غزة بمحطات الكهرباء والماء والمؤلم أن إسرائيل خلال عدوانها على غزة تغلق المعابر الخمسة وقد أحسنت مصر بفتح معبر رفح فى العدوان الأخير وقدمت ما تستطيع من معونات إنسانية لضحايا العدوان وتلك لفته مهمة من جانب مصر ولكنى كنت أطمع فى أن مصر تسمى الأشياء بأسمائها فتدين العدوان على غزة وتقرر مسؤولية إسرائيل عن إعمار غزة لولا أن مصر كانت تطمح إلى دور الوسيط بين إسرائيل وحماس رغم أن حماس انتقدت تراخى الوسيط المصرى فى مسائل الاعمار والطريف أيضا أن واشنطن تحمست لإعمار غزة وربما أعطت الضوء الأخضر لحلفائها فى المنطقة لهذا الاتجاه ولكن بالتأكيد لا يتوقع من واشنطن أن ترتب المسؤولية القانونية على إسرائيل فى تدمير غزة بل أن دعم واشنطن للسرطان الصهيونى هو الذى شجعه على هذا العدوان والغريب أن الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة اعتبرت المقاومة هى المسؤولة عما حل بغزة كما اعتبرت أن المقاومة وعدوانها على إسرائيل هى التى دفعت إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها وأيدت تأييدا مطلقا مزاعم إسرائيل فى ذلك. هذه الابضاحات لها وظيفتان الأولى هى فضح الانحياز الغربى الأعمى لإسرائيل وصمت العرب على هذه الجرائم بل أقول أن وصم العرب للمقاومة بالارهاب هو الذى شجع إسرائيل على عدوانها على غزة كما استمعت الجامعة العربية الى موقف أبو مازن من هذا العدوان فى اشارة إلى أن الجامعة العربية لا تعترف بالمقاومة ولذلك سجلنا أن حملة سيف القدس التى قامت بها المقاومة انتصارا لحى الشيخ جراح فى القدس ضد الظلم الإسرائيلى قد انتج دروسا كثيرة لا يريد العرب والسلطة أن يلتفتوا إليها وأبرزها أن كل الشعب الفلسطينى يعتبر المقاومة درعه وسيفه أما الهدف الثانى فهو تسجيل لموقف القانون الدولى من المسؤولية عن تدمير غزة واعمارها لعل ذلك يفيد عندما تتغير الأحوال وهذا مؤكد بأذن الله .
الخلاصة أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الدولية عن الجرائم الآتية:
الأولى: جريمة الاحتلال المؤدى إلى اغتصاب الأرض فهو لايدخل فى طائفة الاحتلال العسكرى المؤقت فى القانون الدولى وهذا النوع من الاحتلال الإسرائيلى هو الاساس القانونى المتين لشرعية المقاومة ضد الاحتلال.
الثانية: هى العدوان المستمر بمبرر الدفاع الشرعى وهذا العدوان المستمر هدفه ابادة العرق الفلسطينى.
الثالثة: التدمير الذى يعكسه العدوان المستمر.
الرابعة: ابتزاز غزة حتى تسلم بالسلام الاقتصادى.
الخامسة: الاعتداء على المقاومة والسعى إلى ازالتها.
السادسة: قهر سكان غزة واغلاق المعابر ومطاردة الصيادين واحكام القبضة على القطاع حتى لا يدخل إليه الاحتياجات الإنسانية.
ولذلك سوف نستمر فى هذه الحملة المباركة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا حتى ننبه الغافلين فى فلسطين والعالم العربى.
كاتب ودبلوماسي مصري