عدلي صادق: تعليقات
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
تضح صفحات فيسبوك، بتعليقات شديدة المرارة، كل قرائنها هو الألم غير المسبوق، الذي أوقعته الصهيونية النازية بشعبنا. وبعض هذه التعليقات يمكن وصفها بالمُرسلة دافعها التفجع الطبيعي والمُبرَرْ من الكارثة، وشقاء الناس تحت النار..
في هذه اللّجة، لا يملك الإنسان ترف التحليل. ويمكن لبعض الممتلئين غضباً من هذا العدو الحقير، أن يكتبوا ما شاءوا لأن هذا حقهم. لكن العبارات التي تفيد بأن إطالة أمد الحرب كانت وما تزال مسؤولية حصرية لحماس، فهذا ليس صحيحاً، بل إن الشارع اليهودي نفسه يقول العكس، بل إن مسؤولين من حكومة حرب الإبادة، ومعارضين لهم أشد منهم تطرفاً يقولون الإثنتين: تعيير نتنياهو بفشله وتسببه في افتضاح هشاشة الكيان، وتحميله المسؤولية عن عدم التوصل الى صفقة لتخليص الأسرى. كان مطلب حماس الجوهري هو وقف الحرب، لأن العدو يريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، ثم العودة إلى حرب الإبادة بعد تخليص الأسرى. وجاءت كل مخرجات نتنياهو الذي يوجهه اثنان عنصريان إرهابيان مجنونان في حكومته؛ تدل على تمسك نتنياهو باستمرار حرب الإبادة والإجهاز على القضية الفلسطينية. أما الأمريكيون فهم متواطئون، وأحدث دليل على تواطئهم، أن أوستن وزير الدفاع الأمريكي قال أمس، وهو يستقبل مجرم الحرب غالانت، أن المطلوب هو وقف إطلاق النار (وليس وقف حرب الإبادة) وأن حماس هي التي أعاقت!
مرة أخرى نقول إن 7 أكتوبر كانت انفجاراً بتأثير الجرائم اليومية على مر سنوات، قتلاً وتعدياً من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، واجتياحاً يومياً للمسجد القصى، وإنكاراً مديداً ومتجدداً لوجود قضية وإنكاراً لأبسط حقوقنا. فالمسؤولون الرئيسيون عن 7 أكتوبر هم المحتلون انفسهم الذين يهجمون على الضفة ويقتلول يومياً قبل 7 أكتوبر وبعده، وبدون تواريخ. أما على المستوى التفصيلي أو الفرعي، فهناك مسؤولية على السلطة وحماس، بسبب غياب الوحدة الفلسطينية واستمرار الانقسام لسنين طويلة، والعناد والكذب في التعاطي مع اتفاقات المصالحة، متشبثتان بالحكم في سلطتي الأمر الواقع في الضفة وغزة. أي إنهما، في المحصلة، مسؤولتان عن العوار الذي أسهم في الوصول إلى الكارثة. وهما اللتان يحرمان الشعب الفلسطيني من كيان واحد موحد يدرس الخيارات ويحدد الخطوات دون تفرد. وعلى هذا المستوى التفصيلي وبسبب واجب التركيز على جرائم العدو، يصح القول أن الوقت لم يحن لإطلاق سجال يحدد المسؤوليات كلها، لأن ما يهمنا الآن، هو أن يفشل العدو في تحقيق أهدافة وأن يزداد خزياً، وأن نستفيد من افتضاحه دولياً وتحشيد العالم للإعلاء من شأن فلسطين، ولكي ينهي هذا العدو الخسيس حرب الإبادة ثم يتفهم العالم مشروعية ملاحقة الجُناة، على مدى الزمن.