مقالات الخامسة

عقاب التلاميذ بالضرب في المدارس

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب: سمير دويكات:

أنا شخصياً مع المعلم، وسأبقى داعماً لرسالته مهما يكن، لأن المعلم هو أساس كل اصلاح وصلاح وأن مال المعلم نحو تقصير أو إهمال لا سمح الله، سيدفع بدل ذلك كل الأجيال من طلاب وأولياء أمور وحتى المؤسسات والدولة ثمن ذلك.

يقال إن الضرب هو فقط للحمير، وحتى الحمير هي جزء من الحيوانات التي لا يجوز ضربها، وفق ما تم تشريعه في ديننا الحنيف وإن كان هناك ضرب يجب ان يكون خفيف دون أذية.

الضرب في المدارس لم يكن يوماً موجود في حياتنا الاسلامية وبالتحديد في الكتاتيب أو في أولى المدارس الإسلامية التي أنشات وهي الأولى في التاريخ في الدولة الأندلسية على هدى أولى الجامعات، ولكن هذا الضرب في المدارس قد نشأ في بداية الدولة العثمانية وتعزز بوجود الاحتلال الانجليزي والاحتلالات الأخرى في الدول العربية.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

من خلال تجربتي الشخصية، فإن أفضل المعلمين وأكثر فائدة هم الذين لم يلجأوا إلى الضرب كوسيلة للعقاب وإن معظم الطلاب لا يحتاجون العقاب ما دام قد وجد التعليم المثالي، وإن وجدت حالات استثنائية يمكن حلها بطرق أكثر احترام للطالب والمعلم.

لقد أخطأ بعض المغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي حين تغنوا بالمعلمين الذين كانوا يستخدمون الضرب ضد الطلاب، وهو أسلوب لا ينتمي إلى أسس التعليم، وهو نتيجة وجود معلمين غير مدربين على أن يشغلوا وظيفة معلم أو ضعف الكفاءات في الإدارات التعليمية لأن الطالب عندما يأتي إلى المدرسة يكون صفحة بيضاء.

أيضاً الضرب حسب خبراء يكره الطالب في التعليم ويخلق حالات نفسية قد تؤثر على الطالب طوال حياته وهناك أمثلة مما درسوا معنا قد تأثروا بالضرب من ناحية سلبية وبسببها غادروا المدارس.

والضرب لا فائدة منه وإنما يحول الطالب إلى شيطان أو حيوان أو كاره للمادة والمعلم والمدرسة، وربما يردها على المعلم والطالب الذي يضرب سيكون عليه أن يستخدم نفس الأسلوب لاحقاً ضد طلابه بعد تخرجه.

هناك أمثلة حية وواقعية على مدارس لا تستخدم الضرب كأسلوب ومنها مدارس البنات في بيتا وتجد أن الطالبات ملتزمات كاملاً، وقد خرجت من هناك طالبات متفوقات على مستوى الوطن والعالم، وتفوقت في كافة المجالات، وهناك انضباط عالي جداً.

أخيراً، إن الضرب لا يجب أن يتم دعمه بل إلغاءه من الحياة التعليمية بتاتاً ومن يستخدمه من المعلمين سواء بالتنفيذ الفعلي أو التخويف يجب أن يحول إلى لجان تأديبية ويتم نقله مباشرة إلى وظائف إدارية، لأن المدارس مكان للتعليم والتربية وحفظ الكرامة وليست لتربية الحيوانات، والتي يجب أيضاً عدم ضربها والرأفة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى