عنوان الكذب والتضليل
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

قلم حمادة فراعنة
يقول زعيم التطرف والاحتلال والعنصرية، زعيم المستعمرة وعنوانها: “إذا سلّمت حماس سلاحها تتوقف حرب غزة”، ويرد عليه الشعب الفلسطيني بكل ثقة: “إذا رحل الاحتلال عن قطاع غزة تتوقف الحرب”، فالاحتلال والاستعمار هما سبب الحرب، وهما أداتها، وتفعيل الحقد والكره السائد ضد الاحتلال، لما يفعله من أذى متعمد ضد الشعب الفلسطيني.
ويقول: “إذا سلمت حماس الأسرى الإسرائيليين، تتوقف الحرب”، وهم بالعشرات، ويرد عليه الشعب الفلسطيني: “إذا أطلقت المستعمرة سراح أسرى الحرية من الفلسطينيين، تتوقف الحرب” وهم بالآلاف، وعشرات من جثامين الشهداء تحتجزهم قوات الاحتلال، منذ سنوات، حتى لا تحتفل عائلاتهم باستشهادهم، لأنهم في نظرهم سجلوا الشجاعة ونكران الذات، بالأعمال البطولية التي قاموا بها، وأنجزوها في مسار حركة النضال الوطني الفلسطيني.
ويتابع نتنياهو: “إن الفلسطينيين يكرهون اليهود” ويرد عليه الشعب الفلسطيني: “نحن لا نكره اليهود، لا يوجد عداء بيننا وبين اليهود، فاليهود قبل قيام المستعمرة الإسرائيلية، كانوا جزءا من الشعب الفلسطيني، مثلهم مثل المسلمين والمسيحيين. الصهيونية التي تدعي كذباً أنها تمثل اليهود، وتحرص على حمايتهم، هي السبب الجوهري في الصراع على فلسطين، ويهود العالم بدأوا يفهمون التضليل الصهيوني وكذب قادة المستعمرة الذين يحتلون فلسطين، وقد اجتمع أخيراً في فينا النمسا مؤتمراً لليهود جاءوا من جميع أنحاء العالم، وقالوا علناً وبكل وضوح: الصهيونية لا تمثلنا، والمستعمرة الإسرائيلية لا تمثلنا، ولا علاقة لنا بها. الصهيونية التي تدعي تمثيل اليهود، مثلها مثل التنظيمات الإسلامية السياسية المتطرفة التي تدعي تمثيل المسلمين، وتدافع عن مصالحهم، وتعمل على إقامة الخلافة لهم، كما فعلت الصهيونية بإقامة المستعمرة في فلسطين، باعتبارها “دولة اليهود”.
سبب الحرب وعنوانها واستمراريتها هو الاحتلال وأفعاله وجرائمه، وإذا توقف الاحتلال ورحل عن أرض فلسطين، وهو سيفعل مرغماً في نهاية الرحلة، رحلة الصراع، رحلة النضال الوطني الفلسطيني، رحلة استعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، ستتوقف الحرب، سيتوقف الصراع، وسيعيش الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وطوائفه وشرائحه من المسلمين والمسيحيين واليهود، سيعيشون بسلام وأمن وأخوة وشراكة، لأن الفلسطينيين طُلاب سلام، يحبون الحياة كما يحبون وطنهم الذي يناضلون من أجله، ويحبون الحياة ولذلك يعملوا لأجلها بكرامة، لا أن يبقوا، أو يعيشوا أذلاء، تحت رغبات المستعمرين وأفعالهم.
ويدعي نتنياهو أن أفعال حماس إرهابية، ويتجاهل أفعال من سبقوه، من أفعال الإجرام والإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 والمجازر التي قارفوها، ورغبات بن غوريون “نريد فلسطين خالية من سكانها، والأفضل لهم أن يرحلوا، أن يختاروا الرحيل طواعية حتى لا نجبرهم على ذلك” جرائم المستعمرة متواصلة متكررة، علنية جعلت شعوب العالم وخاصة في أوروبا التي صنعت المستعمرة تحتج وتقرف منهم ومن أفعالهم، كما يمتد هذا الانطباع للشعب الأميركي وجامعاته.
أفعال المستعمرة وجرائمها في فلسطين، وفي غزة بالتحديد، ضد المدنيين والأطفال والنساء، فاقعة، لأنهم يستهدفون البشر، ودفعهم نحو الرحيل القسري، بهدف تقليص أعداد الشعب الفلسطيني، وإفراغ فلسطين من شعبها وأهلها وأصحابها.
لن تتوقف الحرب والصراع والمواجهة طالما بقي الاحتلال على أرض فلسطين، حتى ولو سلمت حماس سلاحها، حتى ولو تم تصفية حماس، ستولد حماس أخرى رداً على الاحتلال والاستعمار وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحياة والكرامة والاستقلال والحرية على أرض وطنه فلسطين، الوطن الذي لا وطن لهم غيره.