غزة بعد الحرب: 56 ألف طفل بلا أب ..من يملأ هذا الفراغ؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بقلم /شذا أبو سلعة
لم يكن دويّ القصف وحده ما مزّق غزة، بل الفراغ الثقيل الذي خلّفه رحيل آلاف الآباء، تاركين أطفالًا في عمر الورود، يبحثون عن ظلّ أب اختفى إلى الأبد.
56 ألف طفل يعيشون اليوم اليُتم بكل تفاصيله، في الحياة اليومية التي باتت بلا سند، بلا يدٍ تمسكهم عندما يتعثرون، وبلا صوت يهمس لهم قبل النوم: “أنا معك”.
أطفال لم يعد هناك من يرفعهم فرحًا عند النجاح، ولا من يشتري لهم الحلوى سرًّا دون علم الأم.
تقول سلوى ، أرملة شاب استُشهد في الحرب”طفلي لا يفهم معنى الاستشهاد، هو فقط يسألني كل ليلة: ماما، ليش بابا طوّل وما رجع لهلأ؟”
وفي إحدى المرات قالت لي الطفلة ليلى”كل ما أشوف رجال لابسين زَيْ بابا، بقلبي بنقز يمكن يكون رجع…بس ماما بتقول خلص يا ليلى، بابا صار بالجنة وبيستنانا”
الحرب تركت فيهم فراغًا دافئًا في القلب لا يملؤه أحد.
لقد كان فقد الأب في غزة أكثر من خسارة فرد، كان انهيارًا لعمود البيت، وكسرةً في قلب الطفل لا تبرأ.
اليوم، في كل بيتٍ تقريبًا، صورة لوجهٍ غائب، وكلماتٌ مؤجلة لم تُقال.
ضحكات الأطفال باتت مجروحة، وعيونهم تسبق أعمارهم بالحزن.
ويبقى السؤال؛ هل يكفي العالم أن يُحصي الأرقام دون أن يشعر بثقل الفقد؟
هل تكفي المساعدات حين يكون ما ينقص الطفل هو حضن لا يُشترى؟