محليات

غزة تغرق في الظلام: صور الأقمار الاصطناعية تكشف الانهيار الكامل لمنظومة الكهرباء في القطاع

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، ونشرتها وكالة “فرانس برس”، عن انخفاض غير مسبوق في إضاءة قطاع غزة خلال الليل، بنسبة تصل إلى سبعة أضعاف عمّا كانت عليه قبل اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وبحسب مشروع “بلاك ماربل” (Black Marble) التابع لـ”ناسا”، والذي يرصد الإشعاع الأرضي (الضوء المنبعث من سطح الأرض) في أكثر من 2100 نقطة في غزة، فإن القطاع بات غارقًا في الظلام مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب، خاصة بين أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر 2023.

وانخفضت إضاءة مدينة غزة ليلاً بنسبة 1600% (16 ضعفًا) بين مطلع العام 2025 وأيار/مايو مقارنة بالأشهر الخمسة التي سبقت اندلاع الحرب، في مؤشر واضح على الانهيار شبه التام لشبكة الكهرباء في القطاع.

وتحوّل القطاع إلى كتلة من الركام زنتها ملايين الأطنان بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب، إذ تشير بيانات تحليلية أعدّتها “فرانس برس” استنادًا إلى معطيات الأمم المتحدة إلى أن 70% من مباني القطاع إمّا دُمّرت أو تضرّرت.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وكان قطاع غزة في عام 2022، وقبل التصعيد الأخير، يحصل على نحو 12 ساعة من الكهرباء يوميًا، لكن الرقم انخفض إلى الصفر تمامًا بحلول عام 2024، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA).

ويعود الانقطاع الكامل للكهرباء إلى قرار إسرائيلي بفرض “حصار شامل” على القطاع أعلنه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال فيه صراحة: “لا كهرباء، لا ماء، لا غاز”.

وبسبب نقص الوقود، توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بعد يومين فقط من إعلان الحصار، فيما قُطعت خطوط الكهرباء التي كانت تمدّ القطاع من إسرائيل، والتي كانت تغطي إلى جانب المحطة ما نسبته 43% من حاجة القطاع عام 2022، بينما لم تكن الـ57% الأخرى ملباة أصلًا.

وتُظهر بيانات “بلاك ماربل” انخفاضًا حادًا في إشعاع الضوء بين 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر، وهو التوقيت الذي توقفت فيه محطة التوليد نهائيًا عن العمل.

حاليًا، تشابه المناطق السكنية في غزة خلال الليل المناطق الصحراوية المعزولة مثل صحراء سيناء المجاورة، باستثناء مناطق محدودة أبرزها المستشفيات التي لا تزال تمتلك مولدات كهرباء، مثل “مستشفى غزة الأوروبي” الذي لا تزال إضاءته أوضح بنسبة 70% مقارنة ببقية محافظة خان يونس المحيطة به.

وحتى نهاية حزيران/يونيو 2025، كانت 18 فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئيًا، بينما لم تكن سوى 63 منشأة صحية من أصل 136 (أقل من 40%) قادرة على تقديم خدمات طبية أساسية، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وتُظهر الصور الفضائية أيضًا أن منطقة واحدة فقط بقيت مضيئة بشكل ثابت طوال فترة الحرب، وهي “محور فيلادلفيا” الممتد على الحدود بين غزة ومصر، وتسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما تُعد نقطة معبر “كرم أبو سالم”، الذي تمر عبره شاحنات المساعدات، الأكثر إضاءة حاليًا في كامل القطاع، مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى