شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير خاص – الخامسة للأنباء_ إيمان نشبت:
رجال الإنقاذ البحري، الجنود المجهولون الذين تراهم أينما نظرت عيناك على طول امتداد شواطئ قطاع غزة ،يزينوا صيف غزة بلباسهم الفسفوري المتواضع وبشرتهم السوداء التي صبغتها أشعة الشمس وطاقيتهم التي يضعونها فوق رؤوسهم للتخفيف من الحر الشديد .
الصافرة المعلقة في رقابهم هي انذار الخطر وشارة الأمان لارشاد المصطافين والزائرين الذي يرفهون عن أنفسهم بالسباح في المتنفس الوحيد بحر غزة الذي يصل عدد مصطافيه أسبوعيا لمليون مواطن.
قدرات وامكانيات المنقذين!
يشرف على المنقذين بغزة وزارة الحكم المحلي حيث تقوم بدور فعال في اختيار المنقذين وتوزيعهم على أبراج المراقبة المنتشرة على شواطئ قطاع غزة ،ويجب أن يتمتع المنقذ البحري بقدرات عالية وإمكانيات ومهام يختص فيها مثل:
• الاستجابة السريعة لكافة حالات الطوارئ، وإنقاذ الأشخاص المعرضين لخطر الغرق.
• الانتباه إلى حالة الطقس اليومية وسرعة وارتفاع الأمواج، لضمان بقاء الجمهور في أمان.
• المراقبة المستمرة للأشخاص المتواجدين في المياه وتوجيههم إن لزم الأمر.
• عمل الإسعافات الأولية وتقديم الرعاية والعلاج في حالات الطوارئ حتى وصول الخدمات الطبية للمكان.
• شرح قواعد السلامة للمستفيدين وتحذيرهم من التصرفات غير الآمنة.
• فحص مناطق السباحة والتأكد من خلوها من أي مشاكل قد تعرض الأشخاص للإصابة.
• مراقبة وتسجيل درجات حرارة المسبح.
• الإشراف على كافة الأنشطة في المنشآت المائية.
• مساعدة المدربين أثناء تدريبات السباحة.
• تحذير السباحين من المواقف غير الآمنة.
• اكتشاف المخاطر وتحديد أي مشكلات متعلقة بالسلامة طوال فترة العمل، والتصدي لكافة الظروف الطارئة.
• تقديم النصيحة بشأن سلامة الأشخاص داخل المياه.
• العمل وفقا لمعايير السلامة والصحة المهنية التي يتبعها مكان العمل.
معايير اختيار المنقذ البحري
يتطلب حصول المنقذ على شهادة إنقاذ معتمدة من جهاز الدفاع المدني، كذلك الخضوع لكمسيون طبي يظهر قدرة المنقذ على مزاولة عمله ،
ووظيفة المنقذ لا تتطلب مؤهلا عاليا فيكفي أن يكون الشخص حاصلا على الثانوية مثلاً ونجح في اجتياز الدورات التدريبية في الإنقاذ والإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي، ويمكنه العمل في النوادي والشواطئ وغيرها من الأماكن التي تحتوي على مسابح ،ومعظم المنقذين لا يقومون بالعمل في تلك الوظيفة من أجل النمو الوظيفي والتقدم فيها، بل إنهم يتطلعون إلى الحصول على فرصة عمل في المتنزهات وأمكن السباحة وغيرها، ويعملون تحت إشراف المديرين والمشرفين ويقدمون تقارير العمل إليهم، وعندما يقضي الشخص سنوات خبرة معينة ويكون لديه خبرات ومهارات عالية يمكنه التقدم في وظيفته والوصول إلى مناصب إدارية أو إشرافية، بحيث سيقتصر دوره فقط على الإشراف على المنقذين ومتابعتهم وتقديم التوجيهات والتدريبات التي تعزز من مهاراتهم في العمل.
إشادة بدورهم المثالي في إنقاذ الأرواح
لا يمكن إنكار دور المنقذين المثالي والنموذجي في إنقاذ الأرواح البشرية فهم العامل الأساسي المساهم في الحفاظ على أرواح المصطافين على شواطئ قطاع غزة خصوصا في فصل الصيف حيث يعتبر البحر هو المنفس الوحيد لسكان قطاع غزة فهم يتوافدون عليه بالألاف خلال العطلة الصيفية.
وقالت المواطنة أمنة خلف “للخامسة للأنباء” أن إبنها البالغ من العمر 10 أعوام كان يسبح بشكل طبيعي ولم ينتبه للموج العالي الذي حاول سحبه لداخل البحر.
وأردفت أنه لولا ستر الله وسرعة البديهة من قبل المنقذين الذين سارعو بإنقاذه لكان إبنها في عداد الموتى.
كذلك ما حدث مع ابنة المواطن محمد عبد الرحمن والذي كاد أن يفقد ابنته 12 عام والتي تعرضت للغرق في منطقة الشاطئ ،لولا يقظة المنقذين وسرعة تدخلهم ،لكانت فقدت حياتهم
أعداد المنقذين وحالات الغرق على مستوى قطاع غزة
وفي حديث خاص “للخامسة للأنباء” أكد محمد السوري مراقب عام المنقذين في المنطقة الجنوبية أن أعداد المنقذين في غزة بلغ 640منقد على مستوى القطاع يتوزعون على 137 برجاَ
وعند سؤاله عن عدد حالات الغرق أردف محمد السوري أن عدد حالات الغرق في شهر 5 بلغ 196شخصا وعدد حالات الغرق في شهر 6 بلغ 1700 شخصا حسب الاحصائيات التي تمتلها الوزارة والجهات الرسمية
فترة عمل المنقذين
في تصريح سابق لمسؤول الإعلام في بلدية غزة حسني مهنا، قال أن فترة عمل المنقذين البحريين تبدأ من الساعة 7 صباحًا وحتى 7 مساءً، ويتم التأكيد على المواطنين بالالتزام بالسباحة خلال هذه الفترة.
رضا وتحفيز من المواطنين
في جولة سريعة قامت “شبكة الخامسة للأنباء” بمقابلة عدد من المصطافين على شواطئ قطاع غزة لرصد أراءهم حول عمل ودور المنقذين البحريين فجميعهم وجهوا رسائل شكر ولم يذكر أحد وجود تقصير في دورهم الهام والبطولي
وأكد المواطن “محمد الفرا” أن دور المنقذين كبير جدا سواء في توعية المواطنين أو في إنقاذهم والحفاظ على الأرواح البشرية ولولاهم ما بنكون مأمنين وقت السباحة في البحر
بينما شكرت المواطنة “خلود أحمد” هذه الطواقم العظيمة وقالت أنها لا تنسى فضل المنقذين البحريين في إنقاذ أطفالها من الغرق الصيف الماضي.
حيث أكدت أنها كانت لا تعلم أن هذه المنطقة خطر للسباحة فهي لم تنتبه للإشارات الموضوعة من قبل المنقذين.
وأضافت أن أطفالها نزلوا للسباحة في المنطقة الخطرة وبسبب كثرة الدوامات البحرية تعرض أطفالها للغرق لولا أن لحق بهم المنقذين لما كان تبقى لهم أثر.
في النهاية نؤكد أن وظيفة المنقذ البحري تعتبر من المهن الحساسة والبطولية التي تنقذ حياة وتوفر لهم الأمان بعد رعاية الله