غزة في مفترق الطرق: مفاوضات حاسمة وتحديات مستقبلية

أصدر مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية ورقة تقدير موقف تناولت التطورات الحالية في المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل. وتشير الورقة إلى وجود مسارين رئيسيين:
1. المسار الأول: مفاوضات غير مباشرة تقودها حركة حماس بوساطة إقليمية من مصر وقطر وتركيا، تهدف إلى التوصل إلى صفقة تحفظ ماء وجه الحركة سياسيًا واستراتيجيًا.
2. المسار الثاني: ترتيبات دولية وإقليمية قد تعيد تشكيل الواقع الأمني والسياسي في غزة.
مضمون المفاوضات
ضعف حماس أمام الضغوط: ترى الورقة أن المفاوضات تعكس تراجعًا لحماس نتيجة الضغوط العسكرية والسياسية.
أولوية حماية قيادات الحركة: تسعى حماس لضمان أمن قياداتها في الداخل والخارج، ما يعكس إدراكها للتحديات الكبيرة التي تواجهها.
دور الوسطاء الإقليميين والدوليين
أكدت الورقة الدور المحوري لكل من مصر وقطر وتركيا في صياغة هذه التسوية، مع محاولات لتجنب انهيار الحركة الذي قد يؤدي إلى فوضى في القطاع. كما تناولت إمكانية نشر قوات دولية أو عربية لضبط الأمن، في خطوة تهدف للسيطرة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فعليًا.
إسرائيل وواشنطن
التنسيق مع الولايات المتحدة: أشارت الورقة إلى دور واشنطن المركزي في المفاوضات، في ظل غياب واضح لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية.
فرض ترتيبات أمنية: تسعى إسرائيل للسيطرة على مسار المفاوضات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية والأمنية.
واقع سكان غزة
بحسب الورقة، يعاني سكان القطاع من معاناة إنسانية متفاقمة جعلتهم أكثر اهتمامًا باستعادة الحياة الطبيعية وإنهاء الموت والدمار، دون التركيز على التفاصيل السياسية.
السيناريوهات المستقبلية
1. التسوية المشروطة: تشير الورقة إلى احتمالية قبول حماس بشروط ضمنية تضمن بقاء سلطتها تحت إشراف دولي وإقليمي، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي وفق ترتيبات أمنية جديدة.
2. عودة السلطة الفلسطينية: قد يؤدي تسليم حماس ملف المفاوضات لمنظمة التحرير إلى عودة تدريجية للسلطة الفلسطينية بمؤسساتها المدنية والأمنية في غزة، شريطة توافق إقليمي ودولي.
3. تصعيد محتمل: في حال رفض حماس التسوية واستمرارها في القتال، قد يشهد القطاع تصعيدًا عسكريًا جديدًا يزيد من تعقيدات المشهد الإنساني والسياسي.
التوصيات
خرجت الورقة بعدة توصيات:
1. تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
2. إشراك المجتمع الدولي بشكل أكبر لضمان إنهاء الحصار وتحقيق الاستقرار.
3. التركيز على الملف الإنساني لتخفيف معاناة سكان غزة.
4. الدفع نحو تسوية تضمن عودة السلطة الفلسطينية كخطوة نحو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
الخلاصة
خلصت الورقة إلى أن المفاوضات الحالية تعكس واقعًا معقدًا وتوازنات إقليمية ودولية دقيقة. ومع ذلك، يبقى مستقبل غزة مرهونًا بإرادة الفلسطينيين في تحقيق وحدة وطنية حقيقية تؤسس لمستقبل أفضل.