غزة: مهرجان حاشد لإحياء ذكرى استشهاد قاسم سليماني
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – غزة
نظّمت اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي يوم الأربعاء، مهرجانًا في قطاع غزة، وذلك إحياءً للذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وشارك بالمهرجان الذي نظمته اللجنة بمدينة غزة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ونواب من المجلس التشريعي ووجهاء ومخاتير، وسط حضور جماهيري.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. وليد القططي أن الفريق قاسم سليماني، مضى شهيداً على طريق الحق بعد اغتياله واخوانه على يد الباطل الصهيو-الأمريكي.
وقال د. القططي في مستهل الكلمة التي ألقاها خلال حفل تأبين سليماني: “نلتقي اليوم في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية في إيران وشهيد القدس القائد الراحل قاسم سليماني وإخوانه المجاهدين الإيرانيين والعراقيين في محور المقاومة”، مبيناً أن الشهيد سليماني هو من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأوضح د. القططي أن الشهيد سليماني ارتقى في معركة ممتدة وصراع طويل بين حق الأمة في الاستقلال والوحدة والتنمية والحرية والكرامة، وباطل المشروع الاستعماري الغربي الذي يريد للأمة التبعية والتجزئة والتخلف والعبودية والمهانة.
وأشار إلى أن الباطل الصهيو-أمريكي أراد أن يغيب سليماني عن دوره في فلسطين، مؤكداً أن الصهاينة والامريكان خابوا وخسروا في حساباتهم وأوهامهم، لأن سليماني نهج حاضر في فلسطين وفي كل مكان تحدث فيه مواجهه بين الثوار وفي كل زمان يحدث فيه صراع بين الحق والباطل.
وشدد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي أن حضور فلسطين في قلب إيران الثورة والجمهورية هو السبب الحقيقي لاغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس المكلف بمقاومة الكيان الصهيوني والاستعمار الأمريكي، وبدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والخبرات.
وتابع بالقول: إن الشهيد قاسم سليماني كان رمزاً لحضور فلسطين في قلب إيران ورأس حربه في صدر الكيان الصهيوني والاستعمار الأمريكي.
وبين القططي أن قاسم سليماني أكد على ذلك في إحدى رسائله لقادة المقاومة الفلسطينية.
وتلا الدكتور القططي فقرات من رسالة سليماني لقادة المقاومة الفلسطينية التي جاء فيها: “طمئنوا الجميع أن إيران الإسلامية لم تترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت عليها الضغوط واستحكم عليها الحصار، فالدفاع عن فلسطين هو المصداق الحقيقي للدفاع عن الإسلام والقرآن، إن شاء الله سيكون فجر النصر قريب بعونه تعالى و أجراس موت الصهاينة الغزاة ستقرع”
وكشف الدكتور القططي أنه التقى بالقائد سليماني برفقة عدد من المجاهدين، ومن أكثر العبارات التي رددها سليماني في هذا اللقاء: “نحن في خدمتكم، وكل مقدراتنا وامكانياتنا تحت تصرفكم، ونحن جنود في معركة التحرير القدس وفلسطين ونحن مع فلسطين وقضيتها وشعبها ومقاوميها”.
وأضح د. القططي أن موقف سليماني ليس غريباً على رجل نشأ في رحاب ثورة وجمهورية قائدها ومرشدها الأول الإمام الثائر آية الله الخميني- رحمه الله.
واستعرض د. القططي في كلمته عدداً من مواقف الإمام الخميني تجاه فلسطين، حيث أفتى قبل انتصار الثورة بتحريم التعامل مع الكيان الصهيوني ووجوب دعم المجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح.
ولفت إلى أن الإمام الخميني اتخذ من علاقة النظام الملكي البائد مع الكيان الصهيوني سبباً لنزع شرعيته، كما دعا لأن تكون فلسطين قضيه المسلمين الأولى.
ومن بين مواقف الإمام الخميني التي اتخذها بعد انتصار الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية أنه رفع شعار “اليوم ايران وغدا فلسطين ونادى بإزالة “إسرائيل” من الوجود كواجب شرعي على كل الأمة.
كما أبدع الإمام الخميني يوم القدس العالمي وأدخل فلسطين في صلب مشروعية الثورة والدولة ومحدداً لسياسة إيران الخارجية وأمنها القومي وسار على نفس الدرب قائد الثورة ومرشد الجمهورية الإمام علي خامنئي – حفظه الله-.
وأكد د. القططي أن السياسة الثابتة لإيران كانت سبباً أغاظ أمريكا التي سفكت دم الشهيد قاسم سليماني وأصبح دمه فاصلاً بين نهجين نهج مقاوم ونهج مساوم.
وبين أن النهج المقاوم يضبط ساعته بتوقيت القدس فلسطين ويوجه بوصلته نحو القدس وفلسطين، أما النهج المساوم يضبط ساعته بتوقيت “أورشليم واشنطن” ويوجه بوصلته في كل الاتجاهات بعد القدس وفلسطين.
ودعا د. القططي إلى لترسيخ العلاقة بكل الأمة العربية والإسلامية وتلقي الدعم من كل الأمة مهما كان نوعه وحجمه.
وأكد على أن محدد العلاقة بالأمه هو فلسطين، فبقدر اقتراب مكونات الأمة من فلسطين نقترب منهم وبقدر ابتعادهم عنها نبتعد عنها، وأن محدد العلاقة الأخرى هو الكيان الصهيوني بقدر الاقتراب منه بالاعتراف والتطبيع والتحالف يكون ابتعادنا وبقدر الابتعاد عنه بعدم الاعتراف والمقاطعة والمقاومة يكون اقترابنا.
وشدد على أن العلاقة بالأمة تصب في اتجاه توحيد طاقات الأمة وشعوبها باتجاه مشروع تحرير فلسطين بعيداً عن الصراعات الجانبية التي تزيد من خلافاتها وتفرقها.
وأكد د. القططي على أن زوال “إسرائيل” حقيقة بموجب وعد الآخرة بالفعل البشري المقاوم بعيداً عن وهم الانتظار على رصيف التاريخ.
وطالب القططي بالعودة إلى هدف التحرير الكامل لأرض فلسطين بعيداً عن وهم الحالمين بالدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب الكيان الصهيوني.
ودعا إلى إنجاز الوحدة الفلسطينية من بوابة مشروع المقاومة والتحرير.
كما دعا إلى التركيز على مشروع تحرير فلسطين كهدف وطني بعيداً عن وهم تقديس الأطر والمسميات التي فرغت من مضامينها وأهدافها الوطنية.
من جانبه أكد القيادي بلجان المقاومة الشعبية محمد البريم في كلمة ممثلة عن اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي، أن محور المقاومة اليوم وبفضل الله ثم جهود القائد قاسم سليماني باتت أشد بأسًا وقوة وخبرة وتقدمًا وتطورًا.
وأوضح البريم أن المقاومة قادرة على مواصلة معركة التحرير والعودة حتى تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
وقال “إن الوفاء للشهيد سليماني وكل شهداء الأمة يحتم علينا العمل بكل قوة واقتدار من أجل صحوة الأمة وتحررها من الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي حاول العدو الصهيوأمريكي زرعها بيننا”.
وشدد البريم على أهمية إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وإعادة محوريتها ومركزيتها، واعتبار الكيان هو العدو المركزي لهذه الأمة.
وأضاف “كان الشهيد سليماني يخص الشهداء وأهلهم بمكانةٍ كبيرة، وكان يعتبر شهداء محور المقاومة شهداء الأمة جميعًا، وأوصانا بالسير على طريقهم ونهجهم”.
وأكد البريم أن محور المقاومة الذي ساهم في تأسيسه الشهيد سليماني أصبح اليوم جيشًا كبيرًا واسعًا من المقاومين المدربين والمجهزين والمستعدين لصنع النصر الكبير على العدو.
وذكر أن من يعتقد أنه باغتيال قاسم سليماني أنه حقق نصرًا فقد خاب وخسر، مضيفًا “فشهيد القدس ما زال حيًّا، وما زال مشروعه المقاوم يتمدد ويتسع، وسيكون عنوان تمدد قضيتنا حتى التحرير والعودة وزوال المشروع الصهيوأمريكي”.
وأوضح البريم أن القيادات الفلسطينية التي التقت وتعاملت مع الحاج سليماني لم ترى به إلّا شخصية قوية ومتفانية في حب فلسطين كما أجمعت عليه.
وأكد أن استشهاد سليماني وارتقائه سيكون بإذن الله بداية مدد أممي لقضيتنا العادلة حتى التحرير والاستقلال والحرية لفلسطين وللعالم أجمع.
وختم حديثه “في الذكرى السنوية الثالثة لارتقاء الشهيد سليماني نقول لأعداء الأمة إن المواجهة لن تتوقف، وستبقى القدس درة التاج وصاعق تفجير بالمنطقة كلها”.