غير واضحة المعالم.. ما هي خطة واشنطن للمساعدة الجوية لغزة؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

مع تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني شح الموارد لدرجة خطيرة، لا تبدو الخطة الأميركية لإنزال مساعدات إنسانية جوا واضحة الملامح حتى الآن.
حيث من المقرر أن يبدأ الجيش الأميركي في تنفيذ عمليات إسقاط جوي للأغذية والإمدادات على غزة في الأيام المقبلة، لينضم بذلك إلى دول أخرى مثل فرنسا والأردن ومصر التي فعلت الشيء نفسه.
كيف سينجح الإنزال الجوي للمساعدات؟
ستستخدم الولايات المتحدة طائرات عسكرية لإسقاط الإمدادات فوق غزة.
وبالرغم من أنه من غير الواضح أي نوع من الطائرات سيتم استخدامها، فإن طائرات سي-17 وسي-130 هي الأنسب لهذه المهمة.
يقوم الجنود على الأرض بتحميل الإمدادات على أرفف، والتي يتم بعد ذلك تحميلها على الطائرات ثم تثبيتها في مكانها.
بمجرد أن تصبح الطائرة فوق المنطقة التي تحتاج إلى الإمدادات، يتم فك القفل الذي يثبت الأرفف في مكانها ثم يجري إنزالها إلى الأرض بمساعدة مظلة مثبتة على منصة الأرفف.
ما هي المخاطر؟
في حين يمكن للجيش أن يراقب أنماط الطقس مسبقا، تلعب الرياح دورا كبيرا في ضمان هبوط منصات الأرفف في المكان الذي ينبغي أن تهبط فيه.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المساعدات التي تقدمها دول أخرى وينتهي بها الأمر في البحر.
وغزة مكتظة بالسكان ويقول المسؤولون إنه سيكون من الصعب ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها وألا ينتهي بها الأمر في مكان لا يمكن الوصول إليه.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «من الصعب للغاية القيام بعملية إسقاط جوي في بيئة مزدحمة مثل غزة».
ويقول المسؤولون أيضا إنه بدون وجود عسكري أميركي على الأرض، ليس هناك ضمان بأن المساعدات لن تصل في النهاية إلى أيدي حركة حماس.
ما هي بعض الأمثلة على عمليات الإنزال الجوي الأميركية السابقة؟
في كل عام خلال عيد الميلاد، تقوم الولايات المتحدة بإسقاط مساعدات إنسانية إلى الجزر النائية في المحيط الهادي في جهد يُعرف باسم «عملية إسقاط عيد الميلاد».
وفي عام 2014، أسقط الجيش الأميركي مساعدات جوية في شمال العراق، عندما حاصر تنظيم داعش المدنيين، وفي تلك الأشهر القليلة، تم إسقاط أكثر من 100 ألف وجبة و96 ألف زجاجة مياه جوا.
ما هي الخيارات التي يتم بحثها؟
قال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحفيين، أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس أيضا إمكانية فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة.
وقال مسؤول أميركي إن أحد الخيارات المحتملة هو شحن المساعدات بحرا من قبرص على بعد نحو 210 أميال بحرية قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط.
لكن الواقع هو أن الخيار البحري باستخدام الجيش يمثل تحديا كبيرا، مع عدم وجود موقع واضح يمكن من خلاله تفريغ المساعدات من السفن.
ليست بديل عن قوافل المساعدات
وقال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأميركية ديفيد ديبتولا، الذي تولى في السابق قيادة منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق، إن بوسع الجيش الأميركي تنفيد الإنزال الجوي بفعالية.
وأضاف لـ”رويترز”: “هم متمرسون على هذا. هناك الكثير من التحديات لكن لا شيء يستعصي على الحل”.
ومع هذا، لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى إنزال المساعدات جوا على غزة.
وقال مسؤول أميركي، تحدث لـ”رويترز” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات الإنزال الجوي سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة سكان غزة.
وأضاف المسؤول: “هي لا تحل المشكلة من جذورها”، مشيرا إلى أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير.
وأضاف المسؤول أن “هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان أن المساعدات لن تصل ببساطة إلى أيدي حماس، لأن واشنطن ليست لديها قوات على الأرض هناك”.
وقال المدير بمجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة ريتشارد جوان، إن العاملين في المجال الإنساني يشكون دائما من أن عمليات الإنزال الجوي فرصة للاستعراض، لكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات”.
وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإدخال مساعدات كافية هي من خلال قوافل الإغاثة التي ستعقب الهدنة التي طال الحديث عنها.
وتابع جوان: “يمكن القول إن الوضع في غزة الآن سيئ للغاية، لدرجة أن أي إمدادات إضافية ستخفف على الأقل بعض المعاناة. لكن هذا في أفضل الأحوال إجراء مؤقت للمساعدات”.