فتح معبر كرم أبو سالم.. بارقة أمل لزيادة دخول شاحنات المساعدات إلى غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

شبكة الخامسة للأنباء – غزة
قبل أيام، قال منسّق أممي، إن هناك مفاوضات تجري وسط «مؤشرات واعدة» بشأن فتح معبر كرم أبو سالم الذي كان يستقبل 60% من السلع قبل العدوان على غزة. لكن إسرائيل اكتفت بالقول إنها ستسمح فقط بالتفتيش الأمني عبر المعبر، دون عبور الشاحنات من خلاله.
واليوم، يبدو أن «المؤشرات الواعدة»، بحسب تعبير منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث، قد بدأت تدخل مرحلة التنفيذ، مع إعلان جيش الاحتلال تشغيل معبر كرم أبو سالم.
وأعلن جيش الاحتلال، أن إسرائيل ستفتح معبر كرم أبو سالم مع غزة، اليوم الثلاثاء، لفحص الشاحنات التي تدخل القطاع عبر معبر رفح، بهدف زيادة كمية شاحنات المساعدات الإنسانية، استجابة للمطالب الأميركية.
وأكد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، في المناطق المحتلة أن الإمدادات لن تدخل إلى غزة من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، بل سيتم تفتيشها فقط، وإعادة توجيهها إلى معبر رفح ثم إدخالها إلى قطاع غزة.
وبحسب بيان جيش الاحتلال، فسيتم فحص الشاحنات التي تحتوي على المياه والغذاء والمعدات الطبية ومعدات الإيواء عند معبري العوجة/نيتسانا وكرم أبو سالم، ونقلها من هناك إلى منظمات الإغاثة الدولية في غزة عبر معبر رفح البري الحدودي بين مصر والقطاع.
هذه الخطوة كان المنسق الأممي، مارتن غريفيث، قد أعلن الخميس الماضي، أنها إذا ما تحققت «فستكون هذه أول معجزة نشهدها منذ أسابيع، كما أنها ستعطي دفعا هائلا للعملية اللوجيستية، ستغيّر طبيعة عبور (المساعدات) الإنسانية»، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
كرم أبو سالم
وأفاد مصادر صحفية، أن عملية تجهيز معبر كرم أبو سالم بدأت منذ يومين، حيث من المنتظر أن تتجه إليه الشاحنات المحملة بالمساعدات.
وقبل الحرب الإسرائيلية، كانت تدخل القطاع نحو 500 شاحنة محملة بالمعدات والأغذية والبضائع وغيرها من الشاحنات من خلال معبر كرم أبو سالم، لكن مع بداية العدوان الإسرائيلي توقف الدخول تماما عبر المعبر.
ولفتت المصادر إلى أنه خلال فترة العدوان الإسرائيلي، كان معدل حجم المساعدات من معبر رفح هو 100 شاحنة محملة بالماء والغذاء والوقود والمساعدات الطبية والمواد الإغاثية، مشددا على أنها لا تكفي حاجة السكان.
وأوضح أن الوقود الذي يدخل ضمن المساعدات سيخصص لمحطات المياه ولبعض المستشفيات ولوكالة الأونروا، التي تشرف على استلامه، دون أن تدخل قطرة وقود واحدة إلى محطة توليد الكهرباء المتوقفة منذ اليوم الأول للعدوان، أو لمجمع الشفاء أو مستشفى الإندونيسي أو مستشفى كمال عدوان.
وقالت الأونروا، إن ما يدخل من مساعدات غذائية إلى غزة، عبارة عن فُتات لا يكفي حاجة النازحين في مدينة رفح، التي يتواجد بها أكثر من 1.2 مليون نسمة.
رحلة طويلة للتفتيش
خلال الأسابيع الماضية، كانت الشاحنات تقطع مسافة تزيد على 40 كيلومترا جنوبًا إلى الحدود المصرية مع إسرائيل، قبل أن تعود إلى رفح، مما يؤدي إلى تكدسها وتأخر تسليم الإمدادات.
وبحسب رويترز، فإن النظام المعمول به منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول هو خضوع شاحنات المساعدات للتفتيش في معبر العوجة/نيتسانا على الحدود المصرية مع إسرائيل، قبل التوجه إلى رفح لتسليم حمولاتها في رحلة تزيد مسافتها على 80 كيلومترا (ذهاب وعودة) ويصفها عمال الإغاثة ومسؤولون مصريون بأنها تتسبب في اختناقات.
وشكا سائقو شاحنات مصريون، من التأخر لفترات طويلة خلال انتظارهم تفتيش البضائع، التي يحملونها من جانب أفراد أمن إسرائيليين في معبر العوجة/نيتسانا.
وتعد إعادة تشغيل معبر كرم أبو سالم، إضافة في جهود إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
ضغوط دولية
أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن تلك الخطوة، تأتي في أعقاب الضغوط الدولية على إسرائيل، للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، كذلك لمواجهة التكدس والازدحام في مواقع تفتيش تلك الشاحنات.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو، لرويترز: «إذا فتحنا المعبر، فستركز المسألة على الكمية المتاحة والكمية التي يمكن استيعابها على الجانب الآخر بطريقة منظمة، لكن من المؤكد أن قدرة الاستيعاب هذه لن تكون هي المشكلة».
وتابع: «قمنا بتعبئة مواردنا الداخلية مسبقا حتى يتوفر لدينا الغذاء في مصر والأردن، للوصول إلى حوالي مليون شخص في شهر واحد. ونحن على استعداد للانطلاق. والشاحنات جاهزة للتحرك».
وقبل أيام، أشارت تقارير إعلامية إلى ضغوط أميركية على إسرائيل لإدخال مساعدات إنسانية، وتحديد موعد للعملية البرية الموسعة في غزة، ونقل موقع «إكسيوس» الأميركي، عن مسؤول أمني إسرائيلي بارز، قوله إن «إسرائيل تتوقع إنهاء عمليتها العسكرية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع»، مشيرًا إلى أن «المرحلة الحالية هي الأكثر زخمًا من الحرب، ومن المرجح أن تستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع أخرى».