فوزي السمهوري: المطلوب للتصدي للمخطط الإسرائيلي…. تشكيل محور نواته الدول المحيطة بفلسطين؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
لم يعد المخطط الإسرائيلي المدعوم امريكيا بإحكام السيطرة والهيمنة على الوطن العربي الكبير مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يقع في إطار التحليل وإنما إنتقل لمربع التنفيذ وما يجري من إقامة قواعد امريكية واوربية والتوسع بمحاولة إبرام إتفاقيات أمنية وعسكرية ولفرض إدماج الكيان الإستعماري العدواني الإسرائيلي المصطنع في قلب الوطن العربي وتمكينه من كل عناصر القوة والإفلات من المساءلة والعقاب والإمعان بتصعيده للعدوان الهمجي الوحشي من إرتكاب لمختلف اشكال الجرائم والإنتهاكات والإقتحامات والتدمير للمدن والقرى الفلسطينية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني والتي تندرج جميعها تحت عنوان جرائم حرب إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية إلا دليل بالغ الوضوح والدلالات .
مخطط إسرائيلي ام امريكي :
السؤال الذي يطرح نفسه بداية هل ما يدور في فلسطين خاصة والمنطقة العربية عموما من حروب ونزاعات وعدوان خارجي مخطط إسرائيلي ام مخطط امريكي بأدوات إسرائيلية ؟ وهل للكيان الإسرائيلي المارق وحيدا دون حماية خارجية القدرة على تنفيذ المهمات المترتبة عليه ليعمل وكيلا او اداة للمحور الأمريكي لضمان إستمرار الهيمنة الأمريكية وحماية نفوذها ومصالحها في الوطن العربي باقطاره ؟
الإجابة بلا أدنى عناء تؤكد على عجز الكيان الإستعماري الإسرائيلي ان يقوم وحيدا بوظيفته العدوانية الإستعمارية دون تمكينه من عناصر القوة وتولي مهمة الدفاع عنه كما هو حاصل منذ السابع من أكتوبر بعد أن ثبت هشاشة كيانه ولإدماجه في قلب الوطن العربي بل وبالعالم الإسلامي لتمكينه من قيادة المنطقة في المحطات والمفاصل والقضايا ذات البعد الإستراتيجي سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وامنيا وثقافيا في إطار النظام العالمي الجديد بعد فشل النظام العالمي ذا القطب الواحد الآخذ بالتهاوي بتحقيق الأمن والسلم الدوليين وترسيخ مبادئ العدالة وحقوق الإنسان وحق الشعوب بالحرية وتقريرالمصير .
فلسطين العقبة أمام المخطط الأمريكي :
على مدار قرن من الزمن بقيت القضية الفلسطينية وحق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه التاريخي وحقه بالعودة إلى وطنه وإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس امرا مركزيا راسخا في عقول ووجدان الشعب العربي وعموم المسلمين “بإستثناء فئة قليلة ” ولأحرار العالم عجزت القوى الإستعمارية العالمية بكل ادواتها عن محو الذاكرة الجمعية بأن فلسطين التاريخية أرض عربية وبأن ” إسرائيل ” كيان وافد مصطنع طارئ غير طبيعي في الوطن العربي زرع لمنع الوحدة العربية وليشكل قوة عدوانية إستعمارية ضاربة حماية وتنفيذا للأهداف الإستعمارية بالهيمنة والسيطرة ونهب الثروات العربية مما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية ان تعمل على تصفية القضية الفلسطينية ليس عبر حرمان و تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بل بالعمل من خلال منح “إسرائيل ” الضوء الاخضر لشن عدوان لم يسجل التاريخ وحشية ودموية تضاهيه بهدف طرده وتهجيره خارج ارض فلسطين التاريخية بهدف تمكين الحركة الصهيونية باداتها ” إسرائيل ” من السيطرة التامة على كامل ارض فلسطين خالية من كل لا يدين باليهودية من مسلمين ومسيحيين وما تصريحات قادة الكيان المجرم على إختلاف توجهاتهم بالدعوة إلى قصف غزة بالسلاح النووي وبطرد الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه وهذا ما صرح به بوضوح مجرم الحرب وزير خارجية الكيان الإسرائيلي كاتس يوم الإربعاء الماضي مع بدء عملية إجتياح محافظات طولكرم وجنين وطوباس عبر الإمعان بتصعيد وتكثيف عدوانه الوحشي وبإرتكاب كافة اشكال الجرائم والإنتهاكات المعاقب عليها دوليا بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية وبميثاق الأمم المتحدة تمهيدا للإنتقال إلى المرحلة التالية من مخطط الهيمنة والسيطرة والتقسيم والتفتيت للاقطار العربية الكبيرة وللدول ذات الموقع الإستراتيجي إستباقا لولادة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب .
المطلوب التصدي للمخطط الإستعماري حماية للأمن القومي العربي :
بناءا على ما تقدم فالمرحلة التالية من المخطط الإسروامريكي يتطلب النجاح بتنفيذ مرحلة تصفية القضية الفلسطينية مما يتطلب من قادة الدول العربية الحذر وعدم التساوق مع المطالب الأمريكية ومحورها والتي احيانا تأتي ظاهرا وكأنها لتحقيق مصالح هذه الدولة او تلك وأن تؤسس لعمل عربي جمعي يهدف حماية امنها القطري والقومي بدءا من العمل على إجهاض المخطط الإسرائيلي الهادف لتابيد إحتلاله الإستعماري الإحلالي لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة وصولا لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية من نهر الأردن خارج وطنه التاريخي وإسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين مما يهدد الأمن القومي لكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان وبالتالي الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل .
التصدي للمؤامرة الإسروامريكية تتطلب العمل على :
أولا : دعم نضال و صمود الشعب الفلسطيني في وطنه سياسيا وماليا وإقتصاديا ورفض اي حلول إنسانية ومعيشية بديلا عن إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع كمقدمة لإقامتها على المساحة المحددة للدولة العربية الفلسطينية بموجب قرار التقسيم رقم 181 .
ثانيا : حيث أن الدول المحيطة بفلسطين المحتلة تقع على قمة الإستهداف والخطر الإسرائيلي المباشر بالمرحلة الأولى من المؤامرة الإسروامريكية بحكم الجغرافيا يستدعي منها المبادرة لعقد قمة خماسية يتمخض عنها تشكيل محور خماسي بشكل عاجل يمثل نواة لإقامة جبهة عربية وإسلامية عريضة يتكون من فلسطين والاردن ومصر وسوريا ولبنان لوضع إستراتيجية موحدة لمواجهة المؤامرة التي تستهدف امنها وإستقرارها ووحدة اراضيها فقوة هذا المحور يمثل القوة الصادة والمانعة امام المس بالامن القومي العربي وما يعنيه من ضرورة وأهمية إضطلاع باقي الدول العربية دعمه وتاهيله سياسيا وإقتصاديا وعسكريا ولقطع الطريق على القوى الإستعمارية الإستفراد بكل دولة على حدا .
ثالثا : العمل بدعم ومشاركة عربية عملية لتشكيل جبهة دولية عريضة تتصدى وفق إستراتيجية وبرنامج عمل موحد للمخطط الإستعماري العالمي الذي يستهدف بدءا من فلسطين أمن وإستقرار ووحدة اراض دول العالمين العربي والإسلامي كما يستهدف دول الإتحاد الإفريقي وجميع الدول خارج المظلة الأمريكية .
رابعا : تشكيل إطار دولي من غالبية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة للعمل على إعلاء وسمو مبادئ وأهداف وميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية دون إزدواجية او إنتقائية وما تتطلبه من ممارسة الضغط اللازم على الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الذي يقع على عاتقه مسؤولية متابعة تنفيذ القرارات الصادرة سواء عن مجلس الأمن او الجمعية العامة للأمم المتحدة او محكمة العدل الدولية لإتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإرغام الكيان الإستعماري الإسرائيلي إنهاء إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا إعمالا وتنفيذا لميثاق الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تحت طائلة التهديد بالإنسحاب الجماعي من عضوية الأمم المتحدة .
آن الاوان للدول العربية بما تملكه من موقع إستراتيجي جيوسياسي ومن ثروات ان تغادر المربع الذي فرضته القوى الإستعمارية على الوطن العربي الكبير بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية من تقسيم وزرع بذور الفرقة والخلافات والضعف ولتجنب إستمرار هذا الحال في النظام العالمي الجديد إلى مربع الوحدة والمنعة والقوة والسيادة الحقيقية لتفرض نفسها مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لاعبا فاعلا على الساحة العالمية بل قطبا مستقلا موازيا للاقطاب الفاعلة حاليا على الساحة العالمية .
العنوان والبوصلة نحو تحقيق الأمن القومي العربي وفرض الوطن العربي نفسه باقطاره لاعبا وقطبا فاعلا دوليا مواجهة التحدي القائم يتمثل في القدرة والنجاح عبر تبني موقف عربي موحد مترافق بإجراءات عملية ضاغطة ورادعة تكفل وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي يصنف وفقا للقانون الدولي بحرب إبادة وتطهير عرقي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وممارسة كافة اشكال الضغوط على أمريكا من دبلوماسية وإقتصادية ومطالبتها بلغة المصالح ان تامر مجرم الحرب نتنياهو بوقف فوري لهذا العدوان الذي واقعا تقوده امريكا فلولا الدعم بكافة أشكاله السياسية والإقتصادية والعسكرية وإستخدام الفيتو والإنحياز الأمريكي المطلق للكيان الإرهابي الإسرائيلي بتبرير جرائمه تحت ذريعة الدفاع عن النفس لما كان له بداية شن حرب الإبادة والمضي بإرتكابها دون خوف ومساءلة من العقاب خلافا للإتفاقية الدولية لمنع جرائم الإبادة ولنظام المحكمة الجنائية الدولية كخطوة أولى وفق جدول زمني محدد المدة نحو إنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بموجب قرار الجمعية العامة رقم 19 / 67 / 2012 وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا للقرارات الدولية ولميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر إحتلال اراض دولة أخرى بالقوة ولقرار محكمة العدل الدولية …..وبذلك ايضا يتم تجسيد وترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي…
قوة الحق تعلوا وإن طال الزمن …. ولا مكان لضعيف على الساحة العالمية …والإستعمار إلى زوال …. الوحدة والتوافق العربي قوة والصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات الخارجية إذا ما توفرت الإرادة السياسية العليا…؟.