أقمار الصحافةالرئيسية

فيصل أبو القمصان.. راوي حكايات الشهداء الذي أصبح أحدهم

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

فيصل أبو القمصان.. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح

فيصل عبد الله محمد أبو القمصان، الصحفي الفلسطيني الشاب، الذي طالما حمل الكاميرا والقلم لينقل للعالم مآسي غزة وصمودها، ارتقى شهيدًا، ليلتحق بمن كتب عنهم، ويصبح أحد عناوين الكلمة الحرة والضمير الإنساني.

ولد فيصل في 4 أغسطس 1997 في المملكة العربية السعودية، ثم عاد مع عائلته إلى قطاع غزة، حيث نشأ وترعرع في مخيم النصيرات، وأكمل دراسته حتى التحق بقسم الصحافة والإعلام بجامعة الإسراء، ثم تخصّص في العلاقات العامة بكلية مجتمع الأقصى.

زوج وأب.. وحكاية لم تكتمل

كان فيصل زوجًا محبًا وأبًا حنونًا لطفلين: جنى والقاسم، وكان بانتظار مولوده الثالث حين ارتقى شهيدًا. وبعد استشهاده، وُلد ابنه الذي حمل اسمه “فيصل” تخليدًا لذكراه ومسيرته.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

بدأ فيصل مشواره الإعلامي مراسلاً لإذاعة صوت القدس، ثم انضم إلى قناة القدس اليوم، حيث تميز بمهنيته العالية، وشجاعته في تغطية الأحداث من الخطوط الأمامية، خاصة خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة.

من ذاكرة أحبابه.. نبضٌ لا يغيب

يتحدث ابن عمه زيد أبو القمصان عن فيصل قائلاً:
“كل من عرفه أحبه.. كان خطيبًا مؤثرًا إذا صعد المنبر، يُلامس القلوب بكلماته، ومراسلاً متألقًا محبوبًا بين الناس، أبا القاسم كان حبيبي، وروح قلبي، وريحانة فؤادي”.

ويتابع زيد بحرقة: “قبل استشهاده بأشهر، زرنا معًا قبر شقيقي عبد الحميد، ولم نعلم أن الأقدار ستجمعهما في ذات القبر بمخيم النصيرات”.

وداع الكلمة الحرة

في 26 ديسمبر 2024، ارتقى فيصل شهيدًا إلى جانب أربعة من زملائه الصحفيين: فادي حسونة، إبراهيم الشيخ علي، محمد اللدعة، وأيمن الجدي، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال سيارة البث التي كانت تقلهم أمام مستشفى العودة وسط قطاع غزة.

حزن لا يزول

قالت عائلته: “كان فيصل روحنا، لا زلنا نراه في كل زاوية من البيت، في صوته، وضحكته، وكلماته. سلام على من عاش حرًا ورحل شهيدًا، رحمك الله يا من كنت النور في أيامنا، لن ننساك أبدًا، ونسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته”.

إرث خالد

غاب الجسد، لكن الرسالة بقيت.
ترك فيصل خلفه أبناءً يحملون اسمه، وكلمات ستظل شاهدة على نُبل رسالته، ووطنًا يفتخر بأن أحد أبنائه خطّ بدمه سطور الحقيقة والكرامة.

فيصل لم يكن مجرد صحفي؛ بل كان عين غزة التي تنقل الألم وتوثّق الحقيقة وسط الركام. في النهاية، كتب اسمه بدمه على لائحة الشرف الإعلامي، كأحد شهداء الكلمة والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى