في الذكرى الـ58 لنكسة حزيران.. جراح الماضي تتجدد على وقع الحرب المستمرة في غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في الذكرى الـ58 لنكسة حزيران,,, يصادف اليوم، الخميس الخامس من حزيران/يونيو، الذكرى الـ58 لنكسة عام 1967، التي شهدت فيها الأمة العربية واحدة من أكبر الهزائم العسكرية، وأسفرت عن استكمال الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، إلى جانب احتلال الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية.
تأتي الذكرى هذا العام بينما تتواصل حرب الإبادة في قطاع غزة، والعدوان على الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في مشهد يبدو كامتداد متواصل لنكبة 1948 ونكسة 1967، من حيث الجرائم والانتهاكات والتهجير القسري.
نكسة 67: احتلال الأرض وفرض الهيمنة
في صبيحة الخامس من حزيران عام 1967، شنت إسرائيل هجومًا جويًا مباغتًا استهدف المطارات العسكرية في مصر وسوريا والأردن، مما منحها تفوقًا جوياً مكنها من فرض سيطرتها خلال أيام معدودة على مساحات شاسعة من الأراضي العربية.
وبين 5 و10 حزيران، تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان، رغم صدور قرار أممي لوقف إطلاق النار. وقد ترافق ذلك مع تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير قرى بأكملها، ونهب الموارد، ولا سيما المائية منها في الضفة الغربية.
نتائج الحرب: قرار 242 وبداية التهجير والاحتلال المباشر
أسفرت الحرب عن استشهاد ما بين 15,000 إلى 25,000 عربي، مقابل مقتل نحو 800 إسرائيلي، وتدمير معظم العتاد العسكري للجيوش العربية. صدر عن مجلس الأمن القرار رقم 242 الذي طالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، لكنه لم يُنفذ. وأطلقت “قمة الخرطوم” بعدها شعار “اللاءات الثلاث”: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع إسرائيل.
كما أدت النكسة إلى تصاعد حركات المقاومة الفلسطينية، إذ برزت ظاهرة الفدائيين ضد الاحتلال، في ظل سياسات القمع والإبعاد، وفرض الحكم العسكري على السكان الفلسطينيين.
السيطرة القانونية والعسكرية على حياة الفلسطينيين
بعد الحرب، فرضت إسرائيل قوانين عسكرية ألغت القوانين المحلية السابقة، واحتفظت المحاكم واللجان العسكرية بسلطة شبه مطلقة على مناحي الحياة في الأراضي المحتلة، بما فيها القضايا الجنائية والمدنية، ومنازعات الأراضي، وقضايا الضرائب، ومصادر المياه.
ورغم التزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي، رفضت إسرائيل تطبيق اتفاقيات جنيف، ولم تعترف بالأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب، بل حاكمتهم كمجرمين في محاكم عسكرية تفتقر لأبسط ضمانات العدالة.
في الذكرى الـ58 لنكسة حزيران
النكسة مستمرة… في غزة والضفة
تُستحضر الذكرى هذا العام في ظل استمرار المجازر اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أسفرت الغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد 54,607 مواطنًا، وإصابة 125,341 آخرين، في حصيلة غير نهائية، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
كما يتواصل العدوان على الضفة الغربية بما فيها القدس، عبر الاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأراضي، لتؤكد إسرائيل من جديد استمرار سياساتها التوسعية، ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية وحقوق الإنسان.