في رام الله وجنين ونابلس.. الضفة تودّع شهداءها

الخامسة للأنباء – رام الله:
شيع المواطنون في مدينتي رام الله والبيرة، اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد مهدي سمير بيادسة، الذي استُشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين، قرب حاجز رنتيس العسكري غرب رام الله.
وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي برام الله، ومنه إلى منزل الشهيد وسط مدينة رام الله حيث ألقى عليه ذووه نظرة الوداع، ثم نُقل إلى مسجد العين في البيرة للصلاة عليه قبل مواراته الثرى في مقبرة البيرة الجديدة.
وشارك في الجنازة عشرات المواطنين وذوو الشهيد بيادسة، الذين قدموا من مخيم جنين ومن مخيم الفارعة بطوباس، حيث كان يقطن الشهيد قبل أن ينتقل مع والدته للسكن في رام الله بعد وفاة والده.
وواصلت قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد بيادسة على مدار 11 يوماً، إلى أن سلمته إلى ذويه، مساء أمس الثلاثاء.
وقالت والدة الشهيد منال ناطور، إن العائلة لم تحصل بعد على معلومة دقيقة وواضحة حول ظروف استشهاد نجلها.
وأوضحت: “تفاجأنا بخبر استشهاد مهدي من خلال وسائل التواصل، وكان هناك العديد من الروايات حول ظروف ارتقائه برصاص قوات الاحتلال”.
وارتقى الشهيد مهدي بيادسة (29 عاماً) صبيحة يوم الجمعة، التاسع من حزيران/ يونيو، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه قرب حاجز رنتيس العسكري غرب رام الله.
وادعى جيش الاحتلال في حينه، أن جندياً أطلق النار على فلسطيني بعد عراك نشب بينهما، عندما تم توقيف مركبة على حاجز رنتيس.
وزعم الاحتلال أن الشهيد طعن الجندي وحاول الاستيلاء على سلاحه، بعد إخضاعه للتفتيش الجسدي.
أهالي جنين يشيعون جثماني الشهيدين سنان والطفلة نغنغية في جنين..
وشيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في جنين ومخيمها، اليوم الأربعاء، جثماني الشهيدين ناصر صالح سنان (55 عاما)، من جنين، والطفلة الطالبة سديل غسان نغنغية تركمان (15 عاما)، من مخيم جنين، اللذين ارتقيا متأثرين بجروحهما التي أصيبا بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، بمسيرة حاشدة، ردد خلالها المشاركون الهتافات المنددة بالاحتلال وسياساته الإجرامية وعدوانه المستمر على شعبنا، خاصة في جنين، ومخيمها، وقراها، وبلداتها.
وتوجه موكب التشييع نحو منزلي الشهيدين، حيث ألقت عائلاتهما ومحبوهما نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما الطاهرين، ومن ثم نُقلا إلى المسجدين الكبيرين في المدينة والمخيم، وتمت تأدية صلاة الجنازة عليهما قبل مواراتهما الثرى في المقبرتين.
وتقدم مسيرة تشييع الطفلة الطالبة نغنغية في المخيم طالبات المدرسة وزميلاتها في مقاعد الدراسة، حاملات جثمانها الطاهر على الأكتاف، حيث وُضع عليها الزي المدرسي.
وطافت الطالبات بجثمان سديل في شوارع المخيم، وسط حزن كبير، مرددات الهتافات الغاضبة، والمنددة باستهداف الأطفال وطلبة المدارس، داعيات إلى تشكيل لجنة دولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق أبناء شعبنا.
وأكد متحدثون خلال مراسم التشييع، أن إرهاب الاحتلال وجرائمه، لن تثني شعبنا عن الاستمرار في نضاله، مشددين على الوحدة الوطنية وترسيخها على أرض الواقع.
وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب شعبنا الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر، وعمليات تصفية وإعدام، داعين إلى تعزيز الوحدة الوطنية، باعتبارها السلاح لمواجهة الاحتلال.
وحمّل ذوو الشهيدين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي طالت الأبرياء وهم داخل منازلهم.
وكان الشهيد سنان استُشهد متأثرا بجروحه التي أصيب بها بينما كان في ساحة منزله في 22 أيار/ مايو من الشهر الماضي، فيما أعلن الأطباء عن استشهاد الطفلة تركمان متأثرة بجروح أصيبت بها في الرأس خلال عدوان الاحتلال الأخير على جنين ومخيمها.
نابلس تودّع شهدائها..
شيعت جماهير شعبنا في محافظة نابلس، اليوم الأربعاء، جثماني الشهيدين محمد جمال حشاش وعلاء مهدي الفالح، إلى مثواهما الأخير في مخيم بلاطة شرقا.
وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من مستشفى رفيديا الحكومي باتجاه ميدان الشهداء، ومن ثم إلى مخيم بلاطة، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما بمنزلي عائلتيهما، قبل أن يصلى عليهما بمسجد عباد الرحمن، ثم ووريا الثرى بمقبرة الشهداء بالمخيم.
وكان الشهيدان حشاش والفالح البالغان من العمر (17 عاما) ارتقيا متأثرين بإصابتهما إثر انفجار وقع في المخيم فجر اليوم.