في ظل المتغيرات.. هل نحن قريبون من اتمام صفقة تبادل للأسرى ووقف لاطلاق النار بغزة؟

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي/ أحمد سلامة 

شهدت الأيام والساعات القريبة الماضية زيادة في الضغط الدولي على اسرائيل للتوجه لوقف اطلاق النار والمضي قدما لاتمام صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية؛ في أعقاب تزايد حجم تأثير صور معاناة سكان قطاع غزة وزيادة أعداد الشهداء على الرأي العام العالمي وخاصة في أوروبا على حكومات هذه الدول..

وعلى الصعيد الميداني، فالوضع على الأرض يشهد تصعيدا من قبل جيش الاحتلال خاصة على محور التقدم جنوب غرب مدينة غزة من خلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي واعتقال المئات من المواطنين ومن تزعم بأنهم مطلوبين وقتل مئات اخرين، وبتقديرنا أن هذا الأمر يشكل ضغطا من جيش الاحتلال على المقاومة وحركة حماس من أجل انتزاع أوراق قوة لصالحه خلال المفاوضات الجارية في الدوحة بين الجانبين؛ لذلك يؤخر الاحتلال ويستمر في المماطلة باجراء صفقة التبادل ويستمر بالقتال لاظهار القوة..

أما بقية محاور القتال فتراوح مكانها دون أي تقدم لجيش الاحتلال في ظل حالة الارهاق الكبير للقوات المقاتلة على الأرض والتي وصل مدة قتال بعضها لأكثر من ٣ اشهر مثل الفرقة ٩٨ المتواجدة بخانيونس والفرقتين ١٦٢ و٩٩ المتواجدتين في غزة وعلى الحد الفاصل بين شمال وجنوب القطاع.. وبخصوص عملية عسكرية في مدينة رفح فمن المتوقع أن يؤخر الاحتلال توقيتها للنظر في نتائج المفاوضات الجارية في قطر..

وعلى الصعيد العربي فالقمة السداسية العربية بحضور وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكين تدل على وجود توجه أمريكي وعربي مشترك لضرورة التوصل لصفقة تبادل للأسرى في ظل حديث عن جسر الهوة بين اسرائيل والمقاومة بمفاوضات الدوحة وحديث بلينكين عن قرب التوصل لاتفاق تبادل…

أما على الصعيد السياسي الاسرائيلي، فيشهد هذه الأيام حالة من الاضطراب خاصة بين رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو والنائب جدعون ساعر المنشق عن حزب المعسكر بزعامة بيني غانتس، حيث يطالب ساعر نتنياهو بضمه لمجلس الحرب الاسرائيلي مقابل مطالبة سموتريتش وبن غفير بذات الطلب؛ وهو ما قد يؤدي لاتخاذ نتنياهو قرارا حاسما بحل كابينت الحرب وهو ما يعني التوجه لصفقة تبادل مع حركة حماس التي بتقديرنا ستكون خلال الاسبوعين القادمين على أبعد الحدود.. والله أعلى وأعلم…