الرئيسيةتقارير

في يوم الأسير الفلسطيني..
حرمان وقهر وقمع لأكثر من 4900 يقبعون خلف القضبان

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء -تقرير خاص| محمد وشاح :

حينما نتحدث عن أسرانا العظماء تعجز كلماتنا عن وصف صمودهم الأسطوري خلف عتمة السجون،وخلف القضبان الفولاذية ونتساءل كيف يمكن لنا أن نكرم هؤلاء الرجال الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل حرية الوطن المغتصب، وكيف نحيي صبرهم، وكيف نتحدث عن إرادتهم الكبيرة في تحدي السجن وسطوة السجان.

يُحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني، في 17 نيسان/أبريل من كل سنة، لتذكير العالم بمعاناة الأسرى والظلم الممنهج الذي يتعرضون له يومياً، حيث يتعرض الأسرى لسياسة قمع واستبداد من قبل الإحتلال المستمر منذ عقود من الزمن.

لماذا سُمي بـ «يوم الأسير الفلسطيني» ؟

بدأ الفلسطينيون الإحتفال بيوم الأسير الفلسطيني، في العام 1974، وذلك لإظهار معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحشد المجتمع الدولي لمناصرتهم في قضيتهم العادلة.

حيث أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني يوم السابع عشر من نيسان/أبريل من كل عام يوماً وطنياً للأسير الفلسطيني، يُحييه الفلسطينيون في جميع أماكن وجودهم في الوطن والشتات.

ويتم تنظيم مسيرات و فعاليات تضامنية في فلسطين والعالم، لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وتقام محاضرات وندوات لتسليط الضوء على معاناتهم وحقوقهم المنتهكة.

ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ظروف مؤلمة، حيث يتعرضون للتعذيب والاعتقال التعسفي، ويتم منعهم من ممارسة حقوقهم الأساسية كالتعليم، والصحة وغيرها وتنتهك حقوقهم أمام العالم بأسره ولاَ يُحَرِّكُ سَاكِناً.

الأسرى في أرقام

بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينين في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو (4900) أسيراً ، حتّى منتصف شهر أبريل 2023، من بينهم (29) أسيرة ونحو (170) قاصرًا موزعين على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون).

كما بلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن مدى الحياة 554 أسيراً، إضافة لوجود( 5) من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في الأسر.

وبلغ أيضاً عدد أسرى قطاع غزة (200) أسيراً ، والقدس المحتلة (400)، والداخل الفلسطيني المحتل (150) أسيراً، ووصل عدد الأسرى القدامى قبل إتفاقية أوسلو (23) بالاضافة ل(40) أسيراً قضوا أكثر من 25 عاماَ وفق احصائية مؤسسة الضمير حتى منتصف أبريل 2023

الشهداء الأسرى

إرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في فلسطين إلى (234) شهيداً، وذلك منذ عام 1967، منهم 74 استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.

ومن بين الشهداء 75 أسيرًا استشهدوا نتيجة القتل المتعمد، و73 جراء التعذيب، و7 بعد إطلاق النار عليهم، و71 نتيجة سياسة الإهمال الطبي.

وتحتجر سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثامين عدد من الأسرى الذين استشهدوا في سجونها، كان آخرهم الشهيد ناصر أبو حميد.

إعتقالات «إدارية» بلا لوائح إتهام

تواصل سلطات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، دون تقديمهم للمحاكمة، وبدون الإفصاح عن التهم الموجهة إليهم؛ وبدون السماح لهم أو لمحاميهم بمعاينة المواد الخاصة بالأدلة، فقد وصل عدد الأسرى الإداريين حتى منتصف أبريل الجاري إلى (1020)، لتكون إسرائيل هي الجهة الوحيدة في العالم التي تمارس هذه السياسة.

وتزعم سلطات الاحتلال أن المعتقلين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا؛ فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.

وغالبًا ما يتعرض الأسير الإداري لتجديد مدة الإعتقال أكثر من مرة؛ وقد تصل أحيانًا إلى سنة كاملة، لدرجة أن هناك من قضى أكثر من أربع سنوات رهن الإعتقال الإداري.

تنكيلٌ مُستمر وأوضاع صحية حرجة

يعيش الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال أوضاعاً صحية غاية الصعوبة؛ فهم يتعرضون لكل أساليب التعذيب سواءً كان نفسياً أو جسدياً والتي تهدف إلى إضعاف عزيمتهم.

وتعتبر أساليب إضعاف الإرادة والجسد قاسية للغاية، متبعة في دولة الكيان الصهيوني؛ إذ يشرع نظامها السياسي والقضائي التعذيب والضغط النفسي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم ضارباً بعرض الحائط المعاهدات والمواثيق الدولية.

ومن خلال متابعة الوضع الصحي للأسرى الأبطال، اتضح أن مستوى العناية الصحية بالأسرى سيء للغاية؛ فهو معدوم بدليل الشهادات التي يدلي بها الأسرى، وارتقاء الشهداء منهم، وازدياد عدد المرضى منهم، وبشكل متصاعد.

ووفق آخر الإحصائيات الفلسطينية الرسمية، فقد بلغ عدد الأسرى المرضى المحتجزين داخل سجون الاحتلال، أكثر من 600 أسير يواجهون أوضاعاً صحية غاية في الصعوبة، من بينهم 200 أسير وأسيرة يعانون أمراض مزمنة، و24 أسيرًا على الأقل مصابون بالأورام والسّرطان بدرجات متفاوتة، و6 أسرى مقعدين، و33 يعانون أمراض في العيون، و34 أمراض في الكلى، و120 أسيراً مصاباً برصاص جيش الاحتلال، و58 أسيراً يشتكون من أمراض القلب، و 16 يشتكون أمراض في الدم والأوعية الدموية، و79 أمراض في العظام، و45 يعانون من أمراض نفسية وأعصاب، و27 يعانون من مشاكل تنفسية، بالإضافة إلى العشرات ممن يعانون من مشاكل بالأسنان، وأمراض أخرى مزمنة كالسكري، والضغط.

نحو 40 أسيرًا في العزل الإنفراديّ

سياسة العزل الإنفراديّ الممنهجة تُشكّل إحدى أقسى، وأخطر أنواع الانتهاكات التي تُنفّذها إدارة سّجون الاحتلال الصهيونية، والتي تهدف من خلالها إلى إغتيال الأسير جسديًا ونفسيًا، من خلال احتجازه لفترات طويلة بشكل منفرد، وعزله في زنازين لا تصلح للعيش، وخلال فترة العزل يفقد الأسير شعوره بالزمن، ولا يسمح له بالخروج إلى الساحة والتي تعرف بـ”الفورة” إلى جانب رفاقه الأسرى، بل يخرج إليها وحيدًا.

وتستخدم أجهزة إدارة سجون الاحتلال سياسة العزل الإنفراديّ في بداية الاعتقال، والتّحقيق كإحدى أبرز الأدوات التّنكيلية الممنهجة.

ومازالت معاناة الأسرى تتفاقم والقمع يتزايد دون أي رادع ولا أي تدخلات حقوقية ،سجون تديرها عصابات تفعل ما تشاء وتحرم الأسرى من أبسط حقوقهم المسلوبة، وبين انتظار السنوات بين الجدران وخلف القضبان يبقى الأمل معقوداً على الحرية والتحرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى