قنابل عنقودية.. إيران تفاجئ إسرائيل بصواريخ غير مسبوقة وسط تل أبيب
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تواصلت تداعيات الضربات الصاروخية الإيرانية على مناطق وسط فلسطين المحتلة، حيث برزت مؤشرات متصاعدة على فشل المنظومة الإسرائيلية في التصدي لهجمات توصف بأنها الأكثر دقة وتدميرًا منذ بدء التصعيد. ففي تطور نوعي، كشفت إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم عن صاروخ جديد استهدف منطقة “تل أبيب الكبرى”، يحتوي على رأس حربي مركّب من قنابل صغيرة أو ما يُشتبه بأنها ذخيرة عنقودية، انفجرت وانتشرت في محيط واسع، ما أدى إلى إصابات وأضرار متفرقة في عدة مواقع.
وأوضحت الإذاعة أن سلاح الجو الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية باشرا تحقيقًا فوريًا في طبيعة الصاروخ، الذي يُعتبر الأول من نوعه في هذه الحرب، ويُرجّح أن يكون مزوّدًا برأس قتالي ينشطر إلى شظايا تنفجر عند أو بعد الاصطدام، وهو ما يفسر نطاق الأضرار الكبير.
وفي مشهد وصفته القنوات العبرية بـ”الصادم”، أفاد مراسل قناة “كان” خلال تغطيته من مدينة “حولون” جنوب تل أبيب بأن موقع سقوط أحد الصواريخ “مدمّر بالكامل”، مشيرًا إلى دمار هائل في الأبنية والبنى التحتية، مضيفًا: “هذا جنون، الطوب والخرسانة متناثرة، لا يوجد شيء سليم”.
كما سُجلت أضرار في “رمات غان”، حيث أغلقت الشرطة أحد الشوارع خشية انهيار مبنى متضرر. أما في تل أبيب، فأكّد قائد منطقة شرطة “أيالون” أن طواقم الأمن والإغاثة تواصل العمل في مناطق تعرضت لدمار كبير، بينما اشتعل حريق ضخم في منزل الوزير السابق داني نافيه نتيجة إصابة مباشرة.
وفي الجنوب، وتحديدًا بئر السبع، أفادت القناة 12 العبرية أن أحد الصواريخ الإيرانية كان مزودًا برأس حربي يزن نصف طن، ما أدى إلى دمار واسع في المنطقة المستهدفة.
ووفق آخر الإحصائيات العبرية، ارتفع عدد المصابين إلى 137 شخصًا، بينهم 11 بحالة حرجة، في حين بلغ عدد القتلى الإسرائيليين منذ بداية الحرب 24 مستوطنًا. كما تم إجلاء نحو 5,000 مستوطن من منازلهم في عدة مناطق نتيجة الخطر الداهم والانهيارات الهيكلية.
وأعلنت حكومة الاحتلال تلقيها أكثر من 25,000 طلب تعويض عن الأضرار، منها أكثر من 20 ألفًا عن خسائر في المباني، و2,087 عن مركبات، بالإضافة إلى أضرار في المحتويات والأجهزة.
وفي السياق، تداولت منصات تابعة للمستوطنين منشورات تحمل نبرة نقد ومرارة، في اعتراف غير مباشر بالفشل الاستخباراتي، قائلة: “الإيرانيون خدعونا خلال اليومين الماضيين، اعتقدنا أن الهجمات توقفت، فعدنا للحياة الطبيعية… وفجأة ضربونا بقوة”.
تشير هذه التطورات إلى تحول مهم في ميزان القوة النارية، وسط تخبط واضح لدى صناع القرار في إسرائيل، وتزايد القناعة بأن “الجبهة الداخلية” أصبحت في مرمى صواريخ دقيقة وغير تقليدية، قد تُغيّر شكل المواجهة في قادم الأيام.