كتاب “لا سلام لفلسطين”.. الحرب الطويلة ضد غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الكتابة عن غزة استدراك دائم، إذ إن “الحرب الطويلة على غزة”، لا تترك كتابة نهائية، وتصبح الكتابة بما فيها الأكاديمية، عملية مستمرة من الاستدراك، وهذا ما ظهر في كتاب هِلغى باومغرتن “لا سلام لفلسطين: الحرب الطويلة على غزة” (صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، من ترجمة محمد أبو زيد)، والذي أنجز في الألمانية ما بعد منتصف عام 2021، واحتاج حتى صدوره مترجمًا إلى خاتمة تحديثية تتناول العدوان الإسرائيلي على غزة في آب/أغسطس 2022، ومقدمة للنسخة العربية تستعرض سريعًا العدوان الإسرائيلي في أيار/مايو 2023، وصفحات إضافية ما قبل المقدمة، تستدرك بشكلٍ موجز العدوان الإسرائيلي المستمر والمفتوح على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أمّا الواقع الذي ينطلق منه الكتاب، هو شبيه للمعاش حاليًا، أي حول “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وتبحث تحديدًا مواقف ألمانيا والنمسا، التي كانت محسومة تجاه إسرائيل “أمّا الناس في قطاع غزة، فقد بدوا كما لو كانوا غير موجودين” (ص 19).
وتشير المؤلفة، في مقدمة كتابها أنه موجه للقارئ المقيم في الفضاء الناطق بالألمانية، إذ إن السياسة الألمانية تحديدًا تقوم على تقديم عرض مشوه للصراع العربي الإسرائيلي، إذ تقوم النخب السياسية بطمس الواقع الحقيقي على الأرض، أو تدركه من وجهة نظر إسرائيلية. كما أن الخطاب المهيمن “مؤلف من سردية تشوه إدراك الوضع أو التطورات الحقيقية على الأرض” (ص 20).
وفي أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر، يمكن تعميم ما سبق على نطاقات أوسع، إذ كما تذكر هِلغى باومغرتن، فإنه يتم تجاهل “الاحتلال القائم بشكلٍ حقيقي”، مشيرةً إلى الرؤية الشمولية التي ترى كل أهالي غزة من “حماس” أو “إرهابيون” أو “إسلاميون متطرفون”، في هذه النقطة توضح المؤلفة الألمانية المقيمة في فلسطين، أنه مع كل حرب أو حدث تؤكد النخب في ألمانيا على “الوقوف بجانب إسرائيل، وتصديها بحزم لكل أشكال العداء للسامية”، مما يؤدي إلى “نوع جديد من العداء للسامية”، قائلةً: “حين يقومون [حكوماتنا ونخبنا]، كما يتبجحون دائمًا، بمحاربة شكل من العنصرية، فهم يطورون شكلًا آخر من أشكال العنصرية، أي رهاب الإسلام” (ص 21).
وعلى مدار الكتاب تعود الكاتبة إلى عوار السياسة الألمانية، إذ تقول: “يتطلب تفسير ملائم للعنف الصادر عن حماس، بالضرورة تحليلًا لسياق العنف الذي تعمل فيه” (ص 122). أمّا عن العنف ضد المدنيين، توضح: “إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل/فلسطين، تعمد النخب في ألمانيا والنمسا إلى انتقاد وشجب ومعاقبة من طرف واحد، عنف الفلسطينيين وحده، فيما لا يُلتف إلى العنف الأكبر الذي لا مثيل له من الاحتلال والذي يتسبب أساسًا بسقوط ضحايا من المدنيين في صفوف الفلسطينيين، أو يُغضّ الطرف عنه بصمت” (ص 122). أي فهم العنف، بوصفه حدثًا معزولًا، عن سياقه أولًا، وبالتالي تقييمه بموجب هوية الفاعل.
جاء الكتاب ما بعد أيار/مايو 2021، التي كانت مدخلًا لاستكشاف تاريخ فلسطين الطويل مع الاستعمار الاستيطاني، ونهاية هبة وحرب بعدها “بقيت غزة محاصرةً، واستمرت الضفة الغربية قابعةً تحت الاحتلال، واحتفظ الفلسطينيون داخل إسرائيل بوضعية مواطنين من الدرجة الثانية” (ص 26)، فيما جاءت المحصلة في مواجهة الفلسطينيين “إرهاب دولة”، وفي نهايته وضمن سياق تاريخي وشائك ومعقد، قالت هِلغى باومغرتن، إن هذه التطورات قادة غزة إلى “فترة سادها العنف على المستويات جميعها: عنف بنيوي، علاوةً على عنف مفتوح في سلسلة من حروب طوقت بها إسرائيل قطاع غزة والسكان هناك” (ص 32).
المدخل إلى فلسطين: نكبة
بناءً على فهم النكبة، على أساس قراءة السرديات التاريخية وأسماع أصوات فلسطينية، تؤطر الباحثة هِلغى باومغرتن، الحالة الاستعمارية في فلسطين، باعتبارها تقوم على إطار الاستعمار الاستيطاني، والتطهير العرقي، ودولة الفصل العنصري، وللمفارقة فإن أول وصف لها جاء من جنوب أفريقيا العنصرية، إذ قال رئيس وزراء جنوب أفريقيا هندريك فيرورد (1901 – 1966): “إسرائيل، مثل جنوب أفريقيا، دولة فصل عنصري” (ص 47). وكذا توضح في موضع آخر، أن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في أعقاب استكمال احتلال فلسطين، وفرضتها على الضفة الغربية وقطاع غزة، كانت مشابهة لسنوات الحكم العسكري الذي فرض ما بين الأعوام 1948-1966 (ص 63).
ومع سرد موجز لـ”التشظي” الفلسطيني في أعقاب النكبة، فإن خلاصة هِلغى، تقول: “عاش الفلسطينيون بعد عام 1948 حياة من دون أي حرية، بغض النظر عن مكان وجودهم… وجرت المحاولة بوسائل شتى لمحو هويتهم وإنزال مكانتهم إلى لاجئين مجهولين وبلا حقوق” (ص 54). ولا تغفل الباحثة، انعكاس النكبة السياسي، التي ساهمت في انبعاث الشعب الفلسطيني و”انتهاج مقاومة مستمرة ضد الحياة التي فُرضت عليهم”، ومحاولة التنظيم السياسية مجددًا.
وفي اتصال مع النقاش السياسي الدائر اليوم، تلفت هِلغى باومغرتن النظر إلى أن الرواية السائدة في ألمانيا حتى الآن عن النكبة التي كشفت من خلال أبحاث متخصصين فلسطينيين وإسرائيليين والتي كانت سائدة في إسرائيل حتى الثمانينات، هي: أن “الشعب الفلسطيني ترك مدنه وقراه؛ لأن القيادات العسكرية والسياسية العربية أمرتهم بذلك. فقد أراد هؤلاء أن يشنوا حرب إبادة نظامية ضد إسرائيل، وأن يُلقوا باليهود جميعهم في البحر وأن يدمروا دولتهم، كي يعيدوا الفلسطينيين بعد ذلك إلى ديارهم” (ص 42)، موضحةً أن هذه الرواية ما تزال فاعلة في ألمانيا.
عن الفاعلية
نظرت هِلغى باومغرتن للفصائل الفلسطينية وتحركها، تقوم على فكرة يعبر عنها المناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي قال: “المضطهِد، وليس المضطهَد، هو الذي يملي دائمًا الشكل الذي يتخذه الكفاح”(ص 57). وعلى هذا الأساس، وبناء على العنف الإسرائيلي، اعتبرت جميع الحركات السياسية الفلسطينية بين عامي 1948 و1967، أن “ما من استراتيجيا قابلة للتصور في مواجهة إسرائيل سوى استراتيجيا العنف المضاد”.
وبناءً على ما سبق، تفهم هِلغى “الكفاح المسلح”، على امتداد سنوات، ولكنها تقدم نقدًا لها، يرتبط تحديدًا في دورها ومدى نقاشها داخل التنظيمات الفلسطينية، وكيفية التعامل معها، وكما ترى في قرار ياسر عرفات المواجهة في معركة الكرامة، باعتباره قرارًا سياسيًا وليس عسكريًا، فإن هذا ينطبق على تصوره عن الكفاح المسلح حتى وفاته، إذ “تمتع في وظيفة تعبوية” أو “أسطورة محركة”[1]، حالت دون نقاش وظيفته التعبوية السياسية أو العسكرية (ص 72). مشيرةً إلى أن “نزعة العمل لأجل العمل كانت هي المبدأ الأساسي الأعلى” (ص 73).
وتعود إلى نقد مسار الكفاح المسلح الذي مارسته فصائل منظمة التحرير، بالقول: “كان الكفاح المسلح الذي مارسته فتح واليسار، كما حُوفِظ عليه إلى حينه، على الأقل لفظيًا وكأسطورة محركة، قد فشل من النواحي جميعها” (ص 92)، وهو ما قاد إلى مسار أوسلو. إذ الخلاصة التي وصلتها منظمة التحرير الفلسطينية، أو قيادة التيار السائد فيها، بعد أيلول الأسود وحصار بيروت، أن “الحل لن يوجد إلّا في المناطق المحتلة” (ص 91)، ومن هذا النقطة تحديدًا يمكن فهم مسارات الأرض المحتلة على مدار أكثر من 30 عامًا، والطريق إلى العدوان على غزة والواقع في عموم فلسطين، بما هو نتيجة لمسار منظمة التحرير الفلسطينية، التي فشلت في مهمتها، وتحولت من خلال قيادة تيارها السائد والموجودة حاليًا، إلى عائق أمام تحقيق أهدافها.
وتذكر الباحثة الألمانية في معلومة أساسية، أنه “حتى في وقت تبنت فيه فتح وحماس خيار الكفاح المسلح على النطاق المحلي، في أعقاب الذروة عام 1988، فقد راهنت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعرفات في تونس على المفاوضات”، والأهم من كل ذلك أن “المجتمع الفلسطيني لم يؤدِّ دورًا في كل ذلك وبقي خارجيًا”(ص 110).
ومع ملاحظات الباحثة على “الكفاح المسلح” وطريقة ممارسته من منظمة التحرير، إلّا أنها تضع عدة ملاحظات على اتفاقية أوسلو، أهمها اعتبار رسالة عرفات إلى يتسحاق رابين جزءًا لا يتجزأ من “إعلان المبادئ”، تلك التي ينبذ فيها العنف، وتعلن الاستعداد للعمل كقوة شرطة في خدمة إسرائيل، ومن أجل أمن سلطة الاحتلال، وثانية هي عدم توقف بناء المستوطنات في الضفة طوال سنوات مفاوضات أوسلو (ص 117-118). ويمكن النظر إلى هذه الإشكالية التاريخية، عبر واقع الضفة الغربية اليوم.
أمّا عن ثنائية العنف في فلسطين وتبادل المقاعد على كرسي “الإرهاب”، تشير الباحثة إلى أنه بعد اتفاقية أوسلو “وُصِمت حماس بالإرهاب” أي كبديل عن فتح التي “ظهرت إلى جانب الحكومة الإسرائيلية بوصفها مناضلة من أجل السلام. ومن أجل السلام، هكذا قيل، وبُرر استخدام العنف من أعلى، سواء من إسرائيل أو من السلطة الفلسطينية” (ص 123).
الطريق إلى غزة
يمكن النظر إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية، باعتبارها حدثًا مؤسسًا، ساهم في مسار الأحداث الجارية خلال 30 عامًا بشكلٍ كبير، ويمكن القول إنها كانت بداية “مسار حرب غزة الطويلة”. إذ ورغم الانتفاض الكبير في الضفة الغربية، إلّا أنّ نهاية الانتفاضة كانت قمعًا ساهم في إنتاج واقع الضفة الحالي، ليس بوصفها مكانًا مهادنًا بالضرورة، ولكن بوصفها مكانًا “مستباحًا”، شكل الواقع فيه السلطة الفلسطينية وإسرائيل، عبر عمليات متواصلة من “جز العشب” و”تجريف السياسة”.
وتأتي نقطة الانطلاق الأساسية، بعد سرد فترة أوسلو، من فشل اتفاقية كامب ديفيد، التي توافق فيها إيهود باراك مع بيل كلينتون على ياسر عرفات، وظهرت حينها فكرة “اللا شريك للسلام”. وموضحة أن تلك المفاوضات شهدت وقوف “صمود وتصميم” ياسر عرفات الأول في المفاوضات، كما فشل باراك في حل مشاكله الداخلية. وفي الوقت نفسه، شنت “حملة إعلامية فريدة من نوعها في التاريخ” لتحميل عرفات مسؤولية فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة”، وانتهت في عملية تقويض “شرعية” عرفات التي بلغت ذروتها في عهد أريئيل شارون وجورج بوش الابن.
بناءً على ما سبق، تقول: “بتصديه لإملاءات باراك في كامب ديفيد، عاد عرفات واسترجع دعم المجتمع الفلسطيني. بيد أنه كان عليه -بحسب تأويل رشيد الخالدي- أن يدفع غاليًا ثمن رفض الدور الذي أُسند إليه من إسرائيل في أوسلو، وفي نهاية الأمر دفع حياته” (ص 127).
وتوضح هلغى: “بيد أن نهاية عرفات كانت مرسومة مسبقًا. فقد تدخل الرئيس الأميركي جورج بوش الابن مباشرة في السياسة الفلسطينية وطالب الفلسطينيون بالبحث عن قيادة جديدة: أناشد الشعب الفلسطيني اختيار زعماء جدد لا يسود الإرهاب صفحتهم.. فدولة فلسطينية لن تقوم من خلال الإرهاب”.
وفي متابعة الاقتباس السابق ما يمكن الاستئناس بالطرح الأميركي عن “اليوم التالي” للحرب في غزة، إذ تتابع الباحثة الألمانية، بالقول: “في نهاية الأمر، أراد بوش مع الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية تلقين الفلسطينيين الديمقراطية: ’الولايات المتحدة.. سوف تتعاون مع القيادة الفلسطينية لخلق إطار دستوري جديد وديمقراطية فعّالة للشعب الفلسطيني، إلّا أنه نسي أن يضيف: مع المحافظة -ليس على الأقل بواسطة الولايات المتحدة- على الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان الاستعماري والتطهير العرقي، أي بإيجاز على نظام الفصل العنصري” (ص 134).
ورغم أن “عرفات حاول الشروع في انقلاب إلى الخلف، بعد أن أدرك أن الدخول في مفاوضات أوسلو كان غلطته السياسية الكبرى التي تكاد تكون قد اتخذت بُعدًا تاريخيًا” (ص 136)، إلّا أن مفاعيل أوسلو حاضرة حتى اليوم، فقد نجح عرفات بداية في التغلب على قيادات الداخل الفلسطيني بوصفه “زعيمًا للأبوية” مقابل “ديمقراطية قاعدية”، كما أنه “لا يزال التعاون الأمني الذي أُقر في أوسلو يثقل كاهل المجتمع الفلسطيني حتى يومنا هذا. إذ تحولت القيادة الفلسطينية -كما يُفسر نصًا- إلى شرطي في خدمة الاحتلال” (ص 136).
كانت الانتفاضة الثانية، الحدث المؤسس في السنوات الفلسطينية والعربية التالية، وبينما جاء في نهايتها تجريف بنى التنظيمات الفلسطينية ما بعد عام 2006 وفوز حركة حماس في الانتخابات، التي انتهت بتولي حماس السلطة عام 2007، وانقسام سياسي في التصورات والرؤى، وانعكس على الواقع الذي تشكل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الحروب تجتمع
تشدد الباحثة الألمانية على اختلافات حاسمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تعود إلى سلطات الحكم، إذ تقول: “في رام الله يتعاون الرئيس عباس باستمرار مع إسرائيل والولايات المتحدة.. على النقيض من ذلك، شكلت حماس الحكومة في قطاع غزة، الذي تصفه إسرائيل بـ’كيان معادٍ’، لذلك هو محاصر الكامل خارجيًا من الجيش الإسرائيلي. ولتحقيق تغيير أيًا كان في هذا الوضع الذي لا يُحتمل، لا ترى حماس بديلًا آخر سوى المقاومة، سواء أكانت جماهيرية مثل مسيرات العودة، أم مقاومة مسلحة” (ص 155).
وبينما فُهم حدث 7 تشرين الأول/أكتوبر، بشكلٍ معزول عن سياقه، فإنه له سياق طويل، إذ تعدد هلغى باومغرتن الحرب على غزة، التي كانت كل واحدة منها أكثر قوة ودمارها أكثر هولًا وتأثيرها على أهالي غزة أكثر كارثية. وتضيف باومغرتن: “بوصف كامل قطاع غزة كيانًا معاديًا في 19 أيلول/سبتمبر 2007، ترى إسرائيل، على ما يبدو، أنه يحق لها شن حرب في أي وقت وكما يحلو لها” (ص 157). وكله بناءً على عدم امتلاك إسرائيل استراتيجية سواء سياسية أو عسكرية، إلّا الحرب. وهي حرب طويلة ومستمرة منذ عام 2006 ضد المجتمع الفلسطيني.
وعند مراجعة حروب 2008-2009 و2012 و2014 على قطاع غزة، ذكر كتاب “لا سلام لفلسطين”، بقصف المستشفيات وتقليص وجود المواد الغذائية إلى حدها الأدنى، بالإضافة إلى قصف طواقم الأونروا، وتهجير نصف مليون خلال الحرب على نحو مؤقت. ما سبق وكأنه مشهد من يوم في عدوان إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي تعليقها على تلك الحرب، قالت الباحثة الألمانية: “بقيت الحدود مع قطاع غزة مغلقة والحصار لم يُرفع. والحرب التالية كانت متوقَّعة”.
ولم تمر حكومة إسرائيلية دون الهجوم على قطاع غزة، وبينما حصل تبديل في السنوات 14 الماضية، بوصول نفتالي بينيت ويائير لابيد إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فإن “العنف العسكري بقي اللغة الوحيدة التي يكون المرء مستعدًا للتواصل بواسطتها مع غزة” (ص 193).
وخلاصة الكتاب، الذي كُتب ونشر لأول مرة قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023، جاء: “إسرائيل في الحصيلة لم تحقق شيئًا سوى تدمير كل حياة تستحق العيش في غزة. ويبدو أن الناس حين لا تكون حياتهم جديرة بأن تعاش، يكونون مستعدين لكل تضحيات أخرى، كي يغيروا بالذات هذا الوضع تغييرًا جوهريًا” (ص 196).