تقاريرثابت

للعام الثالث على التوالي.. أكثر من 660 ألف طفل في غزة بلا مدارس وسط تحذيرات من “جيل ضائع”

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

660 ألف طفل في غزة بلا مدارس.. تقرير خاص إعداد: سهر دهليز

في الوقت الذي فتحت فيه المدارس أبوابها في الضفة الغربية، لا يزال أكثر من 660 ألف طفل في قطاع غزة محرومين من حقهم الأساسي في التعليم.

للعام الثالث على التوالي، بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة وتداعياتها الكارثية على البنية التحتية التعليمية.

في غزة، حيث الدمار والدموع بدل الأجراس والحقائب المدرسية، لا يجد الأطفال طريقهم إلى مقاعد الدراسة. بل إلى مراكز الإيواء والمستشفيات أو حتى المقابر. مدارس تحوّلت إلى ملاجئ للنازحين أو ركام بفعل القصف، ومعلمون قُتلوا أو شُرّدوا. وواقع إنساني وتعليمي لم يشهد له مثيل.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). أكدت أنّ أكثر من 75% من مدارسها في قطاع غزة غير صالحة للتدريس، إما بسبب الضرر أو لاستخدامها كملاجئ. محذّرة من انهيار المنظومة التعليمية بالكامل، وسط عجز تام عن توفير بدائل مناسبة في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال المواد والمستلزمات.

وأشارت الأونروا إلى استُشهاد أكثر من 17 ألف طالب مدرسي وألف و261 طالباً جامعياً. إلى جانب مئات من الطواقم، وأن الأطفال في غزة يعيشون واحدة من أحلك الأزمات الإنسانية في العالم. الحرب ليست فقط على البشر بل على مستقبل جيل كامل.

مبادرات أممية محدودة لا تسد الفجوة

رغم الجهود الدولية، تبقى المبادرات خجولة مقارنة بحجم الأزمة. فقد أطلقت وكالة “أونروا” برنامج “العودة إلى التعلم” في نحو 397 مركزاً تعليمياً مؤقتاً. لكنه لم يشمل سوى 50 ألف طفل، أي أقل من 10% من إجمالي الطلبة المسجلين لديها.

كما فعّلت برنامج تعليم عن بُعد وصل إلى نحو 277 ألف طالب. إلا أن الانقطاع المستمر للكهرباء والإنترنت جعل فعاليته شبه معدومة.

وقالت روزاليا بولين، المتحدثة باسم اليونيسف، عقب زيارتها للقطاع:

“لا ينبغي لأي طفل أن يختار بين المخاطرة بحياته للحصول على طعام أو الموت جوعاً.”

أزمة مركبة: التعليم تحت وطأة الجوع

لا تقف معاناة الأطفال عند حدّ الحرمان من التعليم، بل تمتد إلى أزمة غذاء حادة. ففي يوليو 2025. كشفت اليونيسف أن وفيات الأطفال جراء سوء التغذية ارتفعت بنسبة 54% بين أبريل ويوليو. محذّرة من أن “مئات الآلاف من الأطفال يعيشون على حافة المجاعة”.

وصرّحت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل.: “جيل كامل من أطفال غزة مهدد بالضياع، ليس فقط بفقدان الحياة، بل بفقدان الحق في التعلم والنمو.

الضفة الغربية: تعليم تحت النار

رغم افتتاح العام الدراسي في الضفة الغربية، فإن المشهد التعليمي يبقى مثقلاً بالتهديدات والمعاناة. فقد أعلن الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي، صادق الخضور. تأجيل بدء العام الدراسي 2025/2026 إلى يوم الاثنين 8 سبتمبر 2025. باستثناء مدارس القدس التي ستبدأ دوامها في 1 سبتمبر. موضحًا أن القرار جاء نتيجة استمرار الأزمة المالية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية، مما أثّر على جاهزية المدارس.

<p>وفي ظل هذا التأجيل، يبقى التعليم في الضفة الغربية تحت النار. حيث استُشهد أكثر من 140 طالبًا، واعتُقل المئات من الطلبة والمعلمين منذ بدء العدوان، وفقًا لوزارة التربية والتعليم. كما أدت الاقتحامات والعمليات العسكرية إلى تهجير أكثر من 22 ألف فلسطيني من مخيمي طولكرم ونور شمس. بينهم آلاف الطلبة الذين حُرموا من مواصلة تعليمهم.

660 ألف طفل في غزة بلا مدارس

تحذيرات من “جيل ضائع”

وصف خبراء أمميون استهداف المدارس في غزة بأنه “جريمة حرب وهجوم مباشر على الأطفال”. بينما كشفت دراسة مشتركة بين جامعة كامبريدج وأونروا. أن الحرب قد تؤخر التحصيل التعليمي للأطفال في غزة بين سنتين إلى خمس سنوات، ما ينذر بظهور جيل كامل بلا تعليم فعلي.

يواجه أطفال فلسطين واحدة من أخطر الأزمات التعليمية في العالم. بعدما بات حقهم في التعلم رفاهية مفقودة وسط حرب تستهدف حياتهم ومستقبلهم. ومع تحذيرات أممية من “جيل ضائع”، يُترك أطفال غزة لمصير قاتم تُغتال فيه الطفولة وتُدفن الأحلام تحت أنقاض الصمت الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى