لماذا تناقصت أعداد الصواريخ الإيرانية على إسرائيل منذ اليوم الخامس للحرب؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

ما تزال إيران تهدّد بإطلاق صواريخ خطيرة كما وكيفا نحو إسرائيل ومن جهته قال مستشار الأمن القومي للأخيرة تساحي هنغبي أمس إن إيران ما زالت تحتفظ بآلاف الصواريخ العابرة للقارات (الباليستية) فلماذا إذن تراجع تعدادها منذ يومها الخامس الثلاثاء، حيث بات العدد يقتصر على عشرات قليلة فقط؟.
من غير المستبعد أن يكون تراجع العدد هو نتيجة الضربات الجوية المكثفة والعنيفة وبمساعدة تكنولوجية واستخباراتية أمريكية وغربية قد نجحت في تدمير نحو نصف من منصات الصواريخ في إيران، كما فاخر بعض المسؤولين الإسرائيليين.
في مثل هذه الحالة تضطر إيران للاكتفاء بأعداد قليلة تطلق بشكل متناثر على البلاد بطولها وعرضها مما يتيح منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية عندئذ من تحييد معظمها تقريبا بعكس ما كان في الأيام الأولى عندما اضطربت هذه المنظومة بسبب كثرة الصواريخ المتساقطة في ذات اللحظات مما أدى لسقوط قسم منها والتسبب بدمار ورعب وقتلى وجرحى وإصابة منشآت استراتيجية مثل مصفاة النفط في حيفا وتعطيلها بالكامل، وبمعهد الدراسات العلمية في رحوفوت (معهد وايزمن) وإلحاق أضرار فادحة جدا فيه.
روسيا والصين وباكستان
مثلما أنه من غير المستبعد أن إيران لم تتلق بعد مساعدات على شكل صواريخ وبطاريات صواريخ من روسيا والصين وباكستان التي تكتفي حتى الآن بأقوال دون أفعال على أرض الواقع رغم أن سقوط إيران يعني خسارة استراتيجية لكل من هذه الدول ويبدو أن روسيا بالذات أقل قدرات مما تزعم أو من صورتها في الذهنية العامة وسقوط حليفها بشار الأسد في سوريا وفشلها في إنهاء حربها مع أكرانيا من الأدلة على ذلك.
وهذا الوضع الراهن من هذه الناحية يدفع طهران للالتزام أكثر بسياسة “الصبر الاستراتيجي” والاقتصاد في الصواريخ من منطلق الفهم وربما الرغبة أن الحرب ستطول وأنه لابد من جعلها حرب استنزاف لردع إسرائيل عن المضي فيها. في المقابل ربما تكون كمية الصواريخ المخبئة في مخازن آمنة متوفرة في إيران غير أنها وأمام تهديدات متصاعدة متكررّة من قبل الرئيس الأمريكي بالانضمام للحرب الإسرائيلية عليها طمعا بالمشاركة في “صورة انتصار” وركوب موجة إسرائيلية تبدو عالية الآن، من المرجح أيضا أن طهران وجدت من المناسب الاستنكاف عن استخدام ما لديها من ذخائر صاروخية لاستبعاد تدخل ترامب مباشرة بالهجوم… وتحاشيا للاصطدام بالوحش العسكري الأمريكي فالنتائج المدمرة في العمق الإسرائيلي من شأنها ترجيح كفة الجهات الأمريكية الداعية للانضمام للحرب. ربما تكون هذه هي نتيجة العقلية الإيرانية الجامعة للمبدئية والبراغماتية في سياساتها وتوجهاتها الخارجية مع العلم أن هذه لن تكفل تحييد الولايات المتحدة كما حصل مع حزب الله يوم لم يسعفه تعّقله في البدايات رغم الاغتيالات بالجملة للقيادات السياسية والعسكرية دون فرق ورغم الهجمات الإسرائيلية العنيفة في بيروت.
تفسير إسرائيلي
ويشغل هذا السؤال أوساطا واسعة في إسرائيل تتداوله وتبحث عن تفسير لتراجع عدد الصواريخ الإيرانية هل هو تكتيك عملياتي أو قرار واع محسوب أم نتيجة عجز وضعف.
في هذا الإطار قال مصدر أمني رفيع لموقع “والا” الإخباري العبري الأربعاء إن سبب تناقص أعداد الصواريخ بشكل كبير يعود لنجاح الهجمات الإسرائيلية الجوية على منصات الصواريخ خاصة في غرب إيران. وينقل موقع “والا” عن المصدر الأمني الإسرائيلي محجوب الهوية قوله إن إسرائيل دمرّت حتى الآن 40% من بطاريات صواريخ أرض أرض الإيرانية.
ويضيف “في الأيام الأخيرة يطلق الإيرانيون تهديدات مرة كل بضع ساعات بأنهم يخططّون للقيام بهجمة غير مسبوقة ضد إسرائيل لكنهم فعليا لا ينجحون إلا بإطلاق عدد قليل من الصواريخ والمسيرّات. وفي الليلة الماضي تحدث مسؤولون إيرانيون عن هجمة لن تنسى لعدة قرون وتبين أنهم أطلقوا في نهاية اليوم عشرة صواريخ وفجر اليوم الأربعاء أطلقوا 20 صاروخا وهذا رقم بعيد جدا عما توعدّوا به ويرغبون بإطلاقه علينا”.