لماذا يدعم ترامب خطة إسرائيل للسيطرة على غزة رغم الرفض الدولي؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

رغم موجة الغضب والإدانة العربية والدولية لقرار الحكومة الإسرائيلية فرض سيطرتها العسكرية على قطاع غزة بالكامل، منح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للمضي في تنفيذ خطتها، في خطوة يرى مراقبون أنها تحمل أبعادًا سياسية وشخصية واضحة.
وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، أكد ترامب أن قرار السيطرة على غزة «يعود إلى إسرائيل إلى حد كبير»، مشددًا على التزام واشنطن بدعم احتياجات إسرائيل الأمنية، مع ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وكرر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الموقف، قائلًا: «إسرائيل أدرى بما تحتاج إليه لأمنها».
حسابات سياسية محلية
يقول آرون ديفيد ميللر، الزميل البارز في «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، إن موقف ترامب يعكس حسابات انتخابية، إذ يسعى لاسترضاء قاعدته المؤيدة لإسرائيل، خاصة من الإنجيليين وجماعات الضغط المؤثرة مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، بما يعزز حظوظه في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
فيما يرى محللون أن الدعم الأميركي مرتبط بعلاقة ترامب الشخصية مع نتنياهو، التي توطدت في ولايته الأولى عبر خطوات مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، ما منح نتنياهو غطاء سياسيًا لمواصلة سياساته دون خشية من ضغوط أميركية.
رؤية اقتصادية لغزة
كما يتبنى ترامب مقاربة اقتصادية للصراع، إذ وصف غزة سابقًا بأنها «ريفييرا الشرق الأوسط» المحتملة، ملمحًا إلى خطط لإعادة تطويرها تحت إشراف إسرائيلي أو أميركي، بما ينسجم مع رؤيته لحلول تعتمد على الاستثمار والتنمية بدلًا من التسويات السياسية التقليدية.
التلاعب بالمصطلحات لتجنب الالتزامات
وبحسب «نيويورك تايمز»، تتعمد إسرائيل استخدام مصطلح «الاستيلاء» بدل «الاحتلال» لتفادي الالتزامات القانونية المترتبة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، رغم أن السيطرة العسكرية الكاملة قد تضعها أمام اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وهو ما قد يورطها ومعها الولايات المتحدة.
مخاطر إقليمية ودولية
يحذر دانيال بايمان من «معهد بروكينغز» من أن هذا الدعم قد يزعزع استقرار المنطقة ويؤجج التوتر مع دول عربية مثل مصر والأردن، الرافضتين لمقترحات تهجير الفلسطينيين، ما قد يهدد معاهدات السلام الموقعة مع إسرائيل. كما أن استبعاد أي إدارة فلسطينية لغزة بعد الحرب قد يفتح الباب أمام فوضى أمنية وصعود تنظيمات أكثر تطرفًا.
وتشير «واشنطن بوست» إلى أن هذا الموقف يهدد بعزل واشنطن وتل أبيب عن حلفائهما الرئيسيين، ويقوض فرص مناقشة ترتيبات «اليوم التالي» لغزة. كما قد يعطل مساعي ترامب للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتوسيع «اتفاقيات إبراهيم»، بل ويضعف طموحاته في الفوز بجائزة نوبل للسلام.