لماذا يعارض نتنياهو صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشف تقرير لموقع “موندويس” عن استياء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد قبول حركة “حماس” مقترحًا أمريكيًا يقضي بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.
ووفقًا للتقرير، فإن حماس اعتبرت هذه الخطوة تمهيدًا للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مما وضع تل أبيب في موقف محرج، خاصة مع رفضها الانخراط في محادثات لإنهاء الحرب.
وأوضح التقرير أن موافقة حماس جاءت بعد رفضها لمقترح سابق تقدم به المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والذي كان يشمل الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين، لكنه تقلص لاحقًا ليشمل فقط خمسة أسرى، من بينهم عيدان ألكسندر وأربعة جثث.
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات دفعت المحادثات نحو مرحلة جديدة، تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار. إلا أن موقف إسرائيل المتشدد جعلها في مأزق، إذ ترفض الخوض في مفاوضات حول المرحلة الثانية أو بحث إمكانية إنهاء الحرب.
وأوضح التقرير أن مفاوضات وقف إطلاق النار استؤنفت في الدوحة، حيث أرسلت إسرائيل وفدًا تفاوضيًا يضم مسؤولين استخباراتيين ومستشارين سياسيين. كما مدد المبعوث الأمريكي إقامته في المنطقة لمحاولة دفع المفاوضات إلى الأمام.
ورغم ذلك، فإن استمرار إسرائيل في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع نقص حاد في الغذاء والوقود، وإغلاق المخابز وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وذكر التقرير أن نتنياهو صرح مطلع الشهر الجاري بأنه “لن يكون هناك غداء مجاني لغزة”، مؤكدًا عدم السماح بإدخال مساعدات إنسانية دون إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وهو ما اعتُبر انتهاكًا لشروط الهدنة.
وأضاف التقرير أن نتنياهو وحلفاءه اتبعوا استراتيجيات لتعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار، من بينها التهديد بشن هجوم عسكري جديد على غزة. كما أطلق وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش تصريحات تؤكد استعداد إسرائيل لتصعيد عسكري أشد قسوة.
وأوضح التقرير أن استعداد حماس لإتمام الصفقة، رغم تهديدات نتنياهو، يمثل تحديًا لسياسات الحكومة الإسرائيلية، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة في محادثات مباشرة مع الحركة، متجاوزة عقودًا من رفض التفاوض معها.
وأشار التقرير إلى أن استئناف المحادثات بعد تصعيد التهديدات الإسرائيلية يعكس تحولًا في الموقف الأمريكي، من دعم سياسات الضغط العسكري إلى البحث عن حلول سياسية، بما في ذلك مقترحات لإعادة إعمار غزة التي طُرحت في القمة العربية الأخيرة في الدوحة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن رغم الآمال المعقودة على المحادثات الجارية، إلا أن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي تظل بعيدة، نظرًا لتعنت حكومة نتنياهو وسعيها لإلقاء اللوم على حماس لتبرير عدم التقدم في المفاوضات، كما حدث في مرات سابقة.