ثابتطوفان الأقصى

ما بعد المرحلة الأولى من اتفاق غزة: السيناريوهات المحتملة

مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مساء السبت، دون الشروع في مفاوضات المرحلة الثانية كما كان مقرراً في 3 فبراير 2025، تبرز عدة سيناريوهات حول مستقبل الأوضاع.

مأزق المفاوضات والخيارات المطروحة

غياب التقدم في بدء المرحلة الثانية يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، من بينها استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، أو تمديد المرحلة الحالية مع تصعيد الضغط على غزة، أو الوصول إلى اتفاق شامل ينهي النزاع.

إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى لأطول فترة ممكنة، بهدف إطلاق سراح المزيد من أسراها دون تقديم تنازلات إضافية، في حين تصر حركة حماس على تنفيذ جميع بنود الاتفاق، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي ووقف الحرب.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

 

الموقف الإسرائيلي والمفاوضات المتعثرة

وفقاً للقناة العبرية 12، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً طارئاً بعد عودة وفد التفاوض من القاهرة دون إحراز تقدم، بسبب تمسك حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل الانسحاب من محور فيلادلفيا.

ورفضت الحركة اقتراح إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى 42 يوماً إضافياً، مقابل استمرار تدفق المساعدات والإفراج عن أسرى فلسطينيين. وتتوقع إسرائيل ضغوطاً أمريكية على مصر وقطر لدفع حماس نحو القبول بتمديد الاتفاق، وهو ما ترفضه الحركة حتى الآن.

موقف حماس والضغوط الإسرائيلية

حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، أكد أن الحركة لا تزال على تواصل مع الوسطاء، لكنها لم تتلقَّ حتى الآن أي عروض رسمية لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.

ورفض قاسم محاولات تل أبيب لاستعادة أسراها دون تعهد واضح بوقف الحرب، واعتبر التهديدات الإسرائيلية باستئناف القتال جزءاً من “حرب نفسية” تهدف إلى فرض شروط جديدة على الاتفاق.

السيناريوهات المحتملة

بحسب مدير مؤسسة “فيميد” الإعلامية إبراهيم المدهون، هناك أربعة سيناريوهات رئيسية لما بعد المرحلة الأولى:

1. عودة الحرب والتصعيد العسكري: وهو خيار مستبعد في ظل التوازنات الإقليمية والدولية، رغم ضغوط التيارات المتطرفة داخل إسرائيل.

2. استمرار الوضع الراهن دون اتفاق جديد: وهو احتمال صعب، لأن حماس ترفض أي صفقة لا تتضمن تنازلات إسرائيلية واضحة.

3. استمرار المرحلة الأولى مع تصعيد الضغوط الإسرائيلية: حيث تستخدم إسرائيل المساعدات كوسيلة ضغط، مع استهدافات جوية وتوغلات محدودة، دون العودة إلى حرب شاملة.

4. التوصل إلى اتفاق شامل: يشمل انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة، ورفع الحصار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وهو سيناريو ممكن لكنه يتطلب تحولات سياسية إقليمية ودولية كبرى.

عوامل مؤثرة في مستقبل الاتفاق

يرى المدهون أن عدة عوامل ستحدد المسار المستقبلي، منها الانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية، وصمود حماس في مواجهة الضغوط، إضافة إلى موقف الولايات المتحدة وإمكانية تغيير شروط الاتفاق، والدور المصري في ضبط التوترات الإقليمية.

في ظل هذه المعطيات، يبقى مستقبل اتفاق غزة مرهوناً بمواقف الأطراف المختلفة، ومدى قدرة الوساطة الدولية على تقريب وجهات النظر ومنع اندلاع جولة جديدة من القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى