عربي ودولي

ما تداعيات قرار واشنطن إعادة تصنيف “الحوثي” منظمة إرهابية؟

أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تصنيف جماعة “أنصار الله” الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية العديد من التساؤلات حول تداعياته على الجماعة.

في مساء الأربعاء، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب قرر إدراج جماعة الحوثيين ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، مشيرًا إلى أن “أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط، كما تهدد شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية”. وأضاف البيان أن السياسة الأمريكية الجديدة تركز على “التعاون مع شركائنا الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وحرمانهم من الموارد لإنهاء هجماتهم”.

وأكد البيت الأبيض أنه سيتم توجيه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإنهاء علاقاتها مع الكيانات التي تقدم مدفوعات للجماعة.

رد فعل الحوثيين في تعليق على القرار، وصف الحوثيون في بيان لهم هذا القرار بأنه “مزيد من العداء السافر” للشعب اليمني، مؤكدين أن واشنطن تسعى لدعم الكيان الصهيوني بأقصى إمكانياتها. وحذرت الجماعة من تبعات القرار على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن، وكذلك على جهود السلام التي كانت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

عواقب القرار على الحوثيين من جهته، قال الباحث اليمني في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إبراهيم جلال، إن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يعمق عزلتهم السياسية ويجمد محادثات السلام، مضيفًا أن هذا القرار سيرفع من تكلفة التسهيلات الاقتصادية واللوجستية التي تقدمها بعض الدول لهم. كما أشار إلى أن التصنيف قد يوسع نطاق العقوبات المفروضة على الحوثيين، مما قد يفضي إلى استهداف قياداتهم وقدراتهم بشكل أكثر جدية، فضلاً عن تعزيز احتمالات تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة الساحل التهامي بالكامل.

إغلاق باب الحوار وأضاف جلال أن هذا التصنيف قد يؤدي إلى تقليص أو حتى توقف مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأكد أنه في حال استمر القرار دون تغييرات خلال 30 يومًا، فإنه قد يوفر فرصة تاريخية للحكومة اليمنية وشركائها لتنفيذ مشروع وطني يعزز السلام والاستقرار في اليمن.

القرار يوقف خارطة الطريق الأممية من جانب آخر، قال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن القرار الأمريكي “يدفن خارطة الطريق الأممية” ويستأنف تنفيذ قرارات البنك المركزي بنقل البنوك إلى عدن. وأضاف أن هذا القرار سيجفف الموارد المالية على الحوثيين ويعاقب أي جهة تتعاون معهم، مما يعزز السياسة الاقتصادية القاسية ضد الجماعة قبل التوجه نحو خيارات عسكرية.

إعادة إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب وكانت واشنطن قد أعلنت في مطلع العام الماضي عن إعادة إدراج الحوثيين في قائمة “المنظمات الإرهابية العالمية”، مع تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على أن هذا التصنيف سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يومًا. كما أشار وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن إلى الهجمات غير المسبوقة التي شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأوضح أن واشنطن تأمل في أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على تقليص علاقاتهم مع إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى