الرئيسيةتقارير

ما هي قصة عيد العمال ؟وإلى أي حد وصل واقع عمال فلسطين؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء -تقرير خاص| محمد وشاح

يحتفي العالم أجمع بـ«عيد العمال»، في الأول من آيار/ مايو من كل عام، لتكريم العمال، وإظهار التقدير لجهودهم وإنجازاتهم ومساهماتهم في تطوير المجتمع، والتأكيد على حقهم في تحسين ظروف عملهم وحياتهم الاقتصادية، فبهم تبنى الأوطان وتزدهر.

ما هي قصة «عيد العمال» ؟

تعود أصول عيد العمال إلى القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث نشطت حركة عمالية قوية سعت بشراسة للمطالبة بحقوقها المشروعة وتحسين ظروف العمل.

وفي عام 1886، دعت الحركة العمالية إلى إضراب وطني يوم الأول من مايو و نظمت احتجاجات واسعة في شيكاغو، للمطالبة بتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات في اليوم، كبلت الدعوة بالنجاح حيث شارك في الإضراب نحو 350،000 عامل في جميع أنحاء البلاد، اندلعت خلاله اشتباكات بين العمال المتظاهرين والشرطة أدت إلى مقتل وإصابة العديد منهم.

ومنذ ذلك الحين، تم تحديده كيوم عالمي للعمال، و تعددت مظاهر الاحتفال به حيث تقام العديد من الفعاليات والأنشطة بما في ذلك الاحتفالات العامة والمسيرات والندوات والمؤتمرات والمهرجانات التي تهدف لتذكير بإنجازات العمال و أهميتها في تطوير المجتمع و المطالبة بتوفير ظروف و فرص عمل مناسبة للجميع خصوصا و أنه يعد الكثير من البلدان يوم عطلة رسمية حكومية و يتقاضى العاملون في هذا اليوم إجازة بأجر كامل.

واقع العمال في فلسطين

يختلف يوم العمال في فلسطين عن باقي دول العالم، فالعمال الفلسطينيون لا يواجهون أرباب العمل لوحدهم ولا سياسات حكوماتهم الجائرة، بل يكافحون أيضاً ضد الاحتلال الذي لا يتوقف عن تدمير مؤسساتهم وأدوات انتاجهم وحياتهم وتكبيلها.

والمتابع لواقع العمال الفلسطينيين، يُلاحظ تزايد الانتهاكات بحقّ العمال من قِبل أرباب العمل الذين يتعمدون استغلال الظروف ومساومة العمال على لقمة العيش، وتجريدهم من أبسط الحقوق، مستغلين إرتفاع معدلات البطالة، وقلة فرص العمل، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والمعايير التي تحكم سوق العمل.

وأن الاقتصاد الفلسطيني لم يعد انتاجياً بل أصبح هشّاً وأكثر تشوهاً، والمفارقة بين غزة والضفة أصبحت كبيرة.

أرقام صادمة


أوضح الجهاز المركزي للإحصاء، في بيان خاص بمناسبة يوم العمال ، حول الواقع العمالي في فلسطين لعام 2022، أصدره لمناسبة اليوم العالمي للعمال (الأول من أيار)، أن عدد العاطلين عن العمل انخفض الى 367 ألفا عام 2022 مقارنة بـ 372 ألفا في العام 2021، كما انخفض معدل البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في فلسطين عام 2022 إلى حوالي (24%) مقارنة مع حوالي 26% عام 2021، وذلك نتيجة لارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة في العام ذاته، اذ بلغت حوالي 45% مقارنة بحوالي 43% لعام 2021.

وعلى مستوى المنطقة، انخفض معدل البطالة لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، اذ بلغ حوالي 13% و45% على التوالي مقارنة بحوالي 16% و47% عام 2021.


وأشار الإحصاء إلى أن إجمالي نقص الاستخدام للعمالة انخفض من حوالي 34% عام 2021 إلى حوالي 31% (500 ألف شخص) عام 2022، ويتضمن هذا العدد حوالي 56 ألفا من الباحثين عن عمل المحبطين، وحوالي 22 ألفا من العمالة الناقصة المتصلة بالوقت.


معاناة مستمرة وأعياد بلا إجازات

يعاني العمال في قطاع غزة من واقع إقتصادي صعب ومؤلم، حيث يعانون من نقص في فرص العمل وإرتفاع معدلات البطالة. وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تتجاوز 50%، وهو ما يجعل من الصعب على العمال تأمين متطلبات حياتهم الأساسية.

ويتعرض العمال في قطاع غزة لظروف عمل سيئة، حيث يتم تشغيلهم في وظائف غير مستقرة ولا يحصلون على حقوقهم الكاملة، كما أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على التأمين الصحي والاجتماعي.

ويستخدم المشغلون في غزة، الحصار كـ«شماعة» لصرف رواتب زهيدة لعمالهم، رغم أن بعض الشركات لم تتأثر أرباحها بالأوضاع الاقتصادية في القطاع، ويعملون بأجرة منخفضة تقدر بـ 2 شيقل بالساعة، وبعضهم يعملون بأجرة يومية لا تتجاوز 20 شيكلاً.

عمالة الأطفال

وتضطر بعض الأسر إلى إرسال أطفالها للعمل في سن مبكرة لتأمين دخل إضافي للأسرة، وهذا يؤثر سلبًا على تعليمهم وصحتهم.

يسعى الآلاف من سكان قطاع غزة، للحصول على فرص عمل في الداخل الفلسطيني المحتل، للهروب من شبح البطالة في رحلة موت يومية من أجل توفير قوت يومهم..

و ختاما ، ينبغي على الحكومات وأصحاب العمل الاستثمار محلياً وتوفير فرص عمل مستدامة وعادلة للشباب والنساء في غزة. فالعمل هو الطريق الوحيد لتحسين حياة المواطنين وتعزيز الاقتصاد المحلي في فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى