متى تنتهي الحرب؟
أشرف أبوخصيوان .. باحث سياسي وعضو منتدى الشباب الفلسطيني للسياسات والتفكير الاستراتيجي _ مركز مسارات

بدون شك سوف تنتهي:
عندما تقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف وتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، وتوجيه ضربة عسكرية كبيرة جداً لكل الأهداف الحيوية والنفطية والسيادية والعسكرية في ايران، وقتها تنتهي الحرب في غزة، لأن إسرائيل لن تُفوت فرصة أنها في أقرب وقت الان لضرب ايران، فجميع المبررات موجودة الآن، بالإضافة إلى أنه تم تقليص الخطر الحدودي القريب من إسرائيل من الجهات الأربع، ولا يوجد تهديد حقيقي على إسرائيل من أي ذراع من أذرع ايران في المنطقة سواء حماس أو حزب الله أو سوريا.
ما علاقة غزة
تنتظر إسرائيل الوقت المناسب لضرب ايران، هذا الامر يجب أن لا نختلف عليه، ولذلك ستبقى جبهة غزة مفتوحة وملتهبة، وهي بمثابة تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي وللطائرات الحربية، من أجل تجريب قدرات الصواريخ على الاختراق والتدمير ، واختبار قدرات الطياريين الإسرائيليين في اصابه الأهداف بدقة، ما يحدث في الثلاث أشهر الأخيرة من تصاعد وتيرة الاستهدافات وشكل الاستهداف للبنايات السكنية الكبيرة والضخمة، يوحي بأن ذلك ليس لتحقيق أهداف لها علاقة بالحرب على قطاع غزة، بقدر ما هي تدريبات للجيش الإسرائيلي علي كيفية إصابة الأهداف ودراسة العمق والأثر من تلك الضربات.
متى الهدنة
أي كانت بأي شروط كانت على الطرفين أن يبحثان عن الهدنة، حماس تنهار شيئاَ فشيئاَ، ونتنياهو أيضا على الطريق، ولكن هناك فرقات في الاستعجال.
حماس تريد هدنة من أجل وقف الإبادة ولو بشكل مؤقت، وإدخال الغداء والمساعدات لقطاع غزة، وفرصة كي تُعيد تموضعها السياسي في المنطقة واجراء المزيد من النقاشات مع الشركاء في الوطن وخارجه، حول مستقبلها السياسي والعسكري ومستقبل قطاع غزة، وأن توسع النظرة على قطاع غزة المدمر، لعل وعسى تَقبل ببعض الحلول التي تؤمن لها الخروج الأمن مع الحفاظ على بعض مكوناتها في المجتمع دون مساس.
إسرائيل تريد هدنة من أجل تخفيف الأعباء داخل مجتمع أهالي الأسرى الإسرائيليين في القطاع، وأيضا كي يلتقط رئيس الأركان الجديد ورئيس الشباك أنفاسهم ويفكرون بعمق أكثر كيف سنوجه الضربة لإيران، مع مراعاه التوقيت، وأن تكون الجبهة في غزة على الأقل هادئة، ولا تشكل أي ضغط سواء سياسي أو انساني أو عسكري على إسرائيل.
نتنياهو يريد الهدنة كي يُعيد توازنات حزبية تَخص الائتلاف الحاكم، سيحاول جاهداً لترميم صورة حزب الليكود والنهوض به من جديد وتحسين صورته ووضعه الانتخابي، داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية، خاصة بعد توجيه ضربة لإيران، كي يضمن فوز الحزب من جديد بالانتخابات القادمة، والتي من المتوقع أن لا تكون في موعدها نوفمبر 2026، بل سيتم قبل ذلك، فمع الانتهاء من حرب غزة والحصول على رفات اخر جندي من القطاع، سَيعلن نتنياهو حل الحكومة والتوجه إلى الانتخابات وربما تكون في مارس 2026م.
الخلاصة
* توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران هو مفتاح انهاء الحرب على قطاع غزة.
* مصر تريد هدنة على طريقتها وليس على طريقة ويتكوف وقطر تريد هدنة ولكن قطر تريد ضمانات أن تبقى حماس في غزة.
* نتنياهو سَيعلن حل الحكومة في الوقت الذي يطمئن أن أحزاب اليمين ستحقق الأصوات التي تجعلها تُشكل حكومة جديدة بعد انتخابات 2026م.