مقالات الخامسة

محمد سالم: الألعاب المميتة؟

قال:حضرتك .. في 7 آلاف عالم وأكاديمي وباحث روس يوجهون رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف هذه الحرب العبثية على دولة أوكرانيا والكرملين يقول لهم “ليس الآن وقت الانقسام”!! أفاد الناطق الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم الجمعة، بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستستمر حتى تحقيق أهدافها المطلوبة.
وردا على سؤال بشأن مناشدات أطلقتها شخصيات عامة لإنهاء غزو أوكرانيا، قال “ليس الآن وقت الانقسام”، لافتا إلى أن “الآن وقت الوقوف صفا واحدا، فقط..الوقوف صفا واحدا”.

– ليس الآن وقت الانقسام.. أخبار الانقسام عندك ؟ -الحمد لله مستمر والحال شغال مع الدجل عال العال، تحت الحكم “الكليبتوقراطية” وليس حكم الديمقراطية؟! والكليبتوقراطيون “الكليبتوقراطية” تعني “حُكم اللصوص”، أيْ نَمَط الحُكم القائم على الفساد واللصوصية ونهب الثروات العامة، والمحافظة على ديمومة ذلك كله، والأشخاص الذين يسرقون بلدانهم، وتدمير مؤسساتِهم. او كما قال المعلم ماكس فيبر” السلطة السياسية، هي احتكار العنف المشروع”

إن الفساد واحد أينما كان، وإن الفاسدين متضامنون أينما حلوا و ارتحلوا.

قلت: “لقد أسمعت لو ناديت حياً / ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت / ولكن أنت تنفخ في رماد.”قال هذا الشعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وكان لهذا البيت الذي يعد من رؤوس الحكمة في الشعر العربي قصة تحمل الكثير من العظات، وبالرغم من رمزيتها وعدم ثبوتها يقيناً إلا أنها كانت على مدار قرون رائجة والتي تؤكد ما لكلمات من معنى؛ لمن تنادي؟!

قال : دلت بلايا هذه الآمة على أنها لا تختلف عن بقية الأمم من حيث سعار المصالح، وصراع المتهالكين فيها على المنافع، و المصالح والحكم ، وهوس الساعين الى السلطة، فهؤلاء والذين معهم ، لا يأبهون في الغالب إلا لمطلبهم وسعيهم المسعور المهووس، وفي سبيله يستهينون؛ ومن أسباب هذه السخائم شهوة الحكم التى تطمس البصائر وتودى بالمصائر، ويستغل العدو الصهيوني هذا الاهتراء الداخلي و العربي، لينسف فكرة الاستقلال ومحو التضامن العربي من اساسه، ويشكك في وجود أمة عربية متماسكة البنيان، وأثر هذه النزعة الانهزامية. صحيح أن الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا تتغير بالأسلحة والغواصات والدبابات في ساحات المعارك وتتطلب جيوشا مجهزة عالية التدريب، لكن كل ذلك يبدأ بعوامل قوة الدولة في الداخل، الديمقراطة والوحدة الوطنية أولها.

قلت: لمن تنادي؟! قال: نداء أخير للشعب العظيم.. أولى خطوات العلاج السليم من أي داء مستعص، هى الاعتراف بوجود الداء ثم تشخيصه الدقيق.. وأخيرا، تكليف أهل العلم والخبرة والمعرفة بالعلاج. أيها الشعب الفلسطيني العظيم ،علينا الاعتراف بأن مجتمعنا مريض وحالته متأخرة للغاية، وبأنه رغم كل ما يحاصرنا من أخطار وجودية تهدد بفناء هذه القضية بالمعنى الحرفي للكلمة؛ تركنا الساحة للنصابين والأفاقين وتجار القضية ،ليشعلوا حربا أهلية وانقسام، و تشوه وتخوين وتكفير الجميع ، حتى غرقنا في مستنقع آسن من الانقسام، والجهل السياسي، والتخلف الفكري، وتفرغنا لكل ما هو تافه وسخيف وقبيح، وصرنا على تلك الحال المزرية التي تتطلب تدخلا فوريا قبل فوات الأوان، وإفلات آخر فرصة للنجاة، وانقاذ قضية شعبنا. فهل من مجيب؟!.

وبرغم من هذا فهناك جيل جديد من الذين عاصروا اخفاق المنقسمون والمطبعون، وهم في سن الصبا والشباب ، والان احلامهم قد تبددت مع فداحة مخطط الانقسام والتطبيع، ولكن لم يستطع الصهيوني ان يحطم روحهم المعنوية وأحلامهم؛ ان عبارة الاسف لا تجدي في التعليق علي الانتكاسات المريرة التى تعرض لها شعبنا وهو يشق طريقه وسط الأشواك، والأجدى من الاسف ان نتعقب الظاهرة في ممكنها ونعرف الأسباب والظروف التى ادت الى تفاقمها حتى نتخذ منها العبرة في حياتنا السياسية والفكرية والعملية.

قلت: الطرف الوحيد الجدير بالاحترام والاجلال هو الشعب الفلسطيني اللي قرر يقاوم ويواجه احتلال بلده في معركة غير متكافئة وغير عادلة، ومواجهة القوة العمياء الصهيونية الغاشمة، ويقع بين مسؤول أحمق وخصم مجرم سفاح، و اصحاب مخطط اوساخ.

قال : المجد للمقاومة والمقاومين. شعبنا الذي قدم اعظم التضحيات في التاريخ الحديث، وشرب من مناهل العالم والثورة والفكر الحر ، سيعيد بناء فلسطين الجديدة الموحدة ، على قواعد الحرية والاستقلال والديمقراطية.. على اساس المقاومة الموحدة، والوحدة الوطنية الحقيقية، بعيد الرواسب الحزبية او الاستعلاء الخارجي، وأنه قد أن الأوان للإطاحة – ليس فقط بمنفذي مخطط الانقسام الصهيوني- لإنقاذ ما تبقي ، ولكن الإطاحة بكل أركان الخراب والفساد، حتى تبدو قضية و مقاومة شعبنا أمام العالم في كل ممارستها واستمرارها موحدة فى السياسية والاقتصادية والاجتماع، بدون فساد وخراب وانقسام؛ فلا يستحق أي شعب هذه الألعاب المميتة. فهل من مجيب؟!.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى