محور “ماغين عوز” يضيّق الخناق على حماس ويضيف ورقة تفاوض جديدة لإسرائيل
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استكمال شق محور عسكري جديد في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يُعرف باسم “محور ماغين عوز”، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا استراتيجيًا يحمل أبعادًا ميدانية وسياسية في آنٍ معًا.
وبحسب تحليل أورده الصحفي العسكري دورون كدوش عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الهدف من إنشاء هذا المحور يتجاوز الجانب العسكري المباشر، ليصل إلى إعادة تشكيل خريطة السيطرة والضغط التفاوضي داخل قطاع غزة.
فصل المدينة وإعادة تموضع
وفقًا للخرائط والتوضيحات الميدانية، تسعى إسرائيل عبر “ماغين عوز” إلى فصل مدينة خان يونس إلى قسمين:
الجزء الشرقي: أصبح خاليًا تقريبًا من السكان والمقاومين، ويقع تحت سيطرة إسرائيلية كاملة. يشبّهه كدوش بوضع مدينة رفح، التي تم “تطهيرها ميدانيًا”، على حد وصفه، تمهيدًا لاستخدامها في أغراض مدنية أو سياسية لاحقًا.
الجزء الغربي: لا يزال يشهد اشتباكات عنيفة ووجودًا مكثفًا للمسلحين، خصوصًا في منطقة المواصي، حيث يتجمع قرابة مليون نازح فلسطيني. السيطرة الإسرائيلية عليه لم تكتمل بعد، والعمليات فيه ما تزال جارية.
الأهداف المعلنة والمضمرة
يشير التقرير إلى ثلاثة أهداف رئيسية من وراء شق هذا المحور:
فرض أمر واقع ميداني: عبر عزل شرق خان يونس، تعمل إسرائيل على إنشاء “جيب آمن” جديد يُضاف إلى رفح، يمكن لاحقًا استخدامه كممر أو منطقة مؤقتة تُقدَّم على أنها خالية من المقاومة.
تعزيز أوراق التفاوض: لم تعد رفح وحدها ورقة الضغط الإسرائيلية في أي مفاوضات مستقبلية، بل أُضيف “ماغين عوز” كورقة جديدة يمكن لإسرائيل أن تلوّح بها، سواء باعتبارها إنجازًا ميدانيًا أو كورقة انسحاب مشروط مقابل تنازلات في ملف تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار.
توسعة ما يُسمى بالمناطق الإنسانية: بضم شرق خان يونس إلى رفح، يصبح بالإمكان تخصيص مساحة أوسع لإقامة “مدينة إنسانية” تخضع لرقابة إسرائيلية أو دولية، تُستخدم كموطئ قدم سياسي وأمني تحت غطاء تقديم الخدمات للمدنيين.
أبعاد سياسية وأمنية
تثير هذه الخطوة مخاوف واسعة من أن إسرائيل تعمل على إعادة ترسيم الحدود الميدانية داخل قطاع غزة، وخلق مناطق فصل وعزل قد تكون نواة لحلول مفروضة على الأرض دون توافق فلسطيني أو دولي.
ويحذر مراقبون من أن هذا المحور، رغم تقديمه كإجراء عسكري، يندرج في سياق رؤية أوسع لتقسيم القطاع جغرافيًا وديموغرافيًا، تمهيدًا لتسويات مفروضة، أو لإبقاء السيطرة على أجزاء منه كـ”مناطق آمنة” من وجهة النظر الإسرائيلية.