مركز فلسطين: تعذيب الأسرى يتم بمشاركة الجهات القضائية والأمنية والطبية للاحتلال
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى، أن الاحتلال يمارس التعذيب، ضد الأسرى كسياسة ممنهجة ومدروسة وبتصريح من الجهاز القضائي الذي يعطى الضوء الأخضر للمحققين لاستخدام أساليب التعذيب المحرمة ضد الأسرى، وليس سلوكا فردياً.
وأوضح الباحث “رياض الأشقر” مدير المركز في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف السادس والعشرين من يونيو من كل عام ان هناك تكامل في الأدوار بين الجهات المختلفة القضائية والأمنية والطبية للاحتلال لتعذيب الأسرى، وأن الاحتلال يخفى ما يجري في غرف التحقيق من تعذيب وتنكيل بالأسرى وذلك بإعفاء الشرطة وعناصر “الشاباك” من توثيق التحقيقات الامنية التي تجريها سواء توثيقاً صوتياً او بالصورة.
وقال الأشقر بان سلطات الاحتلال تشرع التعذيب باسم القانون، حيث يسمح الاحتلال لمجرمي الشاباك بممارسة التعذيب ضد الأسرى، دون احترام لآدمية الإنسان ووفرت لهم غطاء من المحاكم الإسرائيلية، حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً في حال رفعت دعاوى ضدهم أمام تلك المحاكم، معتبرا ذلك دعوة صريحة للتمادي في استخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، حيث كان قد استشهد العشرات من الأسرى تحت التعذيب .
وكشف ” الأشقر” أن عملية التعذيب والإرهاب تبدأ منذ اللحظة الاولى للاعتقال، حيث يتم الاعتقال بطريقة وحشية يتم خلالها تكبيل المعتقل بقيود بلاستيكية قوية، ووضع رباط على عينيه، وجره إلى الخارج ووضعه في السيارة العسكرية، وغالبًا ما يتم الاعتداء عليه بالضرب الوحشي بالهراوات وأعقاب البنادق والدوس عليه بالأقدام والشتم.
وأشار المركز إلى الاحتلال يستخدم أكثر من 80 أسلوب للتحقيق والتعذيب، الجسدية والنفسية وهذه الوسائل العنيفة أدت إلى استشهاد (74) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل (228) هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، بحيث نادراً ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب ، وغالباً يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب ، حيث أكدت الإحصائيات بان 99% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز التوقيف والاعتقال المختلفة وخاصة في الايام الاولى للاعتقال .
وبين الأشقر أن التعذيب في سجون الاحتلال لا يقتصر على السجان أو المحقق بل امتد ليشمل من يسمى نفسه بالطبيب، حيث يشارك الأطباء بشكل واضح في تعذيب الاسرى، حيث يقوم الأطباء في السجون بممارسة التعذيب ضد الأسرى وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعانى منها الأسرى حين الكشف الأولى فور وصولهم إلى السجون، ويكتبون تقريراً مزوراً بان الأسير بصحة جيدة ولا يعانى من اى مرض، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه ،حيث يدفع بالمحققين لممارسة ضغط بدني ونفسي اكبر على الأسير، مما يجعلهم متواطئين في تعذيب الاسرى .
وأكد الأشقر أن آثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط بل تمتد لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر وخاصة الأطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث استشهد عشرات الأسرى المحررين، بعد إطلاق سراحهم بشهور قليلة نتيجة المعاناة والأمراض التي أصيبوا بها داخل السجون.
ودعا مركز فلسطين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى والوقوف على كافة أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأسرى، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحقهم .