شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشف مسؤولان أمريكيان سابقان بارزان في إدارة الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة لم تتلقَ أي دليل من الجيش الإسرائيلي أو الأمم المتحدة على أن حركة حماس كانت تقوم بسرقة أو تحويل المساعدات الإنسانية الممولة من واشنطن عبر برنامج الأغذية العالمي أو منظمات غير حكومية دولية.
وفي مقال مشترك نشرته مجلة “فورين أفيرز”، أكد جاك ليو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، أن “لا دليل على أن حماس قامت بتحويل كبير ومنهجي للمساعدات الممولة من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة”.
ويأتي هذا الطرح مناقضا للرواية الإسرائيلية الرسمية، التي لطالما روجت لفكرة أن حماس تقوم بسرقة المساعدات بشكل منهجي، لتبرير إنشاء “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل في مايو الماضي.
وأشار الكاتبان إلى أن الأدلة الإسرائيلية كانت مجتزأة ومحدودة، كعرض مقاطع لمسلحين قالت إسرائيل إنهم عناصر من حماس يسيطرون على شاحنات مساعدات، في حين نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولَين عسكريين إسرائيليين قولهما إن “حماس تسرق جزءا من المساعدات، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنها تفعل ذلك بشكل منظم”.
وأكد ليو وساترفيلد أن تقريرا داخليا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في يونيو الماضي توصل إلى نفس النتيجة، لكن سياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية عارضوا التقرير بعد تسريبه، بالاعتماد على معلومات مصدرها الجانب الإسرائيلي.
وفيما أقرّا بأن حماس استغلت بعض المساعدات عبر الضرائب أو التحويل أو الابتزاز – بما في ذلك مساعدات من مصر عبر الهلال الأحمر الفلسطيني – فإنهما أكدا أن ذلك لا يرقى إلى كونه منظومة ممنهجة للسرقة.
وكشف المسؤولان أن إسرائيل سمحت في السنة الأولى من الحرب لشرطة حماس بتأمين قوافل المساعدات بهدف منع النهب، لكنها أنهت هذا الترتيب في يناير 2024 معتبرة أن حماس تستخدمه لتعزيز سيطرتها، ما أدى إلى صعود العصابات الإجرامية والنهب المنظم.
كما تخلّت إسرائيل عن الاعتماد على متعهدين أمنيين محليين لحماية القوافل، بعدما تبيّن أنهم أيضًا يتعاونون مع حماس والعصابات.
وللمرة الأولى، كشف ليو وساترفيلد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة لتسهيل إدخال المساعدات، وهو مشروع كان يُنظر إليه على أنه أمريكي بحت.
ورغم أن الرصيف ساعد في إطعام نحو 450 ألف فلسطيني، إلا أنه اعتُبر فشلًا مكلفًا بعدما انهار عدة مرات وأُغلق نهائيًا خلال أقل من شهر. ومع ذلك، بقي ميناء أشدود مفتوحًا لإدخال المساعدات بموجب تفاهم ضمني مقابل إنشاء الرصيف.
وأشاد المسؤولان بدور وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الذي ساعد في تجاوز معارضة شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، ودفع باتجاه إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم في أوائل 2024، بعد أن استخدمت واشنطن الفيتو ضد قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
واختتم ليو وساترفيلد بالإشارة إلى أن الرقابة الأمريكية المكثفة على الأوضاع الإنسانية ساعدت في تأجيل وقوع مجاعة جماعية في غزة، قائلين: “حتى الرئيس بايدن كان يتابع يوميًا عدد الشاحنات”.
وأشارا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة باتت أقل انخراطًا في تفاصيل إيصال المساعدات، وبدأت في تفكيك منظومة الدعم الأمريكي الإنساني حول العالم.
الوسوم
إسرائيل حصار حماس سرقة غزة مسؤول_امريكي مسؤولان أمريكيان سابقان في ادارة ترامب : لا دليل على سرقة حماس للمساعدات في غزة مساعدات
تم نسخ الرابط
منذ ساعتين