شؤون (إسرائيلية)

مسؤولون إسرائيليون: اتهامات “حماس” بعدم التزام إسرائيل بالهدنة صحيحة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ووسيطان، رفضوا الإفصاح عن هوياتهم، أن مزاعم حركة “حماس” بشأن عدم التزام إسرائيل بإرسال المساعدات إلى غزة وفقًا لشروط الهدنة، “دقيقة”، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

وكانت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حماس”، قد أعلنت تعليق الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين إلى حين إشعار آخر، مبررة ذلك بـ”استمرار انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار”.

اتفاق هش

ورغم التوترات المتصاعدة بين “حماس” والإدارة الأميركية بشأن الهدنة، ظل بعض المسؤولين متفائلين بإمكانية صمود الاتفاق حتى نهاية الأسبوع. لكن الاتفاق كاد أن ينهار بعد إعلان “حماس” تأجيل إطلاق سراح الرهائن، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهديد بردٍّ قاسٍ. إلا أن موقف “حماس” شهد بعض التراجع لاحقًا، في حين بدا أن ترامب لم ينفذ تهديداته بشكل فوري.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

ومع ذلك، أكدت هذه الأزمة هشاشة الاتفاق، الذي يقترب من نهايته مع حلول مارس، ما لم تتوصل “حماس” وإسرائيل إلى تفاهمات لتمديده. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمديد خشية تعزيز “حماس” لنفوذها العسكري في غزة، رغم استعداد الحركة الظاهري لتقاسم السيطرة الإدارية مع الفصائل الفلسطينية الأخرى دون تقديم أي مؤشرات على استعدادها لنزع سلاحها.

في الوقت نفسه، أثارت تصريحات ترامب، التي هدد فيها بترحيل سكان غزة، غضب “حماس” وزادت من حالة عدم اليقين حول مستقبل المفاوضات.

وتعود الأزمة الحالية جزئيًا إلى اتهام “حماس” لإسرائيل بعدم الالتزام بالمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي حُددت مدتها بستة أسابيع بدءًا من 19 يناير. وتضمن الاتفاق تعهد إسرائيل بإرسال مئات الآلاف من الخيام إلى غزة، إلى جانب مساعدات إنسانية أخرى، وهو ما تؤكد “حماس” أنه لم يُنفذ بالكامل.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون والوسطاء أن هذه المزاعم صحيحة، رغم نفي وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، التي تشرف على تسليم المساعدات، حيث وصفت هذه الاتهامات بـ”الكاذبة تمامًا”، مشيرةً إلى أنها أرسلت بالفعل مئات الآلاف من الخيام، إضافة إلى وقود ومولدات وغيرها من الإمدادات المتفق عليها.

ورغم ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه العقبة يمكن تجاوزها بسهولة إذا وافقت إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات، بينما تبقى القضية الأكثر تعقيدًا هي الاتهامات الموجهة لنتنياهو بالسعي لعرقلة تمديد الهدنة.

تأخر المفاوضات ومراوغات نتنياهو

وكان من المفترض أن تبدأ مفاوضات تمديد الهدنة في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، إلا أن نتنياهو أرجأ إرسال الوفد الإسرائيلي إلى قطر، التي تتوسط بين الطرفين، حتى بداية الأسبوع الحالي.

وضم الوفد ثلاثة مسؤولين لم يسبق لهم قيادة أي مفاوضات، واقتصر دورهم على الاستماع فقط، وفقًا لخمسة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من دولة وسيطة. وبعد الاطلاع على الاقتراح القطري العام بشأن المرحلة التالية من الهدنة، عاد الوفد إلى إسرائيل دون الدخول في أي مفاوضات فعلية، ما عزز الانطباع بأن نتنياهو يماطل بدلًا من السعي الجاد لتمديد الاتفاق.

عندما طُلب تعليق رسمي، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء، عمر دوستري، إن نتنياهو “يعمل بلا كلل على إعادة جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس”، مضيفًا أن إسرائيل سترسل فريقًا تفاوضيًا فور تحديد مجلس الوزراء موقفها الرسمي.

لكن تصريحات نتنياهو المتكررة بأنه لن يسمح لـ”حماس” بالبقاء في السلطة بعد الحرب، إلى جانب دعوات شركائه في الائتلاف لاستئناف القتال بهدف الإطاحة بالحركة، تضعف أي آمال بتمديد الهدنة، رغم الضغوط الداخلية من قطاعات واسعة في إسرائيل تدعو لاستمرارها لضمان الإفراج عن مزيد من الرهائن.

غضب “حماس” من تصريحات ترامب

ويرى محللون أن تهديد “حماس” بوقف الإفراج عن الرهائن لم يكن فقط للضغط على إسرائيل من أجل تسريع إدخال المساعدات، بل جاء أيضًا كرد فعل على تصريحات ترامب الأخيرة حول إخلاء غزة، والتي تعكس، وفق الحركة، عدم وجود أي تصور لمستقبل الفلسطينيين في القطاع بعد الحرب.

وقال مايكل ميلشتاين، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، إن “هناك استياءً كبيرًا داخل حماس تجاه تصريحات ترامب ونتنياهو بشأن طردها من غزة”. وأضاف: “الإعلان الأخير لحماس هو رسالة واضحة: إذا استمر ترامب في هذه المطالب، فستكون هناك أزمات أكبر في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى