مسؤولون في إسرائيل: مفاوضات جادة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة خلال أسابيع
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
صرّح مسؤولون في إسرائيل بأنّ وزير شؤون الاستراتيجيّة الإسرائيليّة رون ديرمر، توصّل إلى اتّفاق مع الإدارة الأميركيّة المنتخبة بشأن تسوية في قطاع غزّة، مماثلة لتلك الّتي تمّ التوصّل إليها في لبنان في وقف إطلاق النار، بحسب “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة. بالتزامن مع وصول وفد فلسطينيّ إلى القاهرة لبحث ملفّ صفقة التبادل.
وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل، مساء الأربعاء، إنّ وزير الشؤون الإستراتيجيّة رون ديرمر توصّل إلى تفاهم مع إدارة الرئيس الأميركيّ المنتخب دونالد ترامب، ستحمي بموجبه إسرائيل مصالحها تجاه غزّة بعد صفقة التبادل. وقال مكتب ديرمر: “لن نعلّق على ذلك”.
ووفق الصحيفة الإسرائيليّة، فإنّه خلف الكواليس تجري مفاوضات مكثّفة للتوصّل إلى صفقة تبادل. مشيرة إلى أنّ الوسيط الرئيسيّ هي قطر، وأن المفاوضات جادّة، وهناك كلام عن التفاؤل، لكن في المقابل لن يغلق أيّ شيء خلال أيّام، وسيستغرق الأمر بعض الوقت الإضافيّ، ربّما أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، قبل أن يتوصّل إلى القرار.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيليّة: “أنّ “الأمر جدّيّ بالفعل هذه المرّة، لكنّ هذا لا يعني أنّه سيغلق في غزّة، وذلك على عكس المرّات السابقة، فإنّ الفريق المفاوض يسير دون أيّ تسريبات، وأنه لن نسمح للتسريبات بتدمير العمليّة”، و أنّ “التسريبات تخلق ضغوطًا سياسيّة على كلا الجانبين، لذا فالتكتّم الكامل مطلوب هنا. والجميع معزولون”.
ووفق مراسل موقع “أكسيوس”، فإنّ مستشار الأمن القوميّ للرئيس المنتخب دونالد ترامب، مايكل جوالتز، سيلتقي مع عائلات الرهائن الأميركيّين المحتجزين لدى حماس في غزّة، بحسب مصدر مطّلع على القضيّة.
وأضاف “هذه هي المرّة الأولى منذ الانتخابات الرئاسيّة الّتي يلتقي فيها عضو كبير في إدارة ترامب القادمة مع عائلات الرهائن الأميركيّين”، في غضون ذلك، يزور مستشار الأمن القوميّ جيك سوليفان إسرائيل، يوم الخميس، يلتقي خلالها برئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، وديرمر، ووزير الخارجيّة الإسرائيليّ جدعون ساعر، ووزير الأمن يسرائيل كاتس.
جاءت زيارة سوليفان نتيجة الأحداث في سوريا، لكنّها ستغطّي كافّة القضايا الإقليميّة وما يمكن فعله مع الإدارة المنتهية ولايتها حتّى 20 كانون الثاني/يناير. وسيسافر سوليفان أيضًا إلى مصر وقطر في محاولة للتوصّل إلى اتّفاق. كما وصل قائد القيادة المركزيّة الأميركيّة (CENTCOM) الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل اليوم، وسيجتمع مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي لبحث التطوّرات في سوريا.
وتحدّث كاتس الليلة الماضية مع وزير الدفاع الأميركيّ لويد أوستن، وأبلغه بمفاوضات الصفقة. وأشار كاتس إلى أنّ هناك الآن فرصة للتوصّل إلى اتّفاق جديد يسمح بعودة المختطفين جميعهم، بمن فيهم حاملو الجنسيّة الأميركيّة.
وبالأمس، قال مسؤول سياسيّ لـ”يديعوت أحرونوت”، إنّه أحرز تقدّمًا في مسألة المفاوضات بشأن صفقة التبادل.
وبحسب هيئة البثّ الإسرائيليّة، فإنّ الخطوط العريضة لصفقة التبادل “تتضمّن إطلاق سراح عدد صغير نسبيًّا من المختطفين”. وقالت الصحيفة الإسرائيليّ غيلي كوهين: “بعد فترة طويلة من الأسر، يعتقدون في إسرائيل أنّ المختطفين جميعهم في الأسر ينطبق عليهم تعريف الإفراج الإنسانيّ”. مضيفة “لكن بحسب مصدر مطّلع، فإنّ الإفراج في المرحلة الأولى يتضمّن إطلاق سراح عدد قليل من المختطفين ضمن القوائم المقدّمة. وفي حال نجاح التطبيق، يعتقد الوسطاء أنّه سيكون من الممكن التوصّل إلى صفقة أطول تؤدّي إلى إطلاق سراح المختطفين جميعهم. ولكن لكي يحدث ذلك، سيتعيّن على إسرائيل أن توقف الحرب، وأن تسحب قوّاتها من القطاع”.
وقالت حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين، إنّ وفدًا من الحركة، يضمّ الأمين العامّ للحركة زياد النخّالة، ونائبه محمّد الهندي، وصل إلى العاصمة المصريّة القاهرة الأربعاء، وذلك تلبية لدعوة مصريّة، بهدف “إجراء مباحثات تتناول مستجدّات صفقة تبادل الأسرى بين قوى المقاومة الفلسطينيّة والكيان الصهيونيّ، وسبل إدخال الإغاثة إلى قطاع غزّة”، وفق ما ورد.
وقبل أيام، قال مصدر مطّلع على ملفّ مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، خلال حديثه، إنّ حركة حماس لمست جدّيّة مختلفة في جهود الوساطة، مع وصولها إلى مرحلة تبادل أسماء الأسرى الإسرائيليّين المقرّر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، التي تستمر لمدة 60 يومًا، إذ قدمت القائمة الأولية للوسيط المصري.
ولفت المصدر إلى أنّ “الأطراف جادّة أكثر من أيّ وقت مضى وبشكل غير مسبوق للتوصّل إلى اتّفاق، وأنّ مصر وقطر وتركيّا والولايات المتّحدة مشاركة في الإشراف على المفاوضات”.
وتابع المصدر، أنّ “هذه الجدّيّة قد تتبلور بشكل واضح خلال الساعات أو الأيّام القادمة”. مشيرًا إلى أنّ المفاوضات “تتركّز على إتمام المرحلة الأولى من الصفقة، والّتي تنصّ على إطلاق سراح كبار السنّ أو المرضى أو النساء (أي الحالات الإنسانيّة)، فيما لم تحدّد أسماء الأسرى الفلسطينيّين، بينما صارت أسماء الإسرائيليّين ضمن الصفقة معروفة، وستكون الأعداد المتبادلة ضمن رؤية المقاومة”، بحسب المصدر.
وأوضح المصدر، أنّه لم يتمّ حتّى اللحظة بحث تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة “الّتي تتعلّق بالضبّاط والجنود، على اعتبار أنّ الأولويّة للتفاهم مرتبطة في تفاصيل المرحلة الأولى، ومراقبة الجدّيّة الإسرائيليّة، ومدى صدقيّة الوسيط الأميركيّ، الّذي تعهّد باستمرار التفاوض وصولًا إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائيّ”.
ووفق المصدر، “يحاول المفاوض الإسرائيليّ اختزال قضيّة التفاوض بملفّ الأسرى”، مؤكداً أنّ “وفد حماس شدّد على عدم التنازل عن مطالب المقاومة الرئيسيّة، المرتبطة بوقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزّة، وبدء إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات”.
وأشار المصدر إلى أنّ “المقاومة في سبيل وضع قطار المفاوضات على السكّة، أظهرت مرونة في جزئيّة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، على أن يكون الانسحاب بشكل تدريجيّ، وليس منذ البداية، أي أن يتمّ الانسحاب في المرحلة الأولى من المناطق المأهولة سكّانيًّا، مثل منطقة رفح، بالإضافة إلى القبول بوقف إطلاق النار المؤقّت لـ 60 يومًا، على أن تكون هناك ضمانات تفضي لوقف إطلاق نار مستدام ومستمرّ”.
وأضاف: أنّ “الانسحاب من محور صلاح الدين/فيلادلفي بالكامل، ومعبر رفح، وحاجز نتساريم لن يكون متاحًا في المرحلة الأولى؛ لأنّه بحاجة إلى نقاش أطول من حيث الوقت والتفاصيل، لكنّ المقاومة لن تتنازل عن هذه الشروط”.
ويتضمّن الاتّفاق المبدئيّ حول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزّة، دخول شاحنات المساعدات إلى مختلف مناطق قطاع غزّة، ” وأنه لم يحدّد العدد، لكنّ الجميع يعلم أنّ غزّة بحاجة يوميّة لـ 600 شاحنة، وبدرجة أولى الوقود والدواء والغذاء، والشاحنات متوفّرة على المعابر وتحديدًا رفح، ولكنّها بحاجة إلى قرار سياسيّ كي تدخل”.
واستمرّ المصدر في القول: “إن وصلنا إلى اتّفاق جزئيّ في الوقت القريب، سيظلّ الحلّ الكامل عالقًا ما لم تكن الضغوط كافية على الاحتلال الإسرائيليّ، للاستمرار في مسار التفاوض والانسحاب الشامل. وفي ذات الوقت، فإنّ المقاومة لن تتنازل عن ورقتها التفاوضيّة المتعلّقة بالأسرى، ولن تقدّم معلومات عنهم، ولا عن أعدادهم أو أسمائهم أو أيّ إشارات عنهم خاصّة الأسرى الجنود والضبّاط؛ لأنّ أسرى الاحتلال لدى المقاومة يتواجدون في أكثر من منطقة بالقطاع، ودون وقف إطلاق النار يصعب التحرّك وجمع المعلومات عنهم”.
واعتبر المصدر أنّ المقاطع المرئيّة الّتي نشرتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، للأسرى الإسرائيليّين الذين يحملون الجنسيّة الأميركيّة، تزامنًا مع تصريحات الرئيس الأميركيّ المنتخب، دونالد ترامب، بـ”ضرورة التوجّه إلى صفقة أسرى قبل وصوله للرئاسة في 20 كانون الثاني/يناير القادم، ساهمت في تسريع المفاوضات”، بعدما كان ترامب معتقدًا أنّ “معظم الأسرى لدى المقاومة جثث” كما صرّح في وقت سابق.