مسودة هوكشتاين لوقف حرب لبنان.. ريبة وقلق من غموض مصدره 3 نقاط

مع انتشار الأخبار التي تفيد بأن المفاوضات حول وقف إطلاق النار في لبنان انتقلت إلى دائرة جدية جداً، خاصة بعد مسودة الاتفاق التي أرسلها المبعوث الأمريكي أموس هوكشتاين إلى لبنان وحزب الله، وفي انتظار الساعات القادمة الحاسمة لوصول الرد اللبناني عليها، إلا أنه وفقاً لمصادر لبنانية فإن “الريبة قائمة من غموض مصدره 3 أشياء”.

الأخبار اللبنانية قالت في تقرير نشرته: “يمكن أن نعرف من المتداول حول مسودة الاتفاق التي أرسلها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، ومن تعليقات رئيس مجلس النواب نبيه بري عليها، أنها تتخذ من القرار 1701 أرضيّة لها، وأنها لا تتضمّن ما يشير إلى شرعنة انتهاك الأجواء والمياه اللبنانية، ولا تبيح التدخل البريّ كما كانت تمنيات الاحتلال في شروطه التي سبقت الورقة الأخيرة، إلا أن هناك ريبة بسبب 3 قضايا غامضة”.

ووفق الصحيفة: “المصدر الأول للحذر هو الحديث عن حق الدفاع عن النفس، وهو حق مضمون في ميثاق الأمم المتحدة، ولا حاجة لذكره إلا إذا كان المقصود استعمال ذلك لامتلاك الاحتلال حق تفسير شروط اللجوء إليه فيصبح أي تقدير إسرائيلي بوجود ما يعتبره جيش الاحتلال مصدر تهديد سبباً شرعياً كافياً للعدوان ووضعه تحت شعار الدفاع عن النفس”.

وتابعت: “أما المصدر الثاني للريبة يعود إلى إضافة لجنة إشراف غامضة من خارج آليات القرار نفسه، وكيفية فرضها على قرار أمميّ من دون تكليفها بقرار مماثل، والتساؤل عن مبرر إضافتها ما لم يكن الهدف هو منحها صلاحيات توسيع دائرة فهم نصوص القرار، خصوصاً حول موضوع السلاح وخصوصاً ما يتصل بالحدود اللبنانية السورية التي سعى ويسعى الأميركيون والإسرائيليون لوضعها تحت الوصاية الدوليّة، وهو ما يفسّر تصاعد الضغط العسكريّ على سورية مؤخراً. وهذه الوصاية تعني عملياً وضع لبنان كله تحت هذه الوصاية، فيصير جنوبه تحت الإشراف الإسرائيلي، وبحره تحت الإشراف الألماني، وحدوده الشرقية والشمالية تحت الإشراف البريطاني، وتصبح الرعاية الأميركيّة للجيش اللبناني مدخلاً لتحويلها إلى وصاية أميركية على الداخل كله”.

وأكملت: “وبخصوص المصدر الثالث للقلق والشعور بالخطر يأتي مما يتمّ تداوله عن رسالة ضمانات أميركيّة لكيان الاحتلال تمنحه التفسير الذي يريده للبندين الغامضين، والتفسير المناسب ليتمّ استخدامهما لصالح تحويل الموافقة على القرار 1701 مجرد إقرار كلاميّ لصالح تطبيق مختلف عن مضمون النصوص”.

وقالت الصحيفة: “في كل اتفاقات الوساطة التي يقودها طرف ثالث يوجد نص في المقدمة يلتزم فيه الوسيط ويصرّح بأنه يتعهّد بعدم تقديم أي تعهدات عبر اتفاقات سرية مع أي من الجانبين حول موضوع الاتفاق وأن النصوص الوحيدة التي يلتزم بها هي النصوص الواردة في هذا الاتفاق. وربما يكون هذا هو السطر الناقص من مسودة هوكشتاين الواجب إضافته”.

وكانت جريدة الأخبار اللبنانية قد نقلت عن مصادرها أن التطور الأبرز حول مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، تمثّل في تسلّم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أمس من قيادة حزب الله موقف الحزب من المسوّدة التي نقلتها السفيرة الأميركية الأسبوع الماضي. وقالت المصادر إن المقاومة تتعامل بانفتاح كبير مع المقترح.

وتابعت المصادر أن “الرد اللبناني دخل مرحلة الصياغة النهائية التي يُتوقّع أن تُنجز اليوم وتُرسل عبر السفارة الأميركية في بيروت إلى الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين”.

وأكدت أن “حزب الله رفض وجود ألمانيا وبريطانيا في اللجنة المشرفة على تطبيق قرار وقف إطلاق النار”.

وقالت المصادر إن نتنياهو يواجه ضغطاً مزدوجاً للقبول بوقف إطلاق النار”، لذلك “انتقل إلى مرحلة توسيع الأهداف في الوقت المتبقّي له”.