مسيحيو غزة يحيون “أحد الشعانين” وسط ركام الحرب واستمرار الإبادة

رغم أجواء الحرب والدمار، أحيى المسيحيون في مدينة غزة، يوم الأحد، طقوس “أحد الشعانين” في كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية، احتفالاً بذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأعلنت النيابة البطريركية في غزة، السبت، عن تزيين الكنيسة العريقة استعداداً لهذه المناسبة، حيث شارك كبار وصغار في تشكيل سعف النخيل على هيئة صلبان وقلوب وتيجان، لتزيين المداخل والساحات وتوزيعها على المصلين.
ويُعد “أحد الشعانين” مناسبة دينية هامة للمسيحيين، كونه يمثل بداية “أسبوع الآلام” الذي يسبق “الجمعة العظيمة” و”عيد القيامة”. وقد نشرت النيابة صوراً عبر منصاتها توثق الاستعدادات التي تمت رغم الظروف القاسية.
وتعد كنيسة القديس برفيريوس، التي شُيّدت عام 425 للميلاد، من أقدم الكنائس في العالم، وقد تعرضت في أكتوبر 2023 لقصف مباشر من قوات الاحتلال، أسفر عن استشهاد نحو 18 شخصاً كانوا يحتمون بداخلها، بينهم أطفال ونساء.
ويُقدّر عدد المسيحيين في قطاع غزة بنحو ألف شخص، معظمهم من طائفة الروم الأرثوذكس، ويشكلون أقلية صغيرة وسط أكثر من مليوني نسمة يعيشون تحت وطأة الحصار والعدوان.
كما طالت الغارات الإسرائيلية منذ بداية الحرب أماكن عبادة مسيحية وإسلامية على حد سواء، وكان من أبرزها استهداف كنيسة “العائلة المقدسة”، حيث استشهدت سيدة وابنتها برصاص قناص، إضافة إلى إصابة آخرين، فضلاً عن قصف دير “راهبات الأم تريزا” الذي يأوي العشرات من ذوي الإعاقة.
وسط كل هذا الألم، يواصل المسيحيون في غزة ممارسة شعائرهم، حاملين سعف النخيل كرمز للسلام، في مشهد تختلط فيه الرمزية الدينية بمأساة إنسانية مستمرة.