مشروع معالي أدوميم مشروع أبرتهايد وضم بامتياز
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الكاتب: د. رمزي عودة
ليس من المفترض أن ننظر الى إعلان وزير المالية الاسرائيلي سموتيرتش بالبدء في بناء المشروع الاستيطاني الجديد E1 في منطقة معالي أدوميم الاستيطانية بأنه مجرد بناء 4200 وحدة استيطانية جديدة، ففي الواقع هذا الاعلان يمثل مرحلة تاريخية جديدة من الاستيطان والفصل العنصري الاسرائيلي الممارس تجاه الشعب الفلسطيني. ويأخذ هذا الاعلان منحىً متسارع تتجه اليه الحكومة اليمينية الاسرائيلية للإسراع في إنهاء حل الدولتين، وخلق وقائع جديدة على الأرض من أجل مواجهة أي تحرك دولي لإقامة الدولة الفلسطينية، تماماً مثل ذلك التحرك الذي تقوده السعودية وفرنسا في الوقت الحالي والذي نجح في تحقيق “تسونامي” في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في الواقع، لقد أدركت إسرائيل أنها تعيش في عزلة حقيقية بعد مسلسل الابادة الجماعية الذي تقوم به في غزة، كما أدركت أن عليها أجلاً أم عاجلاً دفع ثمن هذه الابادة في الوقت الذي لا يبدو أن قادتها يستطيعون التراجع عن هذه الابادة !. وعلى هذا، فإن الثمن الذي يجب أن تدفعه إسرائيل سيكون أقل بكثير اذا ما سارعت إسرائيل في البناء الاستيطاني وتهويد القدس وتهجير المواطنين وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية. وهذا بالضبط ما يفسر بواعث السياسة الاسرائيلية اليمينية تجاه الضفة الغربية المحتلة خلال الفترة الحالية.
إن الإعلان عن بدء العمل في المشروع الاستيطاني E1 سيؤدي الى النتائج الخطيرة التالية:
1- توسيع مساحة القدس المحتلة لتشمل وترتبط بمنطقة معالي أدوميم الاستيطانية في قلب الضفة الغربية فيما يعرف بمشروع القدس الكبرى الاستيطاني.
2- تعزيز الحصار والسيطرة على مدينة العيزرية ومنع التوسع فيها لاسيما اذا ما تم انشاء طريق إلتفافي استيطاني بين منطقة زعيم ومدينة العيزرية العربية، وهو ما يزمع الاحتلال بإنشائه في الوقت الحاضر.
3- تهجير التجمعات السكانية البدوية من المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه ادميم وصولاً الى البحر الميت.
4- البدء في مشروع استيطاني كبير يربط بين معاليه ادوميم والبحر الميت بما يمثل حدوداً اصطناعية لما يسمى بدولة اسرائيل في قلب الضفة الغربية.
5- توطين نحو مليون مستوطن يهودي في هذا الغلاف الاصطناعي من المستوطنات خلال الخمسة عشر سنة القادمة بما يخل بالتوازن الديمغرافي في الضفة الغربية ويجعل من الصعوبة لأي حل سياسي نقل هؤلاء المستوطنين من الضفة الغربية.
6- ربط المناطق الاستيطانية الجديدة مع بعضها البعض وحتى مناطق 1948 وذلك من خلال شبكة طويلة من الطرق الالتفافية تصل بين مستوطنة ارئيل في شمال الضفة الغربية وبين مناطق الأغوار ومعالي ادوميم حتى البحر الميت الذي يقوم الاحتلال حالياً ببناء جدار فصل عنصري حدودي على طوله مع الاردن ليشكل حاجزا إصطناعيا للضفة الغربية من الجهة الشرقية مع الاردن.
من خلال هذه النقاط السابقة، نجد أن إسرائيل اختارت تطبيق نظام الأبرتهايد كحل سياسي دائم لدولة تكون يهودية الطابع، مع ضم مناطق “ج” في الضفة الغربية. وكما قال الرئيس الامريكي السابق كلينتون، فإن هذه الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو ليس لديها النية أبداً في قيام دولة فلسطينية، وأنه للاسف فان الادارة الأمريكية الحالية تدعم هذا التوجه على حد تعبير كلينتون. من هنا، فان المطلوب حالياٍ فلسطينياٍ وعربياٍ ودولياٍ التصعيد السياسي والقانوني مع دولة الاحتلال ومطالبة المنظومة الدولية بعدم الاكتفاء بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وانما ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لفرض عقوبات عليها.